نمو شعر الرأس
الشعر ينمو من بصيلات توجد في طبقة الجلد الداخلية، والتي تحتوي على خلايا جذعية مسؤولة عن إنتاج خلايا جديدة من الكيراتين. كل بصيلة شعر متصلة بغدة دهنية، والتي تفرز مادة دهنية تغطي سطح الشعر وتحميه من التلف. كما أن كل بصيلة شعر مزودة بأوعية دموية صغيرة، والتي تزودها بالغذاء والأكسجين.
مراحل نمو الشعرة
ينمو شعر الرأس في دورات تتكون من أربع مراحل رئيسية هي:
- مرحلة التنامي أو النمو النشط (Anagen): في هذه المرحلة، تنقسم خلايا جذور الشعر بسرعة كبيرة، فيزداد طول وكثافة الشعر. تستمر هذه المرحلة من سنتين إلى ست سنوات، تبعا للجينات الوراثية للشخص. في أي وقت، يكون حوالي 80-90% من شعر الرأس في مرحلة التنامي. بعض الأشخاص يطول شعرهم بسرعة كبيرة لأن مدة مرحلة التنامي لديهم طويلة، بينما يطول شعر بعضهم الآخر ببطء شديد لأن مدة مرحلة التنامي لديهم قصيرة. هناك بعض العوامل التي تؤثر على مدة مرحلة التنامي، مثل التغذية والصحة والإجهاد.
- مرحلة التراجع أو المرحلة الانتقالية (Catagen): في هذه المرحلة، يتوقف نمو الشعر ويبدأ في التقلص والانفصال عن فروة الرأس. تستمر هذه المرحلة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. في أي وقت، يكون حوالي 3% من شعر الرأس في مرحلة التراجع.
- مرحلة الانتهاء أو المرحلة الساكنة (Telogen): في هذه المرحلة، يدخل الشعر في حالة راحة ولا يتغير طوله أو شكله. تستمر هذه المرحلة من ثلاثة إلى أربعة أشهر. في أي وقت، يكون حوالي 6-8% من شعر الرأس في مرحلة الانتهاء.
- مرحلة التساقط أو المرحلة المغادِّية (Exogen): في هذه المرحلة، يتساقط الشعر من فروة الرأس ويحل محله شعر جديد. يتساقط من 50 إلى 100 شعرة يوميا، وهذا طبيعي ولا يعتبر تساقطا مرضيا. في أي وقت، يكون حوالي 10-15% من شعر الرأس في مرحلة التساقط.
تركيبة الشعر
الشعر عبارة عن ألياف مرنة تتكون من بروتين يسمى الكيراتين، وهو نفس البروتين الذي يوجد في الأظافر والجلد. يتألف الشعر من ثلاث طبقات رئيسية هي:
- القشرة: وهي الطبقة الخارجية التي تحمي الطبقات الداخلية، وتحدد لون ولمعان الشعر. تحتوي هذه الطبقة على صبغات تسمى الميلانين، والتي تختلف باختلاف لون الشعر.
- اللحاء: وهي الطبقة المتوسطة التي تحتوي على خيوط زنبركية تسمى روابط ديسولفيد، وهي التي تمنح الشعر مرونته ومطاطيته. كما تحتوي هذه الطبقة على مادة تسمى المادة الزجاجية، والتي تحافظ على رطوبة وقوة الشعر.
- الميدولا: وهي الطبقة الداخلية التي تحتوي على خلايا هوائية، ولا تؤثر كثيرًا على خصائص الشعر.
العوامل المؤثرة على نمو شعر الرأس
نمو شعر الرأس هو عملية معقدة تتأثر بعدة عوامل، منها الوراثية والهرمونية والغذائية والبيئية والنفسية. هذه بعضاً منها:
- العوامل الوراثية: تحدد الجينات شكل ولون وكثافة وطول شعر الرأس، وتؤثر أيضا على ميل الشخص للإصابة بالصلع أو التساقط المبكر للشعر. لا يمكن تغيير الجينات، لكن يمكن استخدام بعض العلاجات الدوائية أو التجميلية للتخفيف من آثارها.
