مع وجود معدل انتشار عالٍ للتهاب الكبد الوبائي فيروس سي في العالم، بدأت مصر مسيرة طويلة للقضاء على هذا المرض بحلول عام 2023. تعاونت الحكومة المصرية مع شركات ووكلاء رعاية صحية عالميين لتوفير خدمات قوية وحلول تشخيصية لمساعدة البلاد في تحقيق هدفها الطموح في القضاء على فيروس سي. يتكون فريق العمل من نخبة من الباحثين الأكاديميين، الذين يعملون على إعداد الأبحاث والأوراق العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه، وذلك لتقديم الدعم العلمي والمهني للباحثين وطلاب الدراسات العليا في جميع المجالات.
مقدمة عن القضاء على فيروس سي
في عام 2018، بدأت وزارة الصحة في مصر برنامجًا للكشف عن التهاب الكبد الفيروسي وعلاجه. تم تنفيذ فحص سكان البلاد، الذين يبلغ عددهم 62.5 مليون شخص، في مواقع الرعاية الصحية وغيرها من المناطق باستخدام اختبار التشخيص السريع المعتمد من منظمة الصحة العالمية. تم تشجيع المشاركة في البرنامج من خلال حملة وطنية كبيرة تستخدم وسائل الإعلام المختلفة، وتم دعم البرنامج من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. شارك ما يقرب من 50 مليون شخص (80% من السكان المستهدفين) في هذا البرنامج الذي يعرف باسم “100 مليون صحة”.
لقضاء المحتمل على الفيروس وتحقيق الشفاء
في الماضي، كان صعبًا جدًا شفاء الأشخاص المصابين بفيروس سي وكان هناك نسبة شفاء قليلة جدًا. تم استخدام أدوية قوية للقضاء على الفيروس، ولكنها كانت تسبب آثارًا جانبية خطيرة على الصحة. كان للفيروس تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمع والاقتصاد.
ولكن مع مرور الوقت وتقدم العلم، أصبحت مكافحة التهاب الكبد الوبائي أسهل بكثير بعد اكتشاف علاج فعال للمرض. أصبح بإمكان الملايين حول العالم الوصول إلى هذا العلاج بأسعار معقولة ومتاحة للجميع. والأمر الجيد أن بعض الأدوية هذه مُصنَعة في مصر. وبالتالي، يمكن للدول التي تتمتع بإمكانية الوصول إلى هذه الأدوية أن تطمح إلى حياة صحية وطويلة. وهذا الإنجاز يعتبر نقطة تحول في حياة الدول التي تعاني من انتشار المرض بشكل كبير، ومن بين هذه الدول تبرز مصر، حيث كانت تُعاني من أعلى معدل إصابة بالتهاب الكبد على مستوى العالم بنسبة 7٪. ولكنها أصبحت الآن أول دولة تنجح في القضاء على هذا المرض تمامًا من جذوره من خلال حملة صحية ضخمة تعتبر واحدة من أكبر الحملات في التاريخ.
حملة 100 مليون صحة
من عام 2014 إلى عام 2018، كان من الصعب شفاء الأشخاص المصابين بفيروس سي، ولم يتم تشخيص معظم المصابين بعد. لذلك، في عام 2018، أطلقت وزارة الصحة والسكان حملة “100 مليون صحة”، وهي مبادرة وطنية كبيرة لفحص المواطنين وتوفير العلاج للمصابين بالمرض، بتكلفة الدولة.
من أكتوبر 2018 إلى أبريل 2019، تم فحص ما يقرب من 50 مليون شخص للبحث عن مصابين بفيروس سي، من إجمالي سكان مستهدف يبلغ 62.5 مليون شخص. بعد ذلك، تم تشخيص وتحديد الأفراد المصابين بالمرض وتوفير العلاج لهم بالكامل على نفقة الدولة. بدءًا من يوليو 2020، تمكنت مصر من فحص أكثر من 60 مليون شخص وعلاجهم والقضاء على هذا الوباء الذي يهدد حياة المواطنين.
رؤية مصر الواسعة للقضاء على فيروس سي وتوسيع نطاق النجاح
بعد نجاح مصر في مكافحة التهاب الكبد الوبائي، تركز الآن على توسيع الرعاية الصحية والتوعية في الداخل والخارج، بما في ذلك الدول الأفريقية الشقيقة. في عام 2019، أعلنت مصر عن توفير فحص وعلاج فيروس سي لمليون شخص في 14 دولة أفريقية، بالإضافة إلى تقديم المساعدة الفنية والخبرة وبرامج الفحص والعلاج المجانية في المناطق التي ينتشر فيها المرض بشكل كبير.
وتواصل مصر جهودها في تعزيز الوعي لدى المواطنين، وأصبحت هذه المبادرة الوطنية نقطة تحول في تاريخ مصر والدول الأفريقية. في غضون خمس سنوات فقط، تم القضاء على المرض في مصر بفضل العلاجات الطبية المبتكرة، وهذا إنجاز لم يتحقق في أي بلد آخر. أظهرت مصر للعالم أن تحسين الصحة العامة للمواطنين ممكن عندما تكون الأدوية متاحة بأسعار معقولة.
الخلاصة
في نهاية المطاف، قبل خمس سنوات فقط، كان من المستحيل تحقيق القضاء على التهاب الكبد الوبائي لدى شخص مصاب، وحتى في بلد بأكمله، على الرغم من توفر أفضل العلاجات الطبية. ومع ذلك، تمكنت مصر اليوم من القضاء على هذا المرض بوتيرة غير مسبوقة بين سكانها. وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل الأدوية الثورية الجديدة، وهو إنجاز لم يتمكن أي بلد آخر من تحقيقه أو الاقتراب منه. أظهرت مصر للعالم أن تحسينات الصحة العامة للمواطنين ممكنة عندما يتم تحديد أسعار الأدوية بشكل معقول.
No Comment! Be the first one.