الشعر
الشعر هو جزء من جسم الإنسان ينمو في معظم أجزائه، باستثناء باطن اليدين والقدمين والشفاه. يتكون الشعر من خلايا ميتة تحتوي على بروتين قرني صلب يسمى الكيراتين. ما نراه من الشعر على سطح الجلد هو ساق الشعرة، وفي داخل الجلد يوجد جزء حي يسمى جراب الشعرة، وفي أسفله انتفاخ يسمى بصيلة الشعر، وفي أسفلها برعم صغير يسمى حليمة. من هذه الحليمة تنتج خلايا الشعر التي تكون حية حتى تصل إلى ثلث جراب الشعر، ثم تبدأ في التصلب والتحول إلى كيراتين.
الشعر له أهمية كبيرة للإنسان، فشعر الرأس يحافظ على درجة حرارة الجسم ويحميه من الصدمات والأشعة فوق البنفسجية، كما يضفي جمالاً وأناقة على المظهر. شعر الحاجبين يحمي العين من الغبار والعرق، وشعر الأنف ينقي الهواء ويدفئه قبل وصوله إلى الرئتين. شعر باقي أجزاء الجسم يساعد في التخلص من المواد الضارة عبر التعرق.
طبقات الشعر
كل شعرة تتكون من ثلاث طبقات رئيسية هي:
الطبقة الخارجية (الحراشف)
هي طبقة رقيقة من خلايا قرنية متلاصقة تغطي سطح ساق الشعرة، تشبه قرميد سطوح المنازل. هذه الطبقة تحافظ على محتوى الماء والدهون في داخل الشعرة، وتحميها من التلف. عدد طبقات الحراشف يختلف باختلاف نوعية الشعر، فالشعر المستقيم يحتوي على 7-11 طبقة، بينما الشعر المجعد يحتوي على 15-20 طبقة. هذه الطبقة تتأثر بالعوامل الخارجية كالحرارة والكيماويات والجفاف، مما يؤدي إلى تفكك خلاياها وظهور التقصف والجفاف.
الطبقة الوسطى (القشرة- اللحاء)
هي طبقة سميكة تشغل حجم الشعر بنسبة 75%، وتحتوي على ألياف قوية من الكيراتين تمتد على طول الشعر. هذه الألياف تحتوي على خيوط أصغر تربطها غلاف من الكيراتين وأنسجة متصلة. كما تحتوي هذه الخيوط على جزئيات أدق تسمى سلاسل بولبية (Polypeptide Chains)، وهي مجموعات من الأحماض الأمينية التي تربطها روابط جانبية (Side Bonds). هذه الطبقة تحدد قوة ومرونة ولون الشعر. فهي تحتوي على حبيبات من الميلانين (Melanin)، وهو صبغة طبيعية تحدد لون الشعر. الميلانين ينتج من خلايا تسمى الميلانوسايتات (Melanocytes)، وهو ينقسم إلى نوعين:
- الميلانين الحقيقي (الأوميلانين) Eumelanin: يعطي الشعر لوناً بنياً أو أسوداً، وهو أكثر شيوعاً من النوع الآخر. كلما زادت نسبة هذا النوع من الميلانين في الشعر، كلما كان لونه أغمق.
- الفيوميلانين Pheomelanin: يعطي الشعر لوناً أحمراً أو شقراً، وهو أقل شيوعاً من النوع الآخر. كلما زادت نسبة هذا النوع من الميلانين في الشعر، كلما كان لونه أفتح.
كما تحتوي هذه الطبقة على فجوات هوائية تسمى فجوات ماركل (Markel Spaces)، وهي تؤثر على مظهر وحجم وكثافة الشعر. هذه الطبقة هي أهم طبقة في تحديد خصائص الشعر، فأي تغير في طبيعة الشعرة نتيجة استخدام المواد الكيميائية يحدث في هذه الطبقة.
الطبقة الداخلية (النخاع)
طريقة الإعتناء بالشعر
للحفاظ على صحة شعرنا وجماله، يجب أن نتبع بعض الخطوات والإرشادات التي تساعد في تغذية شعرنا وحمايته من التلف. من هذه الخطوات:
- اختيار شامبو مناسب: يجب أن نستخدم شامبو يتناسب مع نوع شعرنا، سواء كان جافاً أو دهنياً أو مختلطاً، وأن يكون محايد الحموضة (pH) أو قليل القلوية، لأن الشامبو المتطرف في حموضته أو قلويته يزيل الدهون الطبيعية من شعرنا ويفتح طبقة الحراشف، مما يسبب جفاف الشعر وضعفه. كما يجب ألا نغسل شعرنا بالشامبو كل يوم، بل كل يومين أو ثلاثة، حسب حالة شعرنا.
- استخدام بلسم: يجب أن نستخدم بلسم بعد كل غسلة بالشامبو، لأن البلسم يساعد في إغلاق طبقة الحراشف وإصلاح التلف الذي حصل بسبب الشامبو أو الماء أو المجفف. كما يجعل شعرنا أكثر نعومة ولمعاناً وسهولة في التسريح. يجب أن نختار بلسم مناسب لشعرنا أيضاً، وألا نضعه على فروة رأسنا، بل على طول ساق الشعرة.
- الابتعاد عن المصادر الحرارية: يجب أن نحد من استخدام المجفف والمكواة والموجة وغيرها من الأدوات التي تعمل بالحرارة على شعرنا، لأنها تسبب تلف طبقة الحراشف وتجفف الشعر وتقصفه. إذا كان لا بد من استخدامها، فيجب أن نستخدم حرارة متوسطة أو منخفضة، وأن نضع مواد واقية على شعرنا قبل التعرض للحرارة، مثل الزيوت أو السبرايات أو الكريمات. كما يجب أن نتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس أو الرياح أو الماء المالح أو الماء المكلور، لأنها تؤثر سلباً على صحة شعرنا.
- تقليم الشعر بانتظام: يجب أن نقص شعرنا كل شهرين أو ثلاثة، حتى نتخلص من الأطراف المتقصفة والمتضررة، ونسمح للشعر بالنمو بشكل صحي ومتجانس. كما يجب أن نختار قصة شعر تناسب شكل وجهنا وذوقنا، وألا نغيرها كثيراً بالصبغات أو التمويجات أو التغييرات الجذرية، لأن ذلك يضعف شعرنا ويفقده جماله.
- تغذية الشعر من الداخل والخارج: يجب أن نتناول غذاء متوازن وصحي، يحتوي على البروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية، التي تساعد في بناء خلايا الشعر وإمداده بالماء والدهون. كما يجب أن نشرب كمية كافية من الماء يومياً، لأن الجفاف يؤثر على جودة شعرنا. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نستخدم ماسكات طبيعية لشعرنا، مثل الزيتون أو الزبادي أو العسل أو الخل أو الصبار، التي تغذي شعرنا من الخارج وتحافظ على رطوبته ولمعانه.
- الابتعاد عن التوتر والقلق: يجب أن نحافظ على صحة نفسية جيدة، وألا نتعرض للضغط أو التوتر أو القلق بشكل مستمر، لأن ذلك يؤثر على هرمونات جسمنا ودورة دمائية، مما يؤدي إلى تساقط شعرنا أو تغير لونه أو جودته. يجب أن نمارس التأمل أو الترويح عن النفس أو ممارسة الرياضة أو الهوايات التي تساعدنا على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
No Comment! Be the first one.