كيف نسمي الكائنات الحية؟
هل تعلم أن هناك ملايين الكائنات الحية في العالم، وأن كل كائن له اسم علمي خاص به؟ هل تتساءل عن أصل هذه الأسماء وكيفية تحديدها وترتيبها؟ هل ترغب في معرفة المزيد عن التنوع الحيوي والتنظيم الخلوي للكائنات المختلفة؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت في المكان المناسب. في هذا النص، سنقدم لك مقدمة شاملة عن تسمية الكائنات الحية وأنواعها حسب التنظيم الخلوي.
التسمية هي عملية إعطاء أسماء علمية للكائنات الحية بناء على مجموعة من القواعد والمبادئ. وهي ضرورية لتصنيف الكائنات ودراستها وحفظها. تستخدم التسمية الثنائية binomial نظاماً موحداً لتسمية الكائنات بواسطة اسمي الجنس Genus والنوع Species، وهو نظام ابتكره عالم النبات السويدي كارل فون لينه Carl von Linne في القرن الثامن عشر. يستخدم هذا النظام لغة لاتينية معدلة، ويكتب بشكل مائل، ويستخدم حروف كبيرة وصغيرة بطرق محددة.
التنظيم الخلوي هو طريقة ترتيب وتجميع الخلايا في جسم الكائن. يختلف التنظيم الخلوي حسب عدد الخلايا ودرجة التخصص والتعقيد التركيبي. يمكن تقسيم الكائنات إلى كائنات وحيدة الخلية، التي تتألف من خلية واحدة فقط، مثل البكتيريا والطحالب، وكائنات متعددة الخلايا، التي تتألف من خلايا متعددة متصلة بطرق محددة، مثل الفطر والحشرات والثديات. تتطور الكائنات متعددة الخلايا من خلايا أولية تقسم بشكل مستمر لإعطاء خلايا جديدة. تختص هذه الخلايا في أداء وظائف معينة، وتشكل أجزاء من أجزاء أكبر، مثل الأنسجة Tissues والأعضاء Organs والأجهزة Systems.
نظام التسمية الثنائية
تتصل التسمية في علم الحياة بالنظام الذي تسمى به الكائنات حيث تسمى جميع الكائنات في المواقع وفقاً لنظام التسمية الثنائية binomial لأسمي الجنس Genus والنوع Species المبتكر من قبل عالم النبات السويدي كارل فون لينه Carl von Linne (الذي كثيراً ما كان يدعى باسمه اللاتيني Carolus Linnaeus من أسماء الكائنات التي صنفها). يتضمن الجنس الواحد عدداً من الأنواع المختلفة. يكتب الحرف الأول من الكلمة الأولى للاسم (الجنس) كبيراً في حين لا يكتب كذلك في الكلمة الثانية من الاسم (النوع) كما أن كلا الكلمتين لاتينية دائماً.
فمثلاً أشريشيا كولاي Escherichia coli التي تدعى شيوعاً بكتيريا القولون هي فرد من الجنس اشريشيا Escherichia. يختصر اسم الجنس شيوعاً بالحرف الأول الكبير أي E. coli.
قد تختلف أفراد من نفس النوع عن بعضها البعض في نقاط ثانوية ضمن الجنس فمثلاً يكون البعض منها غير قادر على تكسير المادة الغذائية في حين يكون بعضها الآخر قادراً على ذلك. وعموماً لا يبرر هذا الفرق الطفيف إعطاء الكائنات أسماء أنواع مختلفة وبالتالي يشار إليها بسلالات varieties أو ضروب var من نفس النوع، فمثلاً هناك سلالتان شائعتان من اشريشيا كولاي هما سلالة E. coli 12- المعزولة من مريض في مستشفى جامعة ستانفورد وسلالة E. coli ML التي يعتقد بأنها عزلت من أحشاء عالم فرنسي شهير كانت الحروف ML هي اختصار اسمه. والسلالتان متماثلتان في خواص نموهما لكنهما تختلفان في التفصيلات. يعطى اسم ووصف جميع البكتيريا المميزة في الوقت الحاضر في كتاب بيرج Bergey’s Manual of Determinative Bacteriology.
