تعريف الرياح
تعرف الرياح بأنها الهواء المتحرك الذي ينشأ بفعل التباين فى كثافة الهواء وضغطة .حيث ان حركة دوران الكرة الأرضية هي المسئولة عن انحراف الرياح إلى الإتجاهات الشرقية والغربية وقوة احتكاك الرياح بمظاهر سطح الأرض يؤدى إلى خفض سرعتها وتغيير اتجاهها وتؤثر قوة الجذب المركزية في قوة الرياح عندما تتحرك فى حركة دائرية عند حدوث الأعاصير والمنخفضات الجوية .لذلك تشكل الدورات الهوائية على سطح الارض انواع من الرياح تختلف كل منهما عن الاخرى في خصائصها وتحركاتها ،سنذكرها لكم بالتفصيل فيما يلي.
انواع الرياح
1- الرياح الدائمة أو المنتظمة
يطلق على الرياح التجارية والعكسية والقطبية إسم الرياح الدائمة أو المنتظمة وذلك بسبب انتظام هبوبها على مدار العام بين نطاقات الضغط الجوى الموزعة على سطح الكرة الأرضية ولكن من هذه الرياح خصائص تتصف بها وتميزها عن غيرها نستعرضها فيما يلى.
2 – الرياح التجارية
- تهب فى نصفى الكرة الشمالى والجنوبي من نطاق الضغط المرتفع حول دائرتى 30 شمالاً وجنوباً نحو منطقة الضغط المنخفض الاستوائي.فهى بذلك توجد في النطاق المدري من الكرة الأرضية ويكون إتجاهها العام شمالي شرقي فى نصف الكرة الشمالي. وجنوبي شرقي فى نصف الكرة الجنوبي.وهى بذلك تناسب من الأطراف الشرقية لمناطق الضغط المرتفع وتتقابل عند الدائرة الإستوائية .
- وتعد الرياح التجارية أكثر أنظمة الرياح على سطح الأرض ثباتاً وانتظاماً في سرعتها واتجاهها طول العام وبخاصة فوق المحيطات بين المدارين وبخاصة المتجهة غرباً.وتكون الرياح التجارية في فصل الشتاء أشد قوة عنها فى فصل الصيف وذلك بسبب ارتفاع انحدار الضغط الجوى بين نطاقى الضغط المرتفع حول دائرة عرض 30 ودائرة الإستواء فى فصل الشتاء .
- وتبدأ الرياح التجارية إنسيابها من الأطراف الشتوية لنطاق الضغط المرتفع حول دائرة عرض 30 ،وتكون جافة ( تنخفض بها نسبة بخار الماء فى الهواء ) ،وأقل حرارة من الأقاليم المتجهة إليها.لذلك تعتبر عاملاً ملطفاً لحرارة الجهات التى تتحرك صوبها وكلما اقتربت من نطاق الضغط المنخفض الإستوائى ترتفع حرارتها وتضعف قوتها وترتفع نسبة بخار الماء فيها وتتحول عند الإستواء إلى تيارات حمل تساعدية وتتحول من الانساب الأفقى إلى التدفق الرأسى الصاعد للهواء .
- وتحتمل الرياح التجارية ببخار الماء وتصبح رطبة فى حالة مرورها على المسطحات المائية للبحار والمحيطات المدارية وتصبح مشبعة ببخار الماء عند وصولها إلى السواحل الغربية للمحيطـات ( السـواحل الشـرقية للقـارات ) فيزيـد احتمال سقوط المطر عليها.في حين تكون السواحل الشرقية للمحيطـات ( السـواحل الغربيـة للقـارات ) جافـة وهـو مـا يفسـر وجود معظم صحارى العالم فى نطاق هبوب الرياح التجارية في الجهات الغربية مـن القـارات كمـا تتعـرض الأجـزاء الشـرقية للمحيطـات لإنخفـاض مـدى الرؤيـة لكثـرة حـدوث الضـباب فـوق مياه التيارات البحرية الباردة في تلك الجهات ثم لخروج الرياح التجارية من اليابس إلى المحيط محملة بالأتربة والغبار .
