تعريف الأحجار الكريمة
الأحجار الكريمة هي نوع من المعادن التي تتميز بجمالها وقوتها، ويستخدمها الإنسان في صورة مجوهرات. تشمل هذه المجوهرات الماس، والزمرد، والأوبال، والياقوت، وغيرها من الأحجار الثمينة، بالإضافة إلى المجوهرات المقلدة الصناعية.
عندما يقوم عمال المحاجر بالحفر للبحث عن الأحجار الكريمة، فإن ما يجدونه من أحجار كريمة يكون شكله غير منتظم وسطحه خشنًا. ولكي تصبح هذه الأحجار مقبولة الشكل لابد من تهذيبها بقطع الأجزاء الزائدة وتلميعها لتبدو في مظهر جميل. وهذه عملية تتطلب الكثير من الدراسة والمهارة والخبرة.
أنواع الأحجار الكريمة
إن أغلب الأحجار الكريمة هي معادن، في حين أن بعضها الآخر عبارة عن مواد ذات أصول عضوية. فعلى سبيل المثال، اللؤلؤ يتشكل في داخل صدفات المحار الحية، والكهرمان عبارة عن مادة راتنجية متحجرة أفرزتها أشجار الصنوبر القديمة، والمرجان يتكون من الهياكل العظمية للحيوانات البحرية الصغيرة. أما الجيت فهو حفرية من الخشب لها علاقة بالفحم.
تتميز الأحجار الكريمة بكونها جميلة، نادرة، متينة، ثمينة. لكن هذه الصفات لها استثناءات. فبعض المعادن النادرة والجميلة تكون لينة جدًا وتستخدم في صناعة المجوهرات. كما أن المجوهرات الصناعية تكون جميلة ومتينة لكنها ليست نادرة ولا ثمينة.
مصادر الأحجار الكريمة
توجد الأحجار الكريمة ذات الأصل المعدني في أربع بيئات جيولوجية مختلفة. فبعض الأحجار الكريمة مثل الزبرجد وبعض الماس، يوجدان في الصخور النارية التي تكونت من تبريد المواد الساخنة المنصهرة. ويطلق على الصخور النارية خشنة التحبب اسم بجماتيت، والتي تنتج منها أغلب الأحجار الثمينة في العالم مثل السبوديومين، والتوباز، والتورمالين، وبعض أنواع الياقوت والصفير.
بعض الأحجار الكريمة مثل اليشم، توجد في الصخور المتحولة التي تكونت تحت ظروف من الضغط والحرارة الشديدتين.
بعض الأحجار الكريمة مثل السبينل، وحجر القمر، والماس، والياقوت، توجد في الرواسب مثل الرمل والحصى التي تشكلت من تجمع وترسب المواد المنحلة أو المفتتة عن طريق الماء أو الرياح أو الثلج.
بعض الأحجار الكريمة مثل الأوبال والفيروز، توجد في الصخور الرسوبية التي تشكلت بتأثير العمليات الجيولوجية بشكل أساسي من الرمل والحصى المترسب عن طريق الماء والرياح والثلج. وقد تشكل هذه الأحجار نتيجة لتسرب المياه الغنية بالمعادن عبر الصخور.
أهم مناطق إنتاج الأحجار الكريمة
تختلف مناطق إنتاج واستخراج الأحجار الكريمة حسب نوعها وخصائصها. هذه بعض أهم هذه المناطق:
- يستخرج الماس بشكل أساسي من استراليا ووسط وجنوب أفريقيا وروسيا. وتأتي أفضل أنواع الماس من جنوب أفريقيا وروسيا.
- يستخرج الياقوت من بورما وسريلانكا وتايلاند ومدغشقر وأستراليا وتنزانيا ونيبال وباكستان وأفغانستان وفيتنام. ويعتبر الياقوت من أصل كشميري أفضل أنواع الياقوت في العالم.
- يأتي الصفير من بورما وسريلانكا وكشمير وأستراليا وتنزانيا ومدغشقر وتايلاند. ويعتبر الصفير الأزرق من كشمير أغلى أنواع الصفير.
- ينتج الزمرد من كولومبيا والبرازيل وزامبيا وروسيا وباكستان وأفغانستان. ويعتبر الزمرد الكولومبي من أجود أنواع الزمرد.