التسمية المشتركة
إلى جانب اسم كلا من الجنس والنوع، فإن بعض المصطلحات تستخدم شيوعاً لإشارة إلى مجاميع محددة من الكائنات. هذه المصطلحات غير دقيقة ولا تستخدم في التصنيف العلمي، لكنها تفيد في وضع الكائن في مجموعة معينة. فمثلاً المصطلح العام عصية bacillus يتصل بالبكتيريا عصوية الشكل rod-shaped، وبالتالي فإن جميع العصيات هي كائنات عصوية (اسطوانية) الشكل حيث تضم أفراداً من الجنس Bacillus إضافة إلى الأجناس Clostridium و Escherichia وغيرها. لا يكتب المصطلح العام bacillus بحرف أول كبير لهذا يمكن تمييزه عن الجنس Bacillus.
أنواع الكائنات حسب عدد الخلايا
الكائنات وحيدة الخلية
الكائنات وحيدة الخلية هي تلك التي تتألف من خلية واحدة فقط. هذه الكائنات ذات حجم مجهري ثابت تقريباً. نظراً لاستقلاليتها واكتفائها الذاتي، فإنها تقوم بجميع وظائف الحياة الحيوية. رغم تميز هذه الكائنات بصغر حجومها، إلا أن هناك فوارق بالغة جداً بينها. فبعض الميكروبات وحيدة الخلية مثل الابتدائيات (الأوالي) والطحالب ذات تركيب خلوي معقد حقيقي النواة، في حين تكون البكتيريا بما فيها تلك الخضراء المزرقة من نمط بسيط بدائي النواة. ونتيجة لذلك، فهناك مدى واسع في الحجم والتنظيم الداخلي ضمن الكائنات وحيدة الخلية.
الكائنات متعددة الخلايا
الكائنات متعددة الخلايا هي تلك التي تتألف من خلايا متعددة متصلة بطرق محددة. يمكن أن تختلف هذه الكائنات عن بعضها في عدة نواحي أساسية. أحد أبرز هذه الاختلافات هو مستوى التعقيد التركيبي Structural complexity المنجز ضمن الكائن. فالتعدد الخلوي لا يعني بالضرورة أن تراكيب الكائن معقدة. فبعض الطحالب والفطر مثلاً هي كائنات متعددة الخلايا ذات تركيب بسيط، في حين أن نباتات وحشرات وثديات هى كائنات متعددة الخلايا ذات تركيب معقد جداً. ويتوقف التعقيد التركيبي على درجة التخصص الخلوي Cellular specialization والتنسيق الوظيفي Functional coordination بين الخلايا المختلفة. فالكائنات المتعددة الخلايا ذات التركيب المعقد تتميز بوجود أنسجة وأعضاء وأنظمة تؤدي وظائف محددة.
التنظيم الخلوي في الكائنات متعددة الخلايا
الخلايا المستقلة
تتألف العديد من الكائنات الكبيرة متعددة الخلايا من خلايا متشابهة جداً لبعضها. وفي حالات معينة، قد تتحول الخلايا لإنجاز وظيفة معينة وفي هذه الحالة تعمل هذه الخلايا بصورة مستقلة عن بعضها وليست جزءاً من مجموعة من خلايا متماثلة تعمل كوحدة متكاملة. يمكن توضيح هذا المفهوم بواسطة كائن معروف لمعظم الناس هو العرهون Toadstool (أو الغاريقون Toadstool). والعراهين ذات عدة تراكيب مميزة ومهمة في حياة الكائن مثل الخلايا الحاملة للأبواغ Spore-bearing Cells والأبواغ Spores. وبالرغم من أن الخلايا المؤلفة لهذه التراكيب متخصصة إلا أنها تعمل بصورة مستقلة عن بعضها الآخر وليست بصورة تعاونية.
الأنسجة والأعضاء
في حين تتميز الكائنات الراقية مثل النباتات والحيوانات بوجود مناطق مميزة من الخلايا حيث تكون خلايا كل منطقة متماثلة لبعضها أساسياً، لكنها تختلف بالشكل والتركيب والوظيفة عن الخلايا في المناطق الأخرى. يسمى كل مجموعة متخصصة من الخلايا بالنسيج Tissue، الذي ينجز وظيفة معينة كوحدة متكاملة. وبدورها، ترتبط مجموعات من الأنسجة المختلفة لتكوين تركيب معقد هو العضو Organ، الذي يسهم في درجة عالية من التخصص حيث ينجز كل عضو معين وظيفة أساسية للكائن. وبالتالي، تتطلب حياة الكائن العمل المناسب لأى من أعضائه الأساسية. تمثل هذه الكائنات متعددة الخلايا أعلى مستوى التنظيم الخلوى. وهذا النظام التصاعدي من تعقد الخلايا والأنسجة والأعضاء هو سمة للعديد من النباتات والحيوانات، كما أنه غير نموذجى لأفراد عالم المجهر Microbial world.
No Comment! Be the first one.