في يوم صيفي ساخن، سكن الهدوء منطقة المرج، وفجأة، دوّى صوت بكاء وصراخ حاد كسر سكون “ساعة العصاري”. هرع أهالي المنطقة، خوفًا ورهبة، لاستطلاع الأمر، فوجدوا عشرات الرؤوس تطل من النوافذ والبلكونات، تبحث عن مصدر الصوت.
وبعد لحظات، اتضح أن مصدر الصراخ هو سيدة في العقد الرابع من عمرها، اعتادت الشجار مع ابنها. تنفست الصدور راحة مؤقتة، وعاد الجميع لأعماله، معتقدين أن الأمر لا يعدو كونه خلافًا عائليًا معتادًا.
لكن بعد دقائق قليلة، هزّ صوت ارتطام عنيف أرجاء المكان، ليجدوا جثة السيدة ملقاة على الأرض، غارقة في دمائها، بعد سقوطها من الطابق الثامن!
وخيم الحزن والأسى على المكان، بينما وقف الابن على البلكونة، مصدومًا بما فعله. لقد تجرد من كل مشاعر الإنسانية، وارتكب جريمة بشعة أنهى بها حياة أمه، التي تبلغ من العمر 43 عامًا، فقط لأنها رفضت منحه المال لشراء المخدرات.
كشفت التحقيقات الأولية أن الابن، مدمن مخدرات، اعتاد على طلب المال من والدته بشكل مستمر. وفي ذلك اليوم، حدث شجار عنيف بينهما، بسبب رفضها منحه المال، ففقد السيطرة على نفسه، وقام بضربها، ثم ألقاها من الطابق الثامن، لتنتهي حياتها في لحظة مأساوية.
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بالواقعة، فانتقلت على الفور إلى مكان الحادث. وبناءً على التحريات، تم القبض على الابن، الذي اعترف بارتكاب الجريمة.
صرحت النيابة العامة بتشريح جثة الأم، لمعرفة أسباب الوفاة بشكل دقيق، وكشف ملابسات الواقعة. كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في مكان الحادث، واستكمال التحقيقات مع المتهم.
تُعد هذه الجريمة مأساة حقيقية، تُظهر مدى خطورة الإدمان على الفرد والمجتمع. كما تُلقي الضوء على أهمية دور الأسرة في مساعدة أبنائها على التخلص من هذه الآفة، وحمايتهم من مخاطرها.
No Comment! Be the first one.