كيف كانت رضاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

اضائت الأرض بنور ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،فكان لرضاعة الرسول علامات وميزات تدل على نبوئته .يقول الرسول :”رأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام”.لم تكن امه أمنة بنت وهب رضي الله عنها هي الوحيدة التي ارضعته ،ذكرت بعض المصادر أنها لم ترضعه إلا اسبوع واحد .حيث كان من عادة أشراف قريش أنهن لا يرضعن أولادهن وأن يدفعوا بأطفالهم إلى مراضع من البادية.فنالت امنا حليمة السعدية شرف رضاعته ،فعمت البركة والخير عليها وعلى من حولها ،فكانت ترجو امنة بنت وهب ان يبقى عندها .كما ارضعته ايضا اثنان غيرها.

ولادة الرسول

ولد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فى 12 من ربيع الأول من عام 53 ق.هـ”عام الفيل”، الموافق شهر أبريل سنة 571 ميلاديا،بعد حادثة الفيل بخمسين يوماً وهو الرأي المشهور عن كثير من العلماء. ولد النبي صلى الله عليه وسلم يتيماً ،حيث مات ابيه عبدالله بن عبد المطلب رضي الله عنه عندما كانت امه أمنة بنت وهب يومئذٍ حامل بمحمد لشهرين.وتولى رعايته جده عبد المطلب ،فأخذه عند ولادته فرحاً وطاف به حول البيت الحرام وسماه محمداً ليكون محموداً وكان هذا الاسم غير معروفاً وقتها.

ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ،في شعب بني هاشم في الدار التي صارت تُعرف بدار بن يوسف،حالياً مكتبة مكة المكرمة.وتولّت ولادته “الشِّفاء” أم عبد الرحمن بن عوف.وذكر أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف، بل كان حملا سهلا يسيرا مباركا، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلاً:”إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا“.وعن عثمان بن أبي العاص يقول : أخبرتني أمي قالت : ” شهدت آمنة لما ولدت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فلما ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تدلى ، حتى إني أقول لتقعن علي ، فلما ولدت ، خرج منها نور أضاء له البيت الذي نحن فيه والدار ، فما شيء أنظر إليه ، إلا نور ” .

كيف كانت رضاعة الرسول

أول من ارضعت النبي صلى الله عليه وسلم هي أمه أمنة بنت وهب،لكن كان من عادة أشراف قريش أنهن لا يرضعن أولادهن وأن يدفعوا بأطفالهم إلى مراضع من البادية، رغبة في تنشئة أولادهم على القوة والشجاعة، والفصاحة والبلاغة .كما أن البادية وقتها كانت بعيدة عن الأمراض والأوبئة، وكانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، فكانوا يريدون أن ينشأ أطفالهم في بيئة صحية.

مرضعات النبي

1- ثويبة الأسلمية : هي جارية ابو لهب التى ذكرت بعض المصادر أنه أعتقها عندما اخبرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم .فثويبة هي أول من ارضع النبي بعد أمه .وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهما عمه حمزة بن عبد المطلب.

2- حليمة السعدية : هي حليمة بنت أبي ذؤيب من قبيلة بني سعد بن بكر.وهي أشهر مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم، فهي التي أرضعته حتى أكملت رضاعه بلبن ابنها عبد الله،وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.حيث انه بعد ان ارضعته ثويبة اربعة أشهر ذهب جده عبد المطلب يبحث عن مرضعة من البادية تقوم بإرضاع النبي صلى الله عليه وسلم ،فلم يجد أفضل من مراضع بني سعد ،فنالت حليمة السعدية شرف رضاعته وبركته.

3- أم حمزة : وهي امرأة من بني سعد غير حليمة ، وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أمه حليمة.

كيف اخذت حليمة السعدية النبي لإرضاعه

بعد ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام حضر إلى مكة عشر نساء من بني سعد يلتمسن إرضاع الأطفال من عند سادة وأشراف مكة، وكان ذلك في سنةٍ شديدة القحط.