- يستخرج الماس من جنوب أفريقيا وروسيا وبوتسوانا وأستراليا وكندا والهند. ويعتبر الماس الأفريقي من أندر أنواع الماس.
- يأتي التوباز من البرازيل وروسيا وبورما وسريلانكا وباكستان. ويعتبر التوباز الإمبراطوري من أثمن أنواع التوباز.
- ينتج الأوبال من استراليا وإثيوبيا والبرازيل. ويعتبر الأوبال الأسود من أغلى أنواع الأوبال.
- يحصل على اللؤلؤ من المحار في المحيطات، خصوصًا في المحيط الهادئ. ويعتبر اللؤلؤ الطبيعي من أكثر أنواع اللؤلؤ ندرة.
- يستخرج الفيروز من إيران والولايات المتحدة والصين. ويعتبر الفيروز الإيراني من أجود أنواع الفيروز.
كيف تتعرف على الأحجار الكريمة؟
الصفات البصرية للأحجار الكريمة
من الصعب أن تميز الحجر الكريم بمجرد النظر فقط، فمن الضروري الاعتماد على قياس الصفات البصرية التي يمكن التعرف عليها دون الإضرار بالحجر بأي شكل. يستخدم الجيولوجيون العاملون في مجال الأحجار الكريمة آلة تسمى “مقياس الانعكاس” لقياس معامل الانكسار، وهو مقدار قابلية الحجر لانكسار الضوء. كما يستخدمون آلة أخرى تسمى المجهر القطبي، والذي يستخدم في تحديد نوعية الانعكاس، سواء كان مزدوجًا أو مفردًا. فأحجار مثل الزمرد، والياقوت، والصفير، والجمشت، والياقوت الصناعي، كلها ذات انعكاس مزدوج، في حين أن الألماس، والسبينل، والسبينل الصناعي، والجرانيت، والزجاج، كلها ذات انعكاس مفرد. يستخدمون أيضًا مجهر ذو عينين ذو مجال ضوئي مظلم لفحص التركيب الداخلي للأحجار الكريمة لتحديد ما إذا كانت طبيعية أو صناعية، وأيضًا التعرف على الصفات الأخرى التي تميز الأحجار الكريمة الطبيعية.
هذه الاختبارات عادة ما تكون كافية للتعرف على عدد محدود من المواد التي يمكن استخدامها كأحجار كريمة. وأحيانًا يتطلب الأمر استخدام آلات أخرى مثل الجهاز ثنائي اللون، الذي يقيس صفة تسمى الثنائية اللونية، وهي قدرة بعض المواد على إظهار لونين مختلفين عند مشاهدتها من زوايا مختلفة. أو جهاز المحلل الطيفي، الذي يقيس طيف الضوء المنعكس أو المنفذ من المادة، والذي يمكن أن يكشف عن بعض العناصر الموجودة في تركيبها.
الصفات الفيزيائية للأحجار الكريمة
هناك صفات فيزيائية تستخدم في اختبار الأحجار غير المعروفة لتحديد نوعها وخصائصها. من هذه الصفات:
- الصلابة: وهي مقاومة المادة للخدش بتأثير حمل ثقيل وهي من أهم صفات قطع وتلميع الأحجار الكريمة. يستخدم علماء الجيولوجيا مقياس موس Mohs لقياس صلابة المادة بالمقارنة مع عشر معادن معروفة، حيث يحصل كل منها على رقم من 1 إلى 10. فالألماس هو أصلب المواد ويرقى بالرقم 10، بينما التلك هو أطرى المواد ويرقى بالرقم 1.
- الجاذبية النوعية: وهي نسبة كثافة المادة إلى كثافة الماء في نفس درجة حرارته. وهذه صفة تستخدم في تحديد نوعية المادة، خصوصًا إذا كانت شفافية أو شكل أو لون المادة متشابهًا مع مادة أخرى. فإذا كانت جاذبية نوعية حجر مجهول 3.5، فإن هذا يستبعد أن يكون هذا الحجر ألماسًا (2.4) أو سبوديومين (3.2) أو سبينيل (3.6) أو تورمالين (3.1).