3- الرياح العكسية ( الغربية )
- تهب فى نصفى الكرة الشمالي والجنوبي من نطاق الضغط المرتفع حول دائرتى عرض 30 ، 60 شمالاً وجنوباً تقريباً ويكون اتجاهها العام جنوبى غربي فى نصف الكرة الشمالي،وشمالى غربى فى نصف الكرة الجنوبي ولأنها غربية في نصفى الكرة الأرضية تعرف بالغربيات وسميت الرياح العكسية لأن اتجاه هبوبها معاكساً لاتجاه هبوب الرياح التجارية في كل من نصفي الكرة الأرضية .
- تنساب الرياح العكسية من الأطراف الغربية لمناطق الضغط المرتفع حول دائرة عرض 30 وُهى جهات أدفىءمن الجهات التي تتجه صوبها حول دائرة عرض 60 وتتقابل الرياح العكسية الأدفىء (أقل كثافة ) مع الرياح القطبية الأبرد ( أعلى كثافة ) فينتج عن ذلك أن تتدفق الرياح العكسية أعلى الرياح القطبية مكونة ما يعرف بالأعاصير أو المنخفضات الجوية.ويصاحب مرور هذه المنخفضات الجوية تكاثف السحب وحدوث عواصف البرق والرعد وتساقط الأمطار.
- تعد الرياح العكسية أقل انتظاماً وثباتاً وسرعتها واتجاهها بالمقارنة بالرياح التجارية وبخاصة في نصف الكرة الشمالى.
- تأتى الرياح العكسية مـن الأطراف الغربية لنطاق الضغط المرتفع حول دائرة عرض 30 وتكون رطبة.ولذلك فهى تسقط أمطارها على السواحل الشرقية للمحيطات (السواحل الغربية للقارات) وتكون أكثر غزارة فى حالة إعاقة المرتفعات لها كما هو الحال بالنسبة لجبال الروكى والأنديز فى غربى الأمريكتين والألب في غربى أوربا وأطلس شمال غرب أفريقيا.
- تتعـرض منـاطق هبـوب الريـاح العكسـية لتقلبـات سـريعة فى الطقـس وبخاصـة فى أفصل الشتاء.حيث تزداد شدتها كما يكثر حدوث الضباب فى فصل الصـيف فى الأجزاء الغربية للمحيطات ( السواحل الشرقية للقارات ) في نصف الكرة الشمالى وفى جنوب المحيطات الأطلسى الهادى والهندى).
- يتزحزح نطاق هبوب الرياح العكسية مع تزحزح نطاقات الضغط الجنوبي بضع درجات عرضية نحو الشمال عند تعامد الشمس على مدار السرطان فيمتد نطاق هبوبها شمالاً إلى حوالى دائرة عرض 70 شمالاً وكذلك نحو الجنوب عند تعامد الشمس على مدار الجدي.
4- الرياح القطبية
- تهب في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي من نطاق الضغط المنخفض حول دائرتي عرض 60 شمالاً وجنوباً فهى بذلك توجد فى النطاق شبه القطبي والقطبي ويكون اتجاهها العـام شمـالي شـرقى فى نصـف الكـرة الشـمالى وجنـوبى شـرقى فى نصف الكرة الجنوبي ( تدفق فى ذلك مع الرياح التجارية ) وهى بذلك تتقابل مع الرياح العكسية عند نطاق الضغط المنخفض حول دائرتى عرض 60 .