وكانت حليمة السعدية من بين نساء بني سعد جاءت إلى مكة ومعها زوجها الحارث بن عبد العزى تتلمس طفلاً ترضعه.وحدث أن سبقت النساء حليمة أخذن الرضعاء ولم يبق سوى الرسول صلى الله عليه وسلَّم، ولما وصلت حليمة السعدية مكة ورأت ذلك الطفل اليتيم أعرضت عن أخذه لأنَّ أهله ليسوا أغنياء.وكادت أن تعود إلى البادية دون طفل، إلاَّ أنَّ قلبها رق له وصمَّمت على أخذه خشية أن تعود بلا طفل، وتعيرها المرضعات الأخريات، واستشارت زوجها فقال لها: لا عليكِ أن تفعلي فعسى أن يجعل الله لنا فيه خيراً وبركة، فذهبت إليه وأخذته.

مدة رضاعة الرسول صلى الله عليه وسلم

عندما أخذت حليمة السعدية الرسول صلى الله عليه وسلم ،عم عليها الخير والبركة هي ومن حولها .فبمجرد حلول النبي صلى الله عليه وسلم عليها لإرضاعه ورعايته، امتلأ ثديها باللبن، فارتوى منه صلى الله عليه وسلم هو وابنها، بعد أن كان يبكي ولدها من الجوع لجفاف ثدي أمه من قلة الزاد، وشدة التعب.وكذلك امتلأ ضرع ماشيتها باللبن بعد أن كانت يابسة . كما وجدت الأرض قد ملأها العشب لترعاه أغنامها التي شبعت وسمنت وأعطت لبناً وافراً، وزاد عندها الخير، فأيقنت ان ذالك بسبب بركة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كانت حليمة تذهب به لأمه كل بضعة أشهر لزيارتها .

فلمَّا انقضت مدة الرضاعة وهي سنتان أخذته حليمة السعدية إلى مكة لتسليمه لأمه ، فأقنعتها بتمديد حضانته خوفًا من وباء بمكة وقتها وما رأت من بركة بوجوده، فوافقت آمنة.فبقي معها حتى بلغ سن الرابعة ،حيث كان نموه متميزاً عن باقي الأفراد .حتي ارسلته الى امه بعد حادثة شق الصدر ،خشية عليه.

أخوات النبي من الرضاعة

1- عبدالله بن الحارث : هو أخو الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ،من امه حليمة السعدية .قيل أنه أسلم هو وأبوه الحارث ، وحسن إسلامهما.

2- أنيسة بنت الحارث : وهي اخت عبدالله بن الحارث ،واخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ،من امه حليمة السعدية.

3- حذافة بنت الحارث : قيل جذامة ولقبها الشيماء بنت الحارث،وهي اخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ،من امه حليمة السعدية .لما توفي رسول الله أرتد قومها “بنو سعد” عن الإسلام، فوقفت موقفًا شجاعًا، تدافع عن الإسلام بكل جهدها؛ حتى أذهب الله الفتنة عن قومها.وكانت كثيرة العبادة والتنسُّك، واشتهرت بشِعرها الذي ناصرت فيه الإسلام ورسوله، وظلت تساند المسلمين وتشد من أزرهم حتى أتاها اليقين.

4- أبا سلمة بن عبد الأسد : هو الصحابي الجليل أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي رضي الله،ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم”برة بنت عبد المطلب ” ،واخوه من الرضاعة ،حيث أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب . هو زوج أم المؤمنين أم سلمة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.أحد السابقين الأولين ، وأول من هاجر إلى الحبشة ، ثم هاجر إلى المدينة ، وشهد بدرا ، ومات بعدها بأشهر.ولما انقضت عدة زوجته أم سلمة تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم.

5- حمزة بن عبد المطلب : هو عم النبي صلى الله عليه وسلم ،فهو حمزة بن عبد المطلب الهاشمي القرشي رضي الله عنه ،ولقبه سيد الشهداء وأسد الله ورسوله .ثبت في الصحيح أن حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه  أخو الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة .حيث أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب . فقد قال له علي رضي الله عنه : ألا تتزوج بنت حمزة . فقال صلى الله عليه وسلم : إنها ابنة أخي من الرضاعة.

6- أبا سفيان بن الحارث : هو أبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطّلب بن هاشم،ابن عم النبي محمد ،وأخوه من الرضاعة حيث أرضعتهما حليمة السعدية.وكان ابو سفيان من أشد الناس عداوة للإسلام ،الى ان اسلم يوم فتح مكة .وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوتي الطائف وحنين ، وكان ممن ثَبُت معه في القتال يوم حُنين لما انسحب المسلمون أول المعركة.