حيوان الماموث هو من الثديات الضخمة المنقرضة التي تشبه الفيلة،عاشت منذ 5 ملايين عام ، من عصر البليوسين.انقرضت أنواعه بالتدريج ،حتى مات أخر ماموث صوفي منذ 4000 عام ،وظهر ذلك من خلال دراسة حمضه النووي.ظلت أسباب الإنقراض غامضة ،حتى اهتم العلماء في منتصف القرن 18 ،بعلم الحفريات وزاد التحليل والدراسة والبحث حول اسباب الإنقراض.ومع دخول القرن العشرين وتقدم التقنيات الخاصة بعلم الوراثة،أُكتشفت الكثير من حفريات الماموث،وظهرت العديد من الأراء،والتفاصيل عالية الدقة التى بينت الكثير عن حياة تلك الحيوانات وتاريخها واسباب انقراضها.
ما هو حيوان الماموث
هو حيوان قطيع منقرض يشبه الفيل لكنه تميز بأنياب طويلة منحنية ،والتي كانت بمثابة دفاع من جهة ، ولكن من جهة أخرى عملت أيضًا على إزالة الثلوج والفروع من أجل الحصول على الطعام،حيث انه من الحيوانات العشبية الذين يأكلون النباتات.كثيف الفراء الصوفي الذي يصل طوله الى ما يقارب 1متر،وذلك لحمايتهم من درجات الحرارة المنخفضة في العصر الجليدي. كانت آذان الماموث وذيله صغيرين جدًا ،بينما كان حجمه كبيرًا جدًا،حيث يصل ارتفاعه الى 4 أمتار،كما يصل وزنه الى 12 طن.
اثبتت بعض الدراسات ان انثى الماموث كانت تلد بعد 22 شهراً.
تاريخ وجوده على كوكب الأرض
من خلال الدراسات المورفولوجية ظهر أقدم ممثل للماموث ،منذ حوالي 5 ملايين سنة خلال أوائل العصر الجليدي في جنوب وشرق إفريقيا،واطلق عليه اسم الماموث الجنوبي الأفريقي “M. subplanifrons “. انتقلت الأنواع السليفة من هذه الماموث شمالًا واستمرت في التكاثر،حتى غطت معظم أوراسيا (قارتي أوروبا وآسيا) قبل أن تمتد إلى الأمريكتين منذ 600000 عام على الأقل.وأخذت في التطوير حتى وصلت الى آخر الأنواع التي ظهرت ،منذ حوالي 400000 عام في شرق آسيا، وهو الماموث الصوفي “M. primigenius “.
متى انقرض حيوان الماموث
يعتقد الكثير من الناس أن الماموث قد انقرض قبل وجود البشرية ،لكن هذا الإعتقاد خاطئ تماماً،فقد ظلت حيوانات الماموث أحياء الى ما يقرب من 4000 عام حتى انقرضت تماماً.حيث تعلقت بعض الثقافات البشرية في عصور ماقبل التاريخ بحيوانات الماموث ،ويظهر ذالك من خلال النقوش التى وجدت في الكهوف بأوروبا.كما أكدت الكثير من الدراسات أن من الأسباب الرئيسية في انقراض هذه الحيوانات هو الصيد الجائر من قبل هنود باليو.
سبب الإنقراض
1- عوامل وراثية
تمكن علماء الوراثة مؤخراً من فك شفرة السبب المحتمل لموت الماموث ،ووجدو ان سبب الإنقراض هو تراكم الطفرات السيئة في الجينوم.حيث يصبح الانتقاء الطبيعي أقل كفاءة في تطهير الطفرات السيئة ، مما يؤدي إلى فقدان الجينات والانهيار البطيء للجينوم.
تشير الدراسات إلى أن الماموث الأخير مات بعد أن أصبح حمضه النووي مليئًا بالأخطاء.حلل الباحثون الطفرات الجينية الموجودة في الحمض النووي القديم للماموث منذ 4000 عام،وتمت مقارنتها مع الحمض النووي للماموث الذي عاش قبل حوالي 45000 عام ، عندما كان عددهم أكبر بكثير.
التغيرات الجينية للماموث قبل الإنقراض:
- يعتقد العلماء أن الطفرات الجينية قد تكون أعطت آخر ماموث صوفي فرو حريري لامع من الساتان.
