شهدت أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تقلبات حادة في الأسابيع الأخيرة، مما أثار قلق المستثمرين. فهل هذه التقلبات مجرد تصحيح عابر أم علامة على تباطؤ النمو في هذا القطاع الواعد؟
انخفاض الطلب على معدات الرقائق يثير قلق المستثمرين
أدى انخفاض الطلب على معدات تصنيع الرقائق من قبل شركة “إيه إس إم إل” الهولندية، أحد كبار مصنعي معدات الرقائق في العالم، إلى هبوط أسهم الشركات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي. فقد أثار هذا الانخفاض مخاوف بشأن تراجع الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى موجة من البيع.
ارتفاع أسعار أسهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في الفترة الماضية
تجدر الإشارة إلى أن أسهم الذكاء الاصطناعي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار خلال العامين الماضيين، مدفوعة بتوقعات النمو القوية في هذا القطاع. وقد أدى هذا الارتفاع إلى ارتفاع قيمة بعض الأسهم بشكل كبير، حتى تلك التي لا تُعد من أكبر المستفيدين من نمو الذكاء الاصطناعي.
مخاطر جيوسياسية تؤثر على قطاع الرقائق
يُعد قطاع الرقائق معرضًا بشكل كبير للمخاطر الجيوسياسية، خاصةً مع اعتماد العديد من الشركات على الصين كسوق رئيسية. وتُعد “إيه إس إم إل” مثالاً على ذلك، حيث تمثل الصين نصف مبيعاتها من الأنظمة في الربع الأول.
هل تُعد التقلبات الأخيرة علامة على تباطؤ النمو؟
يعتقد بعض المحللين أن التقلبات الأخيرة تُعد تصحيحًا عابرًا لأسعار الأسهم المتضخمة، بينما يرى آخرون أنها قد تكون علامة على تباطؤ النمو في قطاع الذكاء الاصطناعي.
نمو سريع لرقائق الذكاء الاصطناعي
على الرغم من التقلبات الأخيرة، إلا أن هناك أدلة تشير إلى أن قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي لا يزال ينمو بسرعة. ففي حين تشكل رقائق الذكاء الاصطناعي نسبة ضئيلة من المعروض العالمي للرقائق، إلا أنها تُسجل نموًا استثنائيًا في المبيعات.
يواجه قطاع الرقائق بشكل عام تباطؤًا في الطلب، وذلك بسبب تراكم مخزونات فائضة من رقائق الذاكرة لدى الشركات المصنعة. وقد أدى ذلك إلى انخفاض أسعار رقائق الذاكرة بأكثر من 50% منذ عام 2021.
على الرغم من التباطؤ الحالي في الطلب، إلا أن هناك توقعات قوية بارتفاع الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي في المستقبل. فمع استمرار استثمار الشركات في مشاريع الذكاء الاصطناعي، ستزداد الحاجة إلى رقائق متطورة لدعم هذه التطبيقات.
يُنصح المستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي بالتركيز على الشركات ذات الإمكانيات طويلة المدى، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر قصيرة الأجل مثل التقلبات الدورية والجيوسياسية.
خلاصة
لا تزال آفاق قطاع الذكاء الاصطناعي واعدة على المدى الطويل. ومع ذلك، قد تواجه الشركات العاملة في هذا القطاع بعض التحديات قصيرة الأجل، مثل التباطؤ في الطلب وتقلبات الأسعار. ينصح المستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستثمار في هذا القطاع بالتركيز على الشركات ذات الإمكانيات طويلة المدى، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر قصيرة الأجل.
No Comment! Be the first one.