شهد العالم العربي في الآونة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً على صعيد القمم العربية، مما يطرح تساؤلاً مهماً: أين عقدت آخر قمة عربية؟ وما هي أهم القضايا التي ناقشتها؟
عقدت آخر قمة عربية عادية في الجزائر، وتحديداً في مدينة الجزائر العاصمة، وذلك في الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2022. ** ترأس القمة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون**.
مثلت هذه القمة حدثاً مهماً في مسيرة العمل العربي المشترك، حيث ناقش القادة العرب مجموعة واسعة من القضايا الحيوية التي تؤثر على حاضر ومستقبل العالم العربي.
أهمية انعقاد القمة العربية في الجزائر
مثّل انعقاد القمة العربية في الجزائر حدثاً محورياً لأسباب متعددة. فمن الناحية الرمزية، جاء انعقاد القمة في الجزائر بعد غياب دام لثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، مما يعكس رغبة الدول العربية في إعادة تنشيط العمل العربي المشترك.
كما تأتي أهمية القمة من كونها أول قمة عربية تعقد بعد توقيع “اتفاقية الجزائر” للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية. مثّل هذا الاتفاق خطوة هامة على طريق تحقيق الوحدة الفلسطينية، وأكدت القمة العربية على دعمها الكامل لهذا الاتفاق وحرصها على تعزيز الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
القضايا الرئيسية التي ناقشتها القمة
ركزت القمة العربية في الجزائر على مناقشة مجموعة من القضايا الهامة التي تواجه العالم العربي. وكان من أبرز هذه القضايا:
-
القضية الفلسطينية: أكدت القمة على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب، وجددت التزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
-
الأزمة السورية: دعت القمة إلى حل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وأراضيها، ويضمن عودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم.
-
الأمن الغذائي العربي: ناقشت القمة تحديات الأمن الغذائي في العالم العربي، وأكدت على أهمية تعزيز التعاون العربي في هذا المجال لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
-
الأزمة الاقتصادية العالمية: تناولت القمة انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على الدول العربية، ودعت إلى تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي العربي لتجاوز تداعيات هذه الأزمة.
نتائج القمة العربية
اختتمت القمة أعمالها بإصدار “إعلان الجزائر” الذي تضمن عدداً من القرارات والتوصيات الهادفة إلى تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات التي تواجه الأمة العربية. ومن أبرز ما جاء في “إعلان الجزائر”:
-
التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
-
الدعوة إلى حل سياسي للأزمة السورية.
-
تعزيز التعاون العربي في مجالات الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.
-
التأكيد على أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف.
الخاتمة
مثّل انعقاد القمة العربية في الجزائر خطوة هامة على طريق تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات الجسام التي تواجه الأمة العربية. وعلى الرغم من أن القمة لم تخرج بحلول جذرية لكافة القضايا المطروحة، إلا أنها أكدت على إرادة الدول العربية في مواصلة العمل معاً من أجل تحقيق التضامن العربي وخدمة مصالح الأمة العربية. يظل الأمل معقوداً على أن تكون قمم عربية لاحقة أكثر فاعلية في معالجة القضايا المطروحة وإيجاد حلول عملية لها.
No Comment! Be the first one.