ما هي الصحافة المدرسية؟
الصحافة المدرسية هي أحد أشكال الإعلام المدرسي التي يقوم بها الطلاب بمساعدة مشرفين وموجهين. وتشمل الصحافة المدرسية كافة النشاطات الإعلامية التي تتضمن إعداد وإصدار الصحف والمجلات والنشرات والإذاعات المدرسية. وتستخدم الصحافة المدرسية كافة الفنون الصحفية المختلفة مثل الأخبار والمقالات والتعليقات والتحقيقات والكاريكاتيرات والقصص الخبرية. وتهدف الصحافة المدرسية إلى تنمية مهارات الطلاب في التواصل والتعبير والابتكار والانتماء والديمقراطية.
مميزات الصحافة المدرسية
إن الصحافة المدرسية لها مميزات عديدة تجعلها من الأنشطة التربوية المهمة. فهي تزيد من حب الطلاب للغتهم العربية وتنمي قدراتهم في التحرير والإبداع. كما تربطهم بواقعهم ومجتمعهم من خلال متابعة الأحداث والقضايا المدرسية والوطنية. وتشجعهم على ممارسة الديمقراطية والتعبير عن رأيهم واحترام رأي الآخر. كذلك تكون فرصة لاكتشاف مواهبهم وقدراتهم الفنية والإعلامية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم في تشكيل رأي عام مدرسي يعكس اهتمامات ونشاطات المجتمع المدرسي.
تصنف الصحافة المدرسية
إن الصحافة المدرسية تصنف حسب نوعها إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- الصحافة المقروءة: هي التي تشتمل على الصحف والمجلات والنشرات التي تكون مكتوبة أو مطبوعة أو مصورة. وتكون لهذه الصحافة اسم وشعار ثابت يميزها. كما تكون لها مواعيد ثابتة للإصدار.
- الصحافة المسموعة: هي التي تشتمل على الإذاعات المدرسية التي تبث بشكل دوري أو مناسب. وتستخدم هذه الصحافة أساليب صوتية مثل التقارير والبرامج والأغاني.
- الصحافة المرئية: هي التي تشتمل على العروض والأفلام والمسرحيات التي تعرض بشكل مرئي. وتستخدم هذه الصحافة أساليب بصرية مثل الصور والرسوم والتمثيل.
تعريفات مختلفة للصحافة المدرسية
هناك مجموعة من التعريفات المختصرة للصحافة المدرسية منها:
- أنها مرآة للرأي العام المدرسي.
- أنها سجل واقعي أمين لنشاط المجتمع المدرسي بمن فيه وما فيه.
- أنها صحف ومجلات تصدرها المدارس أو بعض الفصول أو جماعات النشاط للتعريف بأنشطتها واهتماماتها.
- أنها نشاط إعلامي وتربوي هادف يمارس فيه التلاميذ الفنون الصحفية المختلفة بإشراف مشرفين.
كما يوجد تعريفات أخرى أكثر تفصيلاً للصحافة المدرسية منها:
- حسب محمود أدهم، فإن الصحافة المدرسية هي “الصحف والمجلات والنشرات المختلفة الأنواع والأشكال والأحجام وفترات ومواعيد الصدور، المطبوعة أو المنسوجة أو المخطوطة أو المصورة، التي يصدرها طلاب أو طالبات فصل أو مستوى دراسي معين، أو جماعة، أو الذين يمثلون مدرسة من مدارس المراحل المختلفة، وقد يصدرها أحد الطلاب، وذلك كله بإشراف وتوجيه من بعض الأساتذة أو الأخصائيين”.
- حسب سمير محمود، فإن الصحافة المدرسية هي “أحد أشكال الإعلام المدرسي المتخصص، الذي يقوم به الطلاب بمساعدة مشرف الصحافة، مستخدمين الفنون الصحفية المختلفة، سواء صدرت هذه الصحف مكتوبة أو مطبوعة أو مصورة، وفق دورية محددة وبعناوين ثابتة، وبشكل يعبر عن المجتمع المدرسي بهمومه ومشكلاته، ويحقق أهدافه وأهداف الصحافة بوجه عام”.
