في خطوة مفاجئة، أعلنت الحكومة المصرية عن قرارها بوقف تصدير الغاز الطبيعي المسال بدءًا من شهر مايو المقبل، وذلك تزامنًا مع حلول فصل الصيف وارتفاع الطلب على الطاقة محليًا.
يأتي هذا القرار بعد أن شهدت مصر خلال الأشهر الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في استهلاك الغاز، خاصة مع ازدياد درجات الحرارة وازدياد استخدام أجهزة التكييف.
وبحسب تصريحات حكومية، