في خطوة جريئة لطي صفحة من الجدل التاريخي، أعلنت حكومة برلين عن استعدادها للتنازل عن فيلا كانت تعود ملكيتها لجوزيف جوبلز، وزير الدعاية النازي، دون مقابل مادي. تأتي هذه الخطوة في مسعى لإيجاد حل لمستقبل الموقع الذي ظل مهجورًا لعقود في شمال العاصمة الألمانية.
شتيفان إيفرز، وزير مالية برلين، صرح يوم الخميس بأن الفيلا متاحة كهدية لمن يرغب في تحمل مسؤوليتها، مشيرًا إلى رغبة الولاية في التخلص من الأعباء المالية المترتبة على صيانة وحراسة العقار المتداعي. وقد سعت برلين في السابق لنقل ملكية الفيلا إلى الحكومة الفيدرالية أو ولاية براندنبورغ دون جدوى.
على الرغم من حالتها المتهالكة، يُشجع إيفرز على تقديم مقترحات لاستغلال الفيلا تحترم تاريخها العاصف دون الإشادة به، مفتوحًا الباب أمام الأفراد للمشاركة.
تاريخ الفيلا مليء بالأحداث المثيرة للجدل؛ فقد أقام جوبلز، اليد اليمنى لهتلر، هذا الملاذ الفخم في عام 1939 ليكون بعيدًا عن ضجيج برلين، واستخدمه لاستقبال النخب النازية والفنانين وحتى لعقد لقاءاته السرية. بعد الحرب، تحول الموقع إلى مستشفى ثم إلى مركز تدريب تابع للحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية. ومع إعادة توحيد ألمانيا في 1990، عادت ملكية الفيلا لبرلين لكنها ظلت دون استخدام حتى اليوم.
أصبحت الفيلا مزارًا للسياح الذين يتجولون بين أنقاضها، ويستذكرون تاريخها من خلال النوافذ الشاهقة. ويُذكر أن جوبلز قد أنهى حياته بالانتحار في مخبأ هتلر مع عائلته في نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد تم بيع منزل العائلة الفخم في برلين في مزاد عام 2011.
الآن، يظل مستقبل فيلا جوبلز محط تساؤل، مع تقديم برلين لفرصة فريدة لإعادة تأهيل الموقع بما يتناسب مع تاريخه الثقيل. وتبقى الأنظار مترقبة لمن سيتقدم لتحمل مسؤولية هذا الإرث الثقيل، وكيف سيتم تشكيل مستقبله.
No Comment! Be the first one.