تُعدّ آيسلندا مثالاً رائدًا في مجال الطاقة المتجددة، حيث نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة بنسبة 100%. ويُعزى هذا الإنجاز إلى استغلالها الأمثل لمواردها الطبيعية الوفيرة، مثل الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية.
لم يكن درب آيسلندا نحو الطاقة النظيفة سهلاً. ففي الماضي، كانت تعتمد بشكل كبير على استيراد الوقود الأحفوري، مثل النفط والفحم، لتلبية احتياجاتها من الطاقة. ووصلت نسبة الاعتماد على هذه المصادر إلى 80%، مما جعلها عرضة لتقلبات أسعار الطاقة العالمية وتأثيراتها البيئية السلبية.
أدركت آيسلندا مخاطر الاعتماد على الوقود الأحفوري، فاتخذت خطوات حاسمة نحو تبني مصادر الطاقة المتجددة. واستثمرت بشكل كبير في تطوير مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية، مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز وثرائها بالموارد الطبيعية.
أثمرت جهود آيسلندا في تحقيق نتائج مبهرة. ففي الوقت الحالي، تُنتج البلاد 100% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر نظيفة، دون أي اعتماد على الوقود الأحفوري.
يُقدم نموذج آيسلندا نموذجًا ملهمًا للدول الأخرى التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري والتحول نحو مستقبل مستدام. وتُظهر تجربتها أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة ممكنٌ من خلال الاستثمار في الموارد المتاحة والالتزام بالسياسات الصديقة للبيئة.
No Comment! Be the first one.