يعد غشاء البكارة عبارة عن حلقة مرنة ورقيقة من النسيج الضام تتواجد في فتحة المهبل، وهو يحتوي في مركزه على فتحة تسمح بخروج دم الحيض من خلالها إلى خارج الجسم. يولد الإناث مع هذا الغشاء، إلا أنه عادة ما ينفض الغشاء عند أول عملية اتصال جنسي كامل، وفي بعض الأحيان ينفض بسبب ممارسة بعض أنواع الرياضة العنيفة أو الحوادث المختلفة التي تتعرض لها الأنثى.
مقدمة عن غشاء البكارة
- أولا، لا يوجد سبب طبي واضح لوجود غشاء البكارة، فهو لا يؤدي دورا هاما في صحة أو وظائف الجهاز التناسلي الأنثوي. بعض الدراسات تشير إلى أن غشاء البكارة قد يكون بقايا من تطور المهبل في مرحلة الجنين، أو أنه قد يحمي المهبل من العدوى أو التلوث في مرحلة الطفولة. ومع ذلك، فإن هذه الفرضيات لم تثبت بشكل قاطع، ولا تبرر الأهمية الزائدة التي تُولى لغشاء البكارة في بعض الثقافات.
- ثانيا، لا يمكن اعتبار غشاء البكارة دليل على عذرية المرأة أو نقائها. فغشاء البكارة يختلف في شكله وحجمه وسمكه من امرأة إلى أخرى، ولا يتأثر بالنشاط الجنسي فقط. فقد يتمزق غشاء البكارة بسبب ممارسة بعض أنواع الرياضة أو استخدام سدادات قطنية أو إجراء فحص طبي أو حادث ما. كما قد يحدث جماع دون تمزق غشاء البكارة، أو قد يتأخر تمزقه إلى مرات لاحقة. بالإضافة إلى ذلك، قد تولد بعض النساء دون غشاء بكارة منذ البداية.
- ثالثا، لا يجب ربط غشاء البكارة بالألم أو النزف أثناء أول جماع. فالألم والنزف قد يحدثان لأسباب أخرى غير تمزق غشاء البكارة، مثل التوتر أو التشنج أو جفاف المهبل أو عدم التزامن بين الشريكين. كما قد لا يحدث ألم أو نزف على الإطلاق إذا كان غشاء البكارة رقيقًا أو مطاطيًا أو مفتوحًا بالفعل. لذلك، فإن استخدام غشاء البكارة كمؤشر على سيرورة المرأة هو خطأ وظلم.
- رابعا، لا يجب اعتبار غشاء البكارة عائقًا أمام المتعة الجنسية. فغشاء البكارة لا يحتوي على أعصاب كثيرة، ولا يؤثر على حساسية المهبل أو القضيب. بل إن بعض النساء قد يشعرن بمتعة أكبر بعد تمزق غشاء البكارة، لأنه يزيل القلق أو الخوف من الألم أو النزف. وبالمثل، فإن بعض الرجال قد يشعرون بمتعة أكبر بعد تمزق غشاء البكارة، لأنه يزيد من انسجامهم مع شريكاتهم.
- خامسا، لا يجب اعتبار غشاء البكارة ملكية للرجل أو المجتمع. فغشاء البكارة هو جزء من جسم المرأة، وهي وحدها من تحق في اتخاذ قرارات تتعلق به. لا يحق لأحد التدخل في خصوصية المرأة أو التحكم في جنسيتها أو التحقير من شخصيتها بناء على وجود أو عدم وجود غشاء بكارة. كما لا يحق لأحد فرض على المرأة إجراءات طبية غير ضرورية أو مؤذية لإصلاح أو استعادة غشاء البكارة.
اسباب تمزق غشاء البكارة
غشاء البكارة يتكون في مرحلة التطور الجنيني، حيث يفصل المهبل عن الجيب البولي التناسلي. يختلف شكل وحجم غشاء البكارة من امرأة إلى أخرى، وقد يكون مثقوبا أو مغلقا أو مزدوجا أو غرباليا. عادة ما يكون غشاء البكارة مرنا وقابلا للانفتاق أو التمزق بسهولة نتيجة لأسباب مختلفة، مثل:
- الأنشطة الرياضية الشديدة: يمكن أن تؤدي بعض الأنشطة الرياضية الشديدة مثل ركوب الخيل، وركوب الدراجات، والجمباز إلى تمزق غشاء البكارة. وعلى الرغم من أن هذه الحالات نادرة، إلا أنه يجب توخي الحذر عند ممارستها.
- الإصابات: يمكن أن تتعرض المرأة لإصابات في منطقة المهبل نتيجة للحوادث، والسقوط، والتدافع، والاغتصاب. وفي هذه الحالات، يمكن أن يتمزق غشاء البكارة.
- التمارين الرياضية: يمكن أن تؤدي بعض التمارين الرياضية إلى تمزق غشاء البكارة، خاصةً إذا كانت هذه التمارين شديدة الشدة.
- الأدوات الحادة: قد يتأثر غشاء البكارة بإدخال أشياء إلى المهبل، مثل التامبون أو المحارم الصحية أو المشابك، والأظافر، وغيرها إلى تمزق غشاء البكارة.
