في خطوة هائلة لمكافحة نقص المياه في تربية الدواجن، نجح باحثون في جامعة أركنساس في تربية سلالة جديدة من الدجاج تستهلك كمية أقل بكثير من الماء دون التضحية بنموها أو جودة لحومها.
فريق علمي بقيادة سارة أورلوسكي، أستاذ مشارك في علوم الدواجن، نجح في تطوير سلالة دجاج موفرة للمياه من خلال تقنية الاختيار الوراثي. وكشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “التقارير الفسيولوجية”، أن هذه السلالة الجديدة تستهلك ما يصل إلى 65٪ كمية ماء أقل من الدجاج اللاحم العادي.
يُعدّ هذا الإنجاز العلمي ثمرة جهود بحثية مكثفة استمرت لسنوات، حيث سعى العلماء إلى إيجاد حلول مستدامة لمشكلة ندرة المياه التي تواجه مزارعي الدواجن في جميع أنحاء العالم.
تتميز سلالة الدجاج الجديدة بخصائص فسيولوجية فريدة تمكنها من تحويل الماء إلى وزن الجسم بشكل أكثر كفاءة، حتى في ظل ظروف الإجهاد الحراري. وقد أظهرت الدراسة أن هذه السلالة حافظت على معدلات نمو مماثلة للدجاج اللاحم العادي، حتى عندما تعرضت لدرجات حرارة مرتفعة.
يُقدم هذا الاكتشاف إمكانيات هائلة لخفض استهلاك المياه في تربية الدواجن، مما يُساهم في الحفاظ على هذا المورد الطبيعي الثمين.
وتُشير التقديرات إلى أن تربية 50,000 دجاجة من السلالة الجديدة يمكن أن توفر 7,800 جالون من الماء و 17,800 رطل من العلف مقارنة بالدجاج اللاحم العادي.
يُعدّ هذا الإنجاز العلمي نموذجًا رائدًا لتطبيق مبادئ الاستدامة في تربية الحيوانات، ويُمثل خطوة هامة نحو ضمان مستقبل آمن غذائيًا للأجيال القادمة.
ويُخطط الباحثون لمواصلة أبحاثهم لدراسة الخصائص الفسيولوجية الأخرى لهذه السلالة الجديدة، مثل جودة اللحوم وسلامة الأمعاء.
يُقدم هذا الاكتشاف العلمي بارقة أمل لمستقبل أكثر استدامة لتربية الدواجن، ويُؤكد على أهمية البحث العلمي في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه قطاع الإنتاج الغذائي.
No Comment! Be the first one.