التوائم الملتصقة بالرأس هي حالة تحدث عندما يكون هناك تشابك في الأنسجة أو الأعضاء أو الأوعية الدموية بين رؤوس التوائم. هذه الحالة تحدث في حوالي 10 إلى 20 حالة من بين مليون ولادة حية، وتعتبر من أخطر أنواع التصاق التوائم. يحتاج التوائم الملتصقة بالرأس إلى رعاية طبية مستمرة وفي بعض الحالات إلى عملية جراحية لفصلهم.
أشهر حالات التوائم الملتصقة بالرأس في مصر
في مصر، تم تسجيل عدة حالات للتوائم الملتصقة بالرأس، وبعضها خضع لعمليات فصل ناجحة. من أشهر هذه الحالات:
- محمد وأحمد: هما توأم مصري ولدا في عام 2001 ملتصقين من الجزء الخلفي للرأس. أجريت لهما عملية فصل في عام 2003 في مستشفى دالاس للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 60 طبيبًا وبتكلفة مليوني دولار. نجحت العملية وعاد التوأم إلى مصر ويعيشان حاليًا حياة طبيعية.
- إبراهيم وإسحق: هما توأم مصري ولدا في عام 2005 ملتصقين من الجزء الأمامي للرأس. أجريت لهما عملية فصل في عام 2006 في مستشفى المانع في المملكة العربية السعودية، بإشراف الدكتور عبد الله الربيعة. نجحت العملية وظهر التوأم في برنامج تلفزيوني سنوات بعد ذلك.
- فارس وفادى: هما توأم مصري ولدا في عام 2010 ملتصقين من جانب واحد من الرأس. أجريت لهما عملية فصل في عام 2011 في مستشفى المانع في المملكة العربية السعودية، بإشراف الدكتور عبد الله الربيعة. نجحت العملية وظهر التوأم في برنامج تلفزيوني سنوات بعد ذلك .
- منة ومى: هما توأم مصرى وُلِدَتَا فى عام 2016 ملتصقتان من الرأس. أجريت لهما عملية فصل في عام 2020 في مستشفى الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية، بإشراف الدكتور عبد الله الربيعة. نجحت العملية وظهر التوأم في برنامج تلفزيوني سنوات بعد ذلك .
قصة نجاح التوأم الملتصق محمد وأحمد
هذا التوأم احتل مساحة كبيرة من اهتمام الناس في مصر، وانشغلوا به وقتًا غير قليل، وتوجهوا إلى الله جميعًا أن يكلل العملية الجراحية التي أجريت له بالنجاح، حتى تتم عملية الانفصال بسلام ليعيش محمد وأحمد حياة طبيعية مثل باقي الأطفال وينعم أفراد أسرتهما بالاستقرار.وكان هذا التوأم يعانى من حالة التصاق بالرأس وتداخل في عظام الجمجمة، وقد أجريت له عملية فصل في مركز دالاس الطبي للأطفال بالولايات المتحدة الأمريكية، وقام بالعملية فريق من الجراحين بلغ عدده 60 طبيبًا، وبلغت تكاليفها حوالى مليوني دولار، وكان ذلك في الثاني عشر من أكتوبر عام 2003، وكان عمرهما في ذلك الوقت حوالى العامين.
بعد نجاح عملية الفصل، والتي كانت في نفس الوقت عدة عمليات متداخلة، قضى التوأم حوالى ستة أشهر ثم عادا إلى أمريكا لإجراء عملية ترميم لجمجمة كل منهما.ويعيش التوأم الآن بحالة مقبولة ويتحركان ويلعبان بألعابهما البسيطة، وإن كان أحدهما أقل من الآخر في مستوى التقدم الصحي العام، ونحن ندعو لهما بتمام الشفاء حيث تعلقت بهما قلوب جميع المصريين والعرب.
التحديات والآفاق للتوائم الملتصقة بالرأس
عملية فصل التوائم الملتصقة بالرأس تعتبر من أصعب العمليات الجراحية، وتحتاج إلى تخطيط دقيق وفريق طبي متخصص ومعدات حديثة. كما تحمل مخاطر عالية على حياة التوائم وصحتهم. بعض التحديات التي تواجه هذه العملية هي:
- التداخل الدماغي: في بعض الحالات، يكون هناك تداخل في الأنسجة أو الأوعية الدموية أو الأعصاب بين دماغي التوائم، مما يصعب فصلها دون إلحاق ضرر بالدماغ أو إحداث نزيف أو نقص في التروية الدموية.
- الشكل الخارجي: بعد فصل التوائم، قد يحتاج كل منهما إلى عمليات تجميلية لإصلاح شكل جمجمته أو فروة رأسه أو وجهه، خاصة إذا كان هناك نقص في العظام أو الجلد أو الشعر.
- التأهيل النفسي والاجتماعي: التوائم الملتصقة بالرأس قد يعانون من صدمة نفسية أو اضطرابات سلوكية أو صعوبات في التكيف مع حياتهم الجديدة كأفراد منفصلين، خاصة إذا كان لديهم رابطة عاطفية قوية. كما قد يحتاجون إلى دعم اجتماعي وتربوي لإندماجهم مع المجتمع والتغلب على التحديات التي تواجههم.
ولكن رغم كل هذه التحديات، فإن هناك آفاقًا مشرقة للتوائم الملتصقة بالرأس، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في مجال طب وجراحة التوائم الملتصقة، وزادت نسبة نجاح عمليات الفصل وانخفضت نسبة المضاعفات. كما شهدنا حالات كثيرة لتوائم ملتصقة بالرأس تغلبوا على صعابهم وأثبتوا قدراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات.
No Comment! Be the first one.