- حسب إجلال خليفة، فإن الصحافة المدرسية هي “وسيلة إعلامية لتدعيم المجتمع المدرسي الذي يتمثل في الطلاب والأساتذة وأولياء الأمور، وهي دوريات تصدر عن مدارس التربية والتعليم في المدن والقرى، ويحررها طلاب تلك المدارس، ولذلك فهي وسيلة اتصال تكمل مناهج التعليم القاصرة أحياناً، وتساعد في تكوين طالب سليم النفس والعقل، متكيف مع بيئة المدرسة وبيئته خارجها، فضلاً عن اكتساب الخلق الحسن”.
- حسب بلقيس عبد المنعم، فإن الصحافة المدرسية هي “نشاط ووسيلة للتربية في آن واحد، بمعنى أنها نشاط يؤدي إلى التربية المتكاملة للشخصية بجميع جوانبها، وهذه الشخصية المرباة تقوم بمزيد من النشاط الذي يؤدي بدوره إلى مزيد من النمو في الشخصية”.
- حسب حسن خليل، فإن الصحافة المدرسية هي “ممارسة الطلاب للفنون الصحفية المختلفة تحت إشراف أخصائي الإعلام التربوي أو مشرف الصحافة أو كلاهما معاً، بحيث يظهر ذلك في أداء الطلاب في مختلف أشكال الصحف المدرسية سواء المطبوعة أو المسموعة أو المصورة التي تصدر كلما أمكن في دورية منتظمة، وتختلف تلك الممارسات من مرحلة تعليمية إلى أخرى على أساس أن كل مرحلة تعليمية لها محدداتها وأهدافها المنوطة بها، وذلك لإشباع حاجات الطلاب في المجتمع المدرسي، وتحقيق الأهداف المعرفية والوجدانية والمهارية العامة والخاصة للصحافة المدرسية كأحد مجالات الإعلام التربوي في المدارس”.
بدايات الصحافة المدرسية
يعود تاريخ الصحافة المدرسية إلى عهد الخديوي إسماعيل، حيث أصدر ديوان المدارس صحيفة روضة المدارس في 29 يناير سنة 1869. وكان علي باشا مبارك هو المؤسس الحقيقي لروضة المدارس، وكان رفاعة الطهطاوي أول رئيس تحرير لها. وكانت روضة المدارس صحيفة علمية أدبية تنشر مقالات في مختلف مجالات المعرفة، وتهتم بجوانب التربية، وتنشر أعمال التلاميذ. لكن روضة المدارس لم تكن صحيفة مدرسية خالصة، فلم يراع فيها الإخراج المناسب للتلاميذ، كما أنها لم تكن تصدر بانتظام.
ازدهار الصحافة المدرسية
ظهرت أول صحيفة مدرسية خالصة في 3 فبراير 1893، وهي مجلة المدرسة التي أصدرها مصطفى كامل، طالب بمدرسة الحقوق. اتخذت شعارها “حبك مدرستك – حبك أهلك ووطنك”. كان مصطفى كامل يتولى بنفسه تحريرها والإنفاق عليها، وكان يوزعها على المشتركين بواقع عشرة أعداد في السنة. انتشرت هذه المجلة بين الطلاب، وبلغ عدد المشتركين فيها 4622 مشترك. ركزت هذه المجلة في موضوعاتها على المجتمع المدرسي، وأهمية التعليم، وقواعد احترام التلميذ لأستاذه، والمقررات الدراسية، ومشاكل التدخين والعادات السيئة، وطرق التغلب عليها ومقاومتها في المجتمع. كما احتوت على العديد من المقالات التي نشرت بأقلام الطلاب، كذلك حفلت بالمسابقات الثقافية والفنية التي التفت حولها الطلاب.