- الرياح القطبية رياح باردة جداً وجافة تتسبب فى إنخفاض درجة الحرارة للجهات التي تتحرك صوبها وكلما اقتربت من نطاق الضغط المنخفض حول دائرة عرض 60 ترتفع حرارتها تدريجياً،وترتفع نسبة بخار الماء فيها وتتحول على تيارات حمل تصاعدية وبخاصة عندما تتقابل مع الرياح العكسية الأدفئ وتتحول مـن الأنسياب الأفقي إلى التدفق الرأسى الصاعد.
- وتشتد الرياح القطبية في فصل الشتاء عندما ينعدم الإشعاع الشمسي فوق القطب وتنخفض درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها ويزداد الانحدار في الضـغط الجوي بـين القطب ودائرة عرض 60 فى حين ترتفع درجة حرارتها نسبياً،ويصحبها السحب والضـباب في فصـل الصـيف.كما تنتظم هبوبها في نصف الكرة الجنوبي بشكل أكثر من نظيرها في نصف الكرة الشمالي.
5- الرياح الموسمية
- هى نظام فصلي لهبوب الرياح ينشأ نتيجة التباين الفصلى فى الضغط الجوي بين اليابس والمسطحات المائية المجاورة فى المناطق المدارية.
- يظهر نظام الرياح الموسمية بوضوح فوق المساحات الواسعة من اليابس التى تحاط بمساحات مائية واسعة كما هو الحال فى قارتي آسيا وأفريقيا.وتعد قارة آسيا أكبر كتلة أرضية متصلة تحاط بمياه المحيط الهادى والمحيط الهندى من الشرق ومن الجنوب على الترتيب ولهذا السبب تكون منطقة جنوب شرق آسيا من أهم مناطق هبوب الرياح الموسمية على سطح الأرض .
- ففى فصل الربيع أو الخريف عندما تتعامد الشمس على دائرة الإستواء يكون نطاق الضغط المنخفض الإستوائي مرتكزاً حول الدائرة الإستوائية وتنشط تيارات الحمل الصاعدة ويتكاثف الهواء الدفئ فوق الهواء البارد فتنشأ السحب وتنمو وتتساقط الأمطار في المنطقة الإستوائية .
- أما فى فصل الصيف الشمالي تتزحزح نطاقات الضغط الجوي نحو الشمال فينتقل نطاق الجو المنخفض الإستوائى شمالاً بعيداً عن الإستواء بما يتراوح بين 8 ، 10 درجات عرضية ويصبح متمركزاً على وسط الصحراء الكبرى.
- ونظـراً لأن هـذه الرياح تأتى من المسطحات المائية صوب اليابس فى النطاق المدارى الحار فإنها تكون محملة ببخـار المـاء فتسـقط أمطـاراً غزيـرة حين تعترضها المرتفعات الجبلية ( سلاسل جبال الهيمالايا في قارة آسيا وهضبة الحبشة فى قارة أفريقيا ) التي تعمل على برودتها وتكثيف مابها من بخار المـاء بالإضـافة إلى تحولها إلى تيـارات حمل صـاعدة فيتكثـف مـا بها مـن بخار الماء وتسقط أمطـار غزيـرة على سواحل جنوب شرق آسيا وجزرها وكذلك سواحل أفريقيا الغربية.
- ويتضح مما سبق أن الرياح الموسمية نظام فصلي تبادلي عكسي فالمناطق ذات الضـغط المرتفع صيفاً يتمركز عليها الضغط المنخفض شتاء والمناطق الممطرة صيفاً جافة شتاء ( عدا غرب اليابان ، وساحل الهند الشرقى ، شرق سيلان فهى ممطرة طوال العام ) ويكون فصل الصيف هو الفصل الممطر الحار وفصل الشتاء هو الفصل الجاف البارد.
- ويتباين مستوى هبوب الرياح الموسميـة مـن عـام لآخر فهى غير منتظمة الهبوب وكذلك تتباين كمية الأمطار الساقطة التي تصاحبها ويرجع ذلك إلى تداخل أنظمـة المطر الموجودة فى النطاق المداري وتوزيع اليابس والماء ومرور الأعاصير واتجاها ولكن بوجه عام ينـتج عنهـا أمطـاراً غزيـرة جـداً تسبب فيضانات عارمة أحياناً.
