الإعلام هو أحد أهم المجالات التي تتأثر بالتطورات والتغيرات التكنولوجية التي تحدث في العالم. ففي العصر الرقمي، يشهد الإعلام تحولا جذريا في طرق إنتاجه ونشره واستهلاكه، ويواجه تحديات وقضايا جديدة تتعلق بالمنافسة والمصداقية والأخلاق والأمن والخصوصية. كما يظهر أيضا دور جديد للجمهور، الذي أصبح مشاركا ومنتجا للمحتوى الإعلامي، بدلا من مجرد مستقبل له. في هذا الموضوع، سنتناول بعض التحديات والقضايا الإعلامية في العصر الرقمي، وسنستعرض بعض النماذج والتجارب الناجحة للصحفيين والإعلاميين في التكيف مع هذه التحولات، وسنقدم بعض التوصيات والنصائح لخريجي الإعلام لتحسين فرصهم في سوق العمل الإعلامي في العصر الرقمي. كما سنحاول توقع مستقبل الإعلام في ضوء التغيرات المستمرة والسريعة في مجال التكنولوجيا.
تحديات الصحفيين والاعلامين في عصر التحول الرقمي
تحديات الصحفيين والاعلاميين في عصر التحول الرقمي هي موضوع مهم وحساس، يتطلب دراسة وتحليل للتغيرات والتأثيرات التي تحدث في مجال الإعلام بسبب التقدم التكنولوجي. بعض هذه التحديات هي:
- المنافسة مع مصادر المعلومات الجديدة والمتنوعة، التي تنشأ على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تقدم محتوى أكثر تفاعلية وشخصية وسرعة، وتستقطب اهتمام وثقة الجمهور، مما يهدد مكانة وسائل الإعلام التقليدية ومصادر دخلها.
- الحفاظ على المصداقية والجودة والأخلاق في المحتوى الإعلامي، في ظل انتشار المعلومات المضللة أو المزيفة أو المشوهة أو المغلوطة، التي تستخدم أدوات ذكية لإنشائها أو تغييرها أو نشرها، والتي تضر بالحقيقة والثقة في الإعلام، وتؤثر على الرأي العام والقضايا السياسية والاجتماعية.
- التأقلم مع التغيرات والابتكارات التكنولوجية، التي تؤثر على طرق إنتاج ونشر وتوزيع المحتوى الإعلامي، مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، وغيرها، والتي تتطلب مهارات جديدة ومحدثة للصحفيين والإعلاميين.
- انخفاض دور الإنسان في عملية الإعلام، في ظل استبدال بعض المهام والوظائف الصحفية بالآلات أو البرامج التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنجازها بشكل آلي أو شبه آلي، مثل كتابة أو تحرير أو ترجمة المحتوى.
- انتهاك خصوصية وأمن المستخدمين، في ظل استخدام أدوات ذكية لجمع وتحليل ومشاركة بيانات شخصية أو حساسة عن المستخدمين دون موافقتهم أو علمهم، والتي قد تستخدم لأغراض تسويقية أو سياسية أو إجرامية.
توقعات عن مستقبل الاعلام في عصر التطور التكنولوجي
لا شك أن الإعلام في عصر التطور التكنولوجي يواجه تحديات وفرص كبيرة، تتطلب منه التأقلم والابتكار والتميز. بعض هذه التوقعات هي:
- زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج وتحرير وتوزيع المحتوى الإعلامي، بما يساهم في تحسين الجودة والسرعة والكفاءة، ولكن أيضا يثير قضايا أخلاقية وقانونية حول مسؤولية ومصداقية المصادر وحقوق الملكية الفكرية.
- زيادة استخدام الواقع المعزز والواقع الافتراضي في تقديم تجارب إعلامية مبتكرة ومغامرة، بما يجذب اهتمام الجمهور ويزيد من تفاعله وانغماسه في المحتوى، ولكن أيضا يطرح تحديات تقنية وأمنية وصحية.
- زيادة استخدام الهواتف الذكية كأداة رئيسية للاستهلاك الإعلامي، بما يتيح للجمهور الوصول إلى المحتوى في أي زمان ومكان، ولكن أيضا يشجع على سلوكيات غير مسؤولة مثل الإدمان أو التشتت أو الانزواء.
- زيادة دور الجمهور كمشارك ومنتج للمحتوى الإعلامي، بما يسهم في تنويع وتغني المحتوى بآراء وخبرات مختلفة، ولكن أيضا يزيد من خطر انتشار المعلومات المضللة أو المزيفة أو المشبوهة.
- زيادة دور المؤسسات والهيئات الإعلامية في تنظيم ورقابة المحتوى الإعلامي، بما يساعد في حفظ حقوق وحريات الإعلام، والحفاظ على مبادئ الأخلاق والمهنية، والحد من ظاهرة الانحطاط الإعلامي.
نصائح وتوصيات لخريجي الاعلام لمواكبة العصر الرقمي
قد يكون مستقبل الاعلاميين مجهولاً او مقلقاً في ظل التطور الرقمي الذي نواجهه ،لذا نقدم بعض التوصييات لتحسين فرص الاعلاميين في الحصول على فرص عمل أو تطوير مساراتهم المهنية في مجال الإعلام الرقمي. وفيما يلي بعض هذه التوصيات والنصائح:
- التدرب والتعلم باستمرار على استخدام التقنيات الرقمية، التي تساعد في إنتاج ونشر وتوزيع المحتوى الإعلامي بشكل أسرع وأسهل وأفضل، مثل برامج التحرير والتصميم والترجمة والتحليل، وكذلك التعرف على أحدث الاتجاهات والابتكارات في مجال الإعلام الرقمي، مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، وغيرها.
- الابتكار والتفرد في إنشاء المحتوى، بحيث يكون محتوى مميزا وجذابا ومفيدا للجمهور، ويعبر عن شخصية وأسلوب الإعلامي، ويستخدم أساليب مختلفة لإيصال الرسالة، مثل القصة أو الشعر أو الكاريكاتير أو الانفوجرافيك أو غيرها.
- الالتزام بالمبادئ والأخلاق الإعلامية، بحيث يكون المحتوى صادقا ودقيقا وموضوعيا ومسؤولا، ولا ينتهك حقوق أو خصوصية أو كرامة أحد، ولا يروج للكراهية أو التطرف أو التحرش أو التشهير، ويستشهد بالمصادر الموثوقة، وينقح من الأخطاء اللغوية أو الإملائية.
- التفاعل والانخراط مع المستخدمين، بحيث يكون المحتوى تفاعليا وشاركيا مع الجمهور، ويستجيب لاستفساراتهم وطلباتهم وآرائهم، ويقدم لهم توصيات أو اقتراحات أو حلول لمشكلاتهم، ويجمع ردود فعلهم وتقييماتهم، ويستفاد منها في تطوير المحتوى.
- الانفتاح على التعاون والشراكة مع زملاء الإعلام، بحيث يكون المحتوى نتاج عمل جماعي يستفاد من خبرات وآراء زملاء الإعلام من مختلف التخصصات والخلفيات، سواء في مرحلة إنتاج أو نشر أو توزيع المحتوى، ويتم تبادل الدعم والتشجيع والنقد البناء بينهم.
No Comment! Be the first one.