- فقدان المستقبلات الشمية المسؤولة عن حاسة الشم.
- فقدت المستقبلات في الغدة الكظرية الأنفية ، التي تكتشف الفيرومونات ، وهي روائح نشطة هرمونيًا التي لها دور في الحالة الاجتماعية وجذب رفيقة.
- وجدوا العديد من عمليات الحذف ، أجزاء كبيرة من الجينوم مفقودة ، بعضها أثر حتى على الجينات الوظيفية.
- العديد من الجينات قد تراكمت لديها طفرات من شأنها أن توقف تخليق البروتينات قبل أن تكتمل ، مما يجعل البروتينات عديمة الفائدة.
2- عوامل مناخية
كانت العوامل المناخية سبباً رئيسياً في انقراض أكثر من 90% من المخلوقات على الأرض ،وتتمثل في الزلازل والتشققات الارضية والجفاف وإنفجار البراكين،وارتفاع الحرارة وانخفاضها.
أظهرت الأبحاث أنه مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بعد العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 12000 عام،تعذرت هذه الحيوانات الضخمة التكيف مع المناخ ،حيث انها أكثر تكيفاً مع المناخ البارد.لذلك بدأ الماموث في التحرك شمالًا (إلى منطقة القطب الشمالي العليا).ماتت الكثير من الأنواع خلال تلك الفترة،بسبب عدم تحملهم للمناخ الأكثر دفئاً ،أو بسبب الغرق اثناء التحرك.ونجت بعض الأنواع ومنهم الماموث الصوفي والذي تمكن على التكيف الى أكثر من6000 سنة اخرى.لكن بمساعدة بعض العوامل الأخرى كالعوامل الوراثية والتدخل البشري،أدى ذلك الى انقراضها تماماً.
3- التدخل البشري
ساعد التدخل البشري على انقراض حيوان الماموث ،عن طريق اصطيادها من أجل طقوساً خاصة بهم ،وللأستفادة من عظامها وفروها.يرى الباحثين أن لولا اصطياد البشر لحيوانات الماموث لعاشت أكثر من 4000 سنة اخرى.
تم اكتشاف أكثر من 824 عظمة في المكسيك،من قبل علماء الأنثروبولوجيا والتاريخ ،اعتقدو أنها تتوافق مع ما لا يقل عن 14 ماموث فردي ، من الذكور والإناث ، وبأحجام وأعمار مختلفة.توقعو من خلال الحفريات والإحصائيات أن مجموعات من 20 إلى 30 من الصيادين البشر كانت تستخدم المشاعل والفروع لفصل الماموث الفردي عن القطيع ، وتوجيههم إلى الفخاخ،التى كانت عبارة عن حفر يبلغ عمقها حوالى 2 متر.
حفريات عن حيوانات الماموث
عثر العلماء على الكثير من الحفريات لحيوان الماموث منها العظام والهيكل كاملاً أو مجزأ وتم جمعه ثم ربطه لاحقاً ،ونظراً لطبيعة المناخ المتجمد الذي كان يعيش فيه ،تم العثور على حيوانات ماموث مجمده وبحالة جيدة في القطب الشمالي “ماموث ليوبا”،تم جمع العديد من هذه الحفريات وعرضها في متاحف مختلفة ببعض البلدان ومن أشهرها متاحف ” لا بري تار بيتس-La Brea Tar Pits” في لوس أنجلوس.
استنساخ الماموث
أدى وجود بقايا الأنسجة الرخوة المجمدة والحمض النووي للماموث الصوفي إلى فكرة أنه يمكن إعادة تكوين الماموث الحي بالوسائل العلمية،وتم اقتراح عدة طرق لتحقيق ذلك.لكن لم يتم العثور على أنسجة ماموث قابلة للحياة أو جينومها السليم لمحاولة الاستنساخ.وبالتقدم التكنولوجي في تقنيات البيولوجيا الجزيئية واستنساخ الثدييات،يحاول فريق البحث من نموه في رحم اصطناعي،عن طريق الفيلة.حيث أن جينوم الماموث يطابق 99٪ من جينوم الفيل ، لذلك يهدف بعض الباحثين إلى هندسة فيل ببعض جينات الماموث التي ترمز للمظهر الخارجي وسمات الماموث،وبالتالي ستكون النتيجة هجينًا من الفيل والماموث.
No Comment! Be the first one.