- الأسباب المختلفة: قد يؤدي بعض الأسباب المختلفة مثل التعرض للإشعاع، والإصابات بأورام سرطانية، وغيرها إلى تورُّم غشاء البكارة وتمزُّقه.
- عدم وجود غشاء بكارة: في بعض الحالات، قد لا يوجد غشاء بكارة على الإطلاق.
- التهابات المهبلية: قد تؤدي التهابات المهبلية إلى تورُّم غشاء البكارة وتمزُّقه.
- التواصل الجنسي: قد ينفض غشاء البكارة عند حدوث اختراق للمهبل بالقضيب أو بأي جسم آخر. هذا هو المعروف بفض غشاء البكارة أو فقدان العذرية.
لا يمكن اعتبار حالة غشاء البكارة دليلًا مؤكدًا على عذرية المرأة، فقد تولد بعض النساء بدون غشاء بكارة أصلا، أو قد يتمزق دون نزول دم، أو قد يظل سليمًا رغم حدوث جماع. كما أن فض غشاء البكارة لا يؤثر على صحة المرأة أو قدرتها على التمتع بالحياة الجنسية. ولكن في بعض المجتمعات، يُعطى غشاء البكارة قيمة كبرى كرمز للشرف والطهارة والأخلاق، ويُطالب المرأة التي تفقد غشاء البكارة قبل الزواج بالعار والإهانة والعقاب. ولهذا السبب، قد تلجأ بعض النساء إلى إجراء عمليات جراحية لإصلاح غشاء البكارة أو استعادته، وهي عملية تسمى ترقيع غشاء البكارة.
وظيفة غشاء البكارة في جسم الانثى
وجود غشاء البكارة له أسباب بيولوجية ترتبط بتطور الجسم البشري عبر العصور. إليك بعض الأسباب البيولوجية الرئيسية لوجود غشاء البكارة:
- حماية الأعضاء التناسلية الداخلية:
- غشاء البكارة يعمل كحاجز طبيعي لحماية الأعضاء التناسلية الداخلية للإناث من العوامل البيئية الخارجية.
- يمنع دخول الجراثيم والبكتيريا إلى المهبل، مما يقلل من احتمال الإصابة بالالتهابات والأمراض المنقولة جنسيًا.
- التمدد والمرونة:
- غشاء البكارة مصمم ليكون مرونًا وقابلًا للتمدد بشكل طبيعي.
- هذا التمدد والمرونة يسمح للغشاء بالامتداد أثناء الأنشطة الجنسية والجماع لتجنب التمزق أو الألم.
- تطور تكيفي:
- يُعتقد أن وجود غشاء البكارة له جذور تطورية تكيفية.
- يمكن أن يكون غشاء البكارة مفيدًا في تجنب العدوى والالتهابات أثناء العصور القديمة عندما لم تكن الظروف الصحية والصرفة الطبية متاحة بسهولة.
- الترتيب الجنسي والاستمتاع:
- العديد من الأعضاء التناسلية الخارجية لديها أهمية في تحقيق اللذة الجنسية والإحساس.
- يمكن أن يكون غشاء البكارة جزءًا من هذا الترتيب الجنسي ويساهم في تجربة الإثارة الجنسية.
- الإحساس والمتعة:
- الغشاء البكارة يحتوي على العديد من الأعصاب الحسية، مما يزيد من الإحساس في المنطقة التناسلية الخارجية.
- هذا الإحساس يمكن أن يسهم في تجربة الإثارة الجنسية وتحقيق المتعة الجنسية للإناث.
بعض التوصيات للحفاظ على غشاء البكارة
غشاء البكارة يُعد موضوعًا حساسًا ومحرجًا للكثير من الفتيات، وقد يؤدي هذا إلى عدم التحدث عنه أو طرح أسئلة حوله. لذلك، يُعد التوعية والتثقيف حول هذا الموضوع من أهم المسؤوليات التي يجب على المجتمع تحملها.يجب التأكيد على أن غشاء البكارة لا يُعد مؤشرًا دقيقًا للعذرية. فالغشاء قد ينفصل نتيجة لأسباب طبيعية، ولا يُمكن استخدامه كمؤشر دقيق لفقدان العذرية.كما يجب التأكيد على ضرورة استشارة طبيب/طبية في حال كان هناك شك في سلامة غشاء البكارة. فالطبيب/الطبية سوف يستطيع تقديم المشورة والإرشادات المطلوبة.
يمكن اتباع بعض النصائح للحفاظ على سلامة غشاء البكارة، وهي كالتالي:
- تجنب العلاقات المحرمة بكافة أشكالها.
- عدم ممارسة الرياضات العنيفة إلا بأخذ الاحتياطات اللازمة وبحذر مثل ركوب الخيل، وركوب الدراجات، ورقص الباليه العنيف.
- عدم ممارسة العادة السرية أو محاولة إدخال الأصابع أو أي شيء آخر إلى منطقة غشاء البكارة.
- تخفيف تيار الماء في شطاف الحمام حتى لا يُسبب الأذى لغشاء البكارة.
- تجنب ارتداء الحفاظات “الفتيلة”.
- معالجة أي مرض يُصيب المنطقة الحساسة بسرعة وعدم الإهمال في المعالجة أبدًا كي لا يتأذى غشاء البكارة.
- تجنب القفز بعنف أو التحرك في المناطق المرتفعة التي تُواجه خطر السقوط عنها.
No Comment! Be the first one.