بُويع رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذلك حين ذهب هو وعمر وبعض الصحابة ليتشاوروا في أمر الخلافة حتى قال عمر لأبي بكر: أبسط يدك. فبسط يده فبايعه ثم بايعه المهاجرون ثم الأنصار ثم كانت البيعة العامة في اليوم التالي. عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما وُلي أبو بكر الصديق الخلافة خطب الناس فحَمِد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: ” أما بعد أيها الناس قد وُليتُ أمركم ولستُ بخيركم، ولكن الله أنزل القرءان وسنَّ النبيُ صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا، اعلموا أن أكيس الكيس التقوى، وأن أحمق الحمق الفجور. إن أقواكم عندي الضعيف حتى ءاخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى ءاخذ منه الحق، أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنتُ فأعينوني وإن زغتُ فقوِّموني”.
استمرت خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنتين وثلاثة أشهر وبضعة أيام، من ربيع الأول سنة 11 هـ إلى جمادى الآخرة سنة 13 هـ.
فترة حاسمة في تاريخ الإسلام
تميزت خلافة أبي بكر الصديق بالعديد من الأحداث الهامة، منها:
- جمع القرآن الكريم: حرص أبو بكر على جمع القرآن الكريم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، خوفاً من ضياعه. فكلّف زيد بن ثابت بجمعه من الصحابة الذين حفظوه، فجمعه في مصحف واحد.
- حروب الردة: واجه أبو بكر الصديق ظاهرة الردة التي ظهرت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقاتل المرتدين حتى أعادهم إلى الإسلام.
- فتح بلاد الشام: فتح المسلمون بلاد الشام في عهد أبي بكر الصديق، ونشروا الإسلام فيها.
- تنظيم الدولة الإسلامية: قام أبو بكر الصديق بتنظيم الدولة الإسلامية، فأنشأ الدواوين، ونظّم الجيش، وجبا الزكاة.
- اهتمامه بالعلم: حرص أبو بكر الصديق على العلم، وشجّع على نشره، واهتمّ بجمع الحديث النبوي.
مناقبه وصفاته:
تمتع أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالعديد من المناقب والصفات، منها:
- العدل: اتّصف أبو بكر الصديق بالعدل في أحكامه، ولم يميّز بين أحد وأحد.
- الحزم: كان أبو بكر الصديق حازماً في قراراته، لا يتردد في اتخاذ القرار الصائب.
- الشجاعة: اتّصف أبو بكر الصديق بالشجاعة، ولم يكن يخاف في الحقّ لومة لائم.
- الزهد: كان أبو بكر الصديق زاهداً في الدنيا، لا يهتمّ بزخارفها.
- الكرم: كان أبو بكر الصديق كريماً، سخيّاً على الناس.
اهم الأحداث فى خلافة أبو بكر الصديق
- إدارة شؤون الدولة.
- الولاية والولايات.
- القضاء.
- حروب الردة وجيش أسامة بن زيد.
- معركة اليمامة وقتل مسيلمة الكذاب.
- فتوحات العراق في عهده.
- معركة ذات السلاسل.
- معركة الثني ومعركة الولجة.
- فتح أليس وأمغيشيا والحيرة.
- فتح الأنبار وعين التمر.
- فتح دومة الجندل.
- معركة الفراض.
- فتوحات الشام في عهده.
- معركة أجنادين.
- معركة اليرموك.
اعطاء الخلافة لعمر بن الخطاب
مرض الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه واشتد به المرض، فلما ثقل واستبان له من نفسه، جمع الناس إليه فقال: إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميتاً لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي ، فتشاور الصحابة، ثم رجعوا إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا: رأيُنا يا خليفة رسول الله رأيُك ، قال: فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده ، ثم وقع اختيار أبي بكر بعد أن استشار بعض الصحابة على عمر بن الخطاب، ثم كتب عهداً مكتوباً يُقرأ على الناس .
نص العهد:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً، فإن عَدَلَ فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بَدّلَ فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب: “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”. |
No Comment! Be the first one.