يستخدم علماءالجيولوجيا آلة تسمى الميزان الهيدروستاتيكي، والتي تقيس وزن المادة في الهواء وفي الماء، وتستخدم هذه القيمة لحساب الجاذبية النوعية. كما يمكن استخدام سلسلة من السوائل المعروفة مسبقًا كثافتها النوعية في تحديد الجاذبية النوعية للأحجار خفيفة الوزن. فإذا طفا الحجر في سائل كثافته النوعية 4، وغاص في سائل كثافته النوعية 3، فإن الجاذبية النوعية لهذا الحجر لا بد وأن تقع بين الكثافتين السابقتين، ويمكن تحديدها تقريبًا بـ 3.5.
قطع وتلميع الأحجار الكريمة
إن الصلابة والشفافية ومعامل الانكسار هي الصفات التي تحدد قطع الحجر الكريم. وهناك طرازان أساسيان لقطع الأحجار الكريمة هما:
- الأحجار متعددة الأوجه: وتعني عدد الأسطح الصغيرة الملمعة التي تسمى أوجه. هذه الطريقة تستخدم لإبراز بريق ولون وشفافية الحجر. وهناك أشكال مختلفة للأوجه مثل المربع، والمثلث، والمستطيل، والبيضوي، والقطري، وغيرها.
- كابوشون: وتعني استدارة ولمعان الحجر. هذه الطريقة تستخدم لإظهار بعض التأثيرات المميزة لبعض الأحجار مثل التألق، أو التغيرات في درجات اللون، أو النمط، أو الشرائط، أو البقع، أو الشوائب. وهناك أشكال مختلفة للكابوشون مثل الدائري، والبيضاوي، والقطري، وغيرها.
لقطع وتلميع الأحجار الكريمة يستخدم علماء الجيولوجيا آلات خاصة تسمى ماكينات قطع الأحجار. هذه الآلات تحتوي على قرص دوار مغطى بمادة مسننة أو مسحوق معدني صلب. يثبت الحجر على قاعدة متحركة تسمح بتغيير زاوية القطع. يضغط الحجر على القرص بقوة مناسبة لإزالة الأجزاء الزائدة وتشكيل الأوجه أو الكابوشون. يستخدم قرص آخر مغطى بمادة ناعمة لتلميع وإضفاء اللمعان على الحجر.
امثلة لأشهر الأحجار الكريمة
الأحجار الكريمة لها تاريخ طويل ومثير في العديد من الثقافات والحضارات. بعض الأحجار الكريمة اشتهرت بسبب حجمها أو ندرتها أو قصتها أو ملكيتها. فيما يلي بعض الأمثلة على الأحجار الكريمة المشهورة:
- كوهينور (Koh-i-noor): هو ألماس أبيض شفاف يعتبر أحد أكبر الماسات في العالم. وجد في الهند منذ آلاف السنين، وكان قد قدم هدية للملكة فيكتوريا في عام 1850 من قبل شركة الهند البريطانية الشرقية. وزنه الأصلي كان 186 قيراطاً، ولكنه تم إعادة قطعه إلى 105.6 قيراطاً. هو الآن جزء من مجوهرات التاج البريطاني، ويحفظ في برج لندن.
- الكولينان (Cullinan): هو ألماس شفاف يعتبر أكبر ماسة تم اكتشافها في التاريخ. وجدت في جنوب أفريقيا في عام 1905، وكان وزنها أكثر من 3100 قيراط. تم تقديمها كهدية للملك إدوارد السابع في عام 1907، وتم تقسيمها إلى تسع قطع رئيسية و96 قطعة فرعية. أكبر قطعة منها هي “نجمة إفريقيا” (Star of Africa)، وزنها 530 قيراطاً، وهي الآن جزء من مجوهرات التاج البريطاني، وتزين عصى التفتير.
- البيلغرينا (La Peregrina): هي لؤلؤة بيضاء تعتبر أكبر لؤلؤة طبيعية في العالم. وجدت في خليج بنما في القرن السادس عشر، وكانت ملكاً للعديد من الملوك والملكات الأوروبيين. وزنها 36 قيراطاً، وشكلها بيضوي. تم بيعها في مزاد عام 2011 للممثلة الأمريكية إليزابيث تايلور، وبلغ سعرها 11.8 مليون دولار.
No Comment! Be the first one.