- العوامل الهرمونية: تلعب الهرمونات دورا هاما في نمو شعر الرأس، خاصة هرمونات الغدة الدرقية والغدة الكظرية والجنسية. فالزيادة أو النقصان في هذه الهرمونات قد يؤدي إلى تغير في معدل نمو الشعر أو جودته أو كميته. لذلك، يجب مراجعة الطبيب في حال وجود أي اضطراب هرموني.
- العوامل الغذائية: يحتاج شعر الرأس إلى تغذية جيدة لينمو بصحة وقوة، وذلك من خلال تناول أطعمة غنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية. من أهم هذه المغذيات: فيتامين A وB وC وD وE وحمض الفوليك والحديد والزنك والبيوتين. يجب تجنب التغذية السيئة أو الحميات القاسية التي قد تؤدي إلى نقص في هذه المغذيات.
- العوامل البيئية: تتأثر صحة شعر الرأس بالظروف المحيطة به، مثل درجة الحرارة والرطوبة والتلوث والإشعاعات. فهذه الظروف قد تسبب جفاف أو تقصف أو تلف أو تغير لون شعر الرأس. لذلك، يجب حماية شعر الرأس من هذه التأثيرات بارتداء قبعة أو غطاء رأس أو استخدام كريمات وزيوت مغذية.
- العوامل النفسية: تؤثر حالة المزاج والانفعالات على صحة شعر الرأس، فالإجهاد والقلق والاكتئاب قد يؤدي إلى تقليل تروية دم شعرة رأس مما يؤدي إلى ضعف نموها أو سقوطها. لذلك، يجب التخفيف من التوتر وزيادة التفاؤل وممارسة الرياضة والاسترخاء.
ملحقات الشعر ودورها في صحة الشعر
الشعر هو جزء من الجلد، وهو عبارة عن خيوط رفيعة تنمو من بصيلات توجد في طبقة الجلد الداخلية. لكن الشعر لا ينمو بمفرده، بل يتأثر بعدة عوامل تساعده على الحفاظ على صحته وجماله. هذه العوامل هي ملحقات الشعر، وهي:
- الغدد الدهنية: ترتبط بكل جراب شعرة غدة دهنية تفرز بشكل مستمر مادة دهنية تتساقط من الجراب إلى الخارج، فتغلف الشعرة بطبقة رقيقة من هذه الدهون، مما يجعل الشعرة ناعمة ولينة. وتختلف كمية الدهون من شخص لآخر، وتزداد نسبة الدهون المفرزة لدى الشباب في سن المراهقة.
- الغدد العرقية: هي الغدد المفرزة للعرق وهي منتشرة على جميع سطح الجسم، بالإضافة إلى جلدة الرأس، وتكون الغدد العرقية بالقرب من مسام الشعر مفتوحة على سطح الجلد. تساعد هذه الغدد على تبريد جسم الإنسان عن طريق إخراج الماء والأملاح من خلال التبخير. كما تساهم في إزالة بعض المواد الضارة من الجسم.
- العضلة الناصبة: تتصل في كل جراب شعرة عضلة تتأثر بالبرد والانفعالات النفسية، حيث تشد العضلة جراب الشعرة فينتصب الشعر ويرتفع الجلد عند منابت الشعر وهو ما يعرف بالقشعريرة. هذه التفاعل يساعد على توليد حرارة أكثر في جسم الإنسان.
- الشعيرات الدموية: هي شعيرات توجد حول حلمة النمو والتي تعمل على توصيل الغذاء والأكسجين اللازمين لنمو الشعر والمحافظة على حياته.
كثافة الشعر
يبلغ عدد شعيرات فروة الرأس في الأحوال الطبيعية 1000000 شعيرة، وقد يزيد ليصل إلى 1200000 شعيرة عند ذوي الشعر الأحمر (الأكثر سمكًا). ينمو الشعر بمعدل 1.25 سم شهريًا في الأحوال الطبيعية.