ولم تكن هناك صحف مدرسية على المستوى العام، بل كانت تصدر متفرقة على مستوى الإدارات والمدارس، طبقاً لطبيعة واحتياجات كل منطقة أو كل مدرسة، وحسب ما يتاح لها من إمكانيات. وكان يتولى ذلك الهواة من المدرسين والتلاميذ.
تنظيم الصحافة المدرسية
بدأ دور الصحافة المدرسية الحقيقي بنشاطه المنتظم والهادف يأخذ في التصاعد إبان قيام الثورة في 23 يوليو 1952، حيث أنشئ ولأول مرة في تاريخ التعليم المصري قسم خاص للصحافة المدرسية في وزارة التربية والتعليم عام 1953. وكان من أهداف هذا القسم تحويل الصحافة المدرسية إلى أداة إيجابية تبصر الشباب بالاتجاهات السياسية والقومية والاجتماعية الجديدة للدولة، وتنهض بمستواهم الفكري، وتثير في الموهوبين منهم التنافس الشريف صحفياً وأدبياً. كما كان من أهم أهداف قسم الصحافة المدرسية تعهد أقلام الطلاب الناشئة وتنميتها حتى يعدوا لأن يكونوا رواد للمستقبل، وحتى تصبح الصحافة المدرسية وسيلة ناجحة لخدمة المناهج الدراسية، والربط بين موادها، وتوثيق العلاقات بين المدارس والمجتمعات التي تعيش فيها، وبين البلاد العربية. ثم تزويد قراءها من الطلاب بقدر من المعلومات التي لا يتاح للمواد والكتب الدراسية تزويدهم بها.
ولذلك، وضعت قواعد جديدة للصحافة المدرسية ترتكز على أحدث الأساليب الصحفية والعلمية والفنية في التحرير والإخراج. كما خصصت اعتمادات مالية لتنظيم المسابقات السنوية بين الصحف المدرسية. وقام القسم بدوره في مراقبة ما يصدر عن المعاهد والمدارس من مجلات، وإضافة المكافآت لشخص بعينه، والجوائز العينية كالشهادات
والكؤوس والدروع والميداليات للأعمال المتميزة صحفياً وأدبياً. وبذلك، سجلت الصحافة المدرسية تقدماً في الكيف والكم، فزاد عدد الصحف المدرسية التي تصدر في الجمهورية إلى 478 مجلة سنة 1983، بعد أن كانت لا تزيد عن 50 مجلة في سنة 1957.
تطوير الصحافة المدرسية
ومع صدور التنظيمات الجديدة لوزارة التربية والتعليم في عام 1984، تحول قسم الصحافة بالوزارة إلى إدارة أنشئت لها أقسام بمختلف مديريات التربية والتعليم، وكل قسم سفير لإدارة الصحافة المدرسية في منطقته يحمل رسالتها ويشرف عليها ويدعو إليها. وذلك بمقتضى القرار الوزاري رقم 95 في 3/5/1984. وقد تحول كل قسم من هذه الأقسام إلى توجيه للصحافة المدرسية في عام 1992، يشرف عليه موجه أول يعاونه بعض الموجهين والأخصائيين.
وفي عام 1998، بدأت تجربة تعيين أخصائيين للصحافة المدرسية من خريجي كلية الآداب. فقد تضمن القرار الوزاري رقم 379 في 1998 تعيين أربعين أخصائياً للصحافة المدرسية من خريجي كلية الآداب في وظيفة أخصائي صحافة إعدادي متفرغ، وزعوا على المدارس الكبرى. كما بلغ عدد العاملين في توجيهات الصحافة المدرسية في مصر سنة 1999 (37) موجهاً وأخصائياً، نصفهم مؤهلون تأهيل صحفى في الجامعة.
No Comment! Be the first one.