السيانوبكتريا هي بكتريا تمارس التركيب الضوئي، تنتمي إلى شعبة Cyanophyta. وهي تختلف عن باقي الطحالب بأنها لا تحتوي على نواة حقيقية، بل على نواة غير مغلفة، تسمى نوكليوئيد (nucleoid). وهذه الصفة جعلت علماء الأحياء يتجادلون في كون هذه الكائنات طحالب حقيقية أم بكتريا. ولكنها تصنف الآن في مملكة Monera، وهي المملكة التي تضم البكتريا.
تواجدها
السيانوبكتريا توجد تقريبًا في كل مكان، فهي تعيش في البيئات المائية والبرية، وفي درجات حرارة مختلفة، تمتد من المصادر الحارة إلى الصخور الصحراوية. وهذه الشعبة تضم 150 فصيلة و2000 نوع حول العالم. وهذه البكتريا لا تمتلك أعضاء مثل المايتوكوندريا أو الكلوروبلاست، بل تحتوي على أغشية داخلية، تسمى ثيلاغوئيد (thylakoid)، والتي تحتوي على الكلوروفيل والأجزاء الأخرى الضرورية لعملية التركيب الضوئي.
لون السيانوبكتريا
السيانوبكتريا تحتوي على كلوروفيل أ، وهو نفس صبغة التركيب الضوئية التي يستخدمها النباتات. لكنها لا تحتوي على كلوروفيل ب، بل على صبغات ثانوية أخرى، تسمى فيكوسيان (phycocyanin) وفايكورثرن (phycoerythrin). وهذه الصبغات تعطي للسيانوبكتريا ألوانًا مختلفة، من الأزرق إلى الأحمر إلى الأرجواني. وهذه الصبغات تساعد في امتصاص طول موجات مختلف من ضوء الشمس، مما يزود هذه البكتريا بالطاقة.
التكاثر والأشكال
السيانوبكتريا تتكاثر لاإجناسً (asexually)، بالانشطار (binary fission) أو بإنشاء سبورات (spores) أو بالانقسام (fragmentation).وهذه الطرق تؤدي إلى إنتاج خلايا متماثلة للخلية الأم. وتكون السيانوبكتريا أشكالًا مختلفة، من الخلايا المنفردة إلى المستعمرات إلى الخيوط إلى الكتل الجيلاتينية. وبعضها يحتوي على هياكل مميزة، مثل القرون أو النتوءات أو الأجنحة. وبعضها يحتوي على خلايا مختصة، مثل الهيترسيست (heterocyst)، والتي تقوم بعملية التثبيت البيولوجي للنيتروجين، أو الأكينات (akinetes)، والتي تقوم بعملية التحمل للظروف الصعبة.
فوائد وأضرار السيانوبكتريا
السيانوبكتريا لها دور هام في دورة المادة والطاقة في الأنظمة المائية. فهي تنتج الأكسجين والمادة العضوية بواسطة التركيب الضوئي، وتثبت النيتروجين من الهواء بواسطة التثبيت البيولوجي. كما تستخدم كغذاء للحيوانات المائية والبرية. وبعضها يستخدم كسماد طبيعي في بعض المحاصيل، مثل حقول الأرز.
لكن السيانوبكتريا قد تكون مضرة أحيانًا، إذا تزاحمت أو تفرز سمومًا. ففي بعض الظروف، مثل ازدياد التغذية أو التلوث أو التغير المناخي، قد تحدث ظاهرة التزهير، وهي زيادة كبيرة في كثافة هذه البكتريا في الماء. وهذه الظاهرة قد تؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الماء، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك والحشرات المائية. كما قد تؤدي إلى انتشار سموم قد تؤثر على صحة الإنسان والحيوانات. فبعض هذه السموم قد تسبب حكة أو طفح جلدي أو التهاب في المخارج أو التسمم المائي. وبعضها قد يسبب تسممًا خطيرًا، يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز العصبي أو الكبد أو المعدة.
No Comment! Be the first one.