تبديل الشعر
من الطبيعي أن نجد شعرًا متساقطًا هنا وهناك، لأن بصيلات شعر الإنسان لا تنتج الشعر بشكل دائم ومستمر، ولكنها تمر في مرحلة راحة وركود، كما أن هذه البصيلات تعمل بشكل مستقل الواحدة عن الأخرى، لذا فإن بصيلات الشعر تمر بحالة من النشاط والنمو، وهناك بصيلات تمر بحالة ركود وسبات. أما مرحلة النمو فتأخذ وقتًا طويلاً لنمو الشعر، بينما تأخذ مرحلة الركود وقتًا أقصر، ففي الحالة الصحية للإنسان قد تستمر فترة النمو من سنتين إلى سبع سنوات، حتى تصل البصيلة إلى مرحلة الركود، حيث تبدأ الحليمة بالتراجع وتبدأ الشعرة بالابتعاد عن الجراب وتبدأ بذلك مرحلة السبات التي قد تستغرق ما بين 3-4 شهور تعود بعدها الحليمة إلى الامتداد ، وتبدأ بإنتاج الخلايا من جديد حيث تندفع الشعرة الجديدة إلى أعلى دفعًا إلى أن تخرج من جلدة الرأس ، وبالتالي فإن عمل البصيلات بشكل مستقل الواحدة عن الأخرى يجعل بعض الشعر يسقط، وينمو في الوقت نفسه شعر آخر من بصيلات أخرى، وهكذا يبقى نوع من التوازن بين كميات الشعر المتساقط والشعر الذي ينمو بدلاً منه.
كيفية الحفاظ على صحة شعر الرأس
للحفاظ على صحة شعر الرأس وتجنب تساقطه أو تلفه، يجب اتباع بعض النصائح والإرشادات، مثل:
- تنظيف شعر الرأس بانتظام بالشامبو المناسب لنوع شعرك، وشطفه جيدا بالماء الفاتر، وتجفيفه بلطف بمنشفة نظيفة أو مجفف هواء بارد. يجب تجنب غسل الشعر بالماء الساخن أو المجفف الحار أو التدليك القوي أو التقليل من استخدام المنتجات الكيميائية أو الحرارية على الشعر.
- تغذية شعر الرأس بالبلسم أو الماسكات أو الزيوت المغذية للشعر، وذلك بعد غسله بالشامبو، وتركه لمدة مناسبة، ثم شطفه بالماء. هذه المنتجات تساعد على ترطيب وتنعيم وتقوية وإصلاح الشعر.
- شرب كمية كافية من الماء يوميا، فالماء يساعد على ترطيب جسمك وشعرك من الداخل. كما يجب تناول غذاء متوازن وغني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية، فهذه المغذيات تساعد على بناء وتجديد خلايا الشعر وتحسين صحتها. من أهم هذه المغذيات: فيتامين A وB وC وD وE وحمض الفوليك والحديد والزنك والبيوتين.
- حماية شعر الرأس من التأثيرات الخارجية، مثل التلوث أو التغيرات المناخية أو الأشعة فوق البنفسجية أو التدخين. يجب ارتداء قبعة أو غطاء رأس أو استخدام كريمات وزيوت حماية للشعر عند التعرض لهذه التأثيرات.
- تقليل التوتر وزيادة التفاؤل وممارسة الرياضة والاسترخاء، فالحالة المزاجية تؤثر على صحة شعر الرأس. فالإجهاد والقلق والاكتئاب قد يؤدي إلى تقليل تروية دم شعيرة رأس مما يؤدي إلى ضعف نموها أو سقوطها.
- مراجعة الطبيب في حال وجود أي مشكلة صحية أو هرمونية أو جلدية أو وراثية تؤثر على نمو شعر الرأس، واتباع العلاج المناسب لها.
No Comment! Be the first one.