في أسبوع واحد فقط، تحولت الأرض إلى مسرح درامي للطبيعة الهائجة، حيث اجتاحت أعاصير مدمرة وفيضانات عارمة عدة دول، مخلفة وراءها سلسلة من الكوارث التي تحبس الأنفاس.في تطور مفاجئ ومقلق، شهد العالم في أقل من أسبوع سلسلة من الأحداث الجوية الشديدة التي أثرت على عدة دول. أعاصير مدمرة وفيضانات عارمة اجتاحت مناطق مختلفة، مما أدى إلى خسائر في الأرواح ودمار واسع النطاق.
في قلب أفريقيا، في كينيا، انفتحت السماء لتُمطر بغزارة، مما أدى إلى فيضانات جارفة وانهيارات أرضية مروعة. الأرض التي كانت يومًا موطنًا للحياة، تحولت إلى مقبرة جماعية لـ181 روحًا، وأجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم، تاركين وراءهم حياة بأكملها تغرق تحت الماء.
في الشرق الأوسط، في السعودية، تحدت السيول القوانين والحدود، فأغلقت المدارس وقطعت الطرق، وأطلقت السلطات تحذيرات ملحة للسكان للبقاء في مأمن من العواصف القادمة.
في أمريكا الجنوبية، في البرازيل، تحولت ولاية ريو جراندي دو سول إلى مشهد من الدمار بعد أن ضربتها الأمطار الغزيرة، مما أسفر عن 8 وفيات و21 مفقودًا، وتشريد الآلاف في مأساة تتكرر مع كل قطرة مطر.
في أوروبا، في تركيا، أصبحت الشوارع أنهارًا والمنازل جزرًا منعزلة، وسط تحذيرات من هطول المزيد من الأمطار الرعدية التي قد تحمل معها المزيد من الدمار.
وفي آسيا، في الصين، ضرب إعصار مدينة قوانغتشو بقوة، مما أدى إلى تحطيم البنايات وخلف خمسة قتلى، في تذكير قاسي بأن قوة الطبيعة لا تعرف الرحمة.
الاسباب وعدد الضحايا
الأعاصير والفيضانات الأخيرة التي شهدتها عدة دول حول العالم تعود أسبابها إلى عوامل متعددة، أبرزها تغير المناخ الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة كمية بخار الماء في الجو، مما يعزز من قوة الأعاصير والعواصف المدارية. كما تساهم الظروف الجوية المحلية والتغيرات في استخدام الأراضي في تفاقم هذه الكوارث.
أما بالنسبة لعدد الضحايا، فقد كانت الأرقام مأساوية. في ليبيا، أدى إعصار دانيال إلى مقتل وفقدان نحو 20 ألف شخص. وفي الهند، أسفرت الفيضانات وانزلاقات التربة عن مقتل 127 شخصًا. بينما في الولايات المتحدة، أدت الأعاصير المدمرة إلى وفاة 32 شخصًا على الأقل. هذه الأحداث تشير إلى الحاجة الماسة لتعزيز البنية التحتية وأنظمة الإنذار المبكر للحد من تأثير هذه الكوارث الطبيعية.
No Comment! Be the first one.