6- الرياح المحلية
هى أنظمة هوائية يقتصر تأثيرها فى مواقع محددة من سطح الأرض وتهب خلال فترة زمنية قصيرة ويتأثر بعضها بالتغير فى درجة حرارة اليابس والماء ويتأثر الـبعض الآخـر بالوضع الطبوغرافى للمنطقة .وهى دورة هوائية يومية تحدث فى المناطق الساحلية المطلة على البحار أو المحيطات أو البحيرات الواسعة،وتنشأ بسبب تباين تأثر كل من اليابس والماء بالإشعاع الشمسي أثناء النهار وفقدان كل منهما الحرارة بالإشعاع الأرضي أثناء الليل ويكون من محصلة ذلك تباين انحدار الضغط الجوى بين اليابس و الماء ليلاً ونهاراً فيتحرك الهواء أفقياً من البحر إلى اليابس أثناء فترة النهار ويعرف بنسيم البحر ومن اليابس إلى البحر أثناء الليل ويعرف ذلك بنسيم البر .
النسيم
هى دورة هوائية يومية تحدث على طول المنحدرات الجبلية للمرتفعات ومنحدرات الأودية،وهى تحدث للأسـباب نفسها التي تسبب فى حدوث نسيم البر ونسيم البحر فهى دورة هوائية متعاكسة بين الليل والنهار،وتنقسم الى:
نسيم الوادى
يحدث أثناء النهار عندما ترتفع درجة حرارة الهواء فى بطون الأودية ،فتقل كثافته وينخفض ضغطه بالمقارنة بدرجة حرارة الهواء فوق قمم المنحدرات فيتحرك الهواء الـدفئ صاعداً المنحدرات الجبلية نحو القمة ويعرف بنسيم الوادى.فى الوقت نفسة يهبط الهواء البارد الوجود أعلى قمم المنحدرات نحو بطون الأودية ليحل محل الهواء الصاعد وتستكمل الدورة الهوائية لنسيم الوادى.
نسيم الجبل
يحدث أثنـاء الليل عندما تنخفض درجة الحرارة ويزداد الإشعاع الأرضى وتفقد المنحدرات الجبلية حرارتها فتنخفض درجة حرارة الهواء والمنحدرات الجبلية ويرتفع ضغطه ويتحرك هابطاً فوق المنحدرات الجبلية نحو بطون الأودية ويعرف بنسيم الجبل فى الوقت نفسه يتحرك الهواء الأدفأ نسبياً الموجود في بطون الأودية إلى أعلى ليحل محل الهواء الهابط وتشمل الدورة الهوائية.
ويزدادوضـوح ظـاهرة نسـيم الجبـل والـوادى فى الأوديـة التي تمتد من الشرق إلى الغرب وذلك لأنها تستقبل كمية من الإشعاع الشمسى أكبر من تلك التى تستقبلها الأودية التى لها امتداد شمالى جنوبى وبالتالى يكون ارتفاع حرارتها أكبر وتمدد هوائها أكثر وضوحاً.كما أن أثر هذه الظاهرة تكون أوضح فى الأودية الضيقة أو المغلقة نظراً لهدوء الهواء بها .
نسيم البحر
يؤدي إلى زيادة نسبة بخار الماء فى هواء السواحل المجاورة ويخفض من درجة حرارة الهواء عليا .ويرفـع مـن نسبة الأملاح المتطايرة .كما يـؤثر نسيم البحر ونسيم البر فى حركة الملوثات الهوائية بين اليابس والماء في حين يضر نسيم الجبل بالمحاصيل المزروعة في بطون الأودية الجافة أو على السفوح الدنيا للمنحدرات الجبلية.
No Comment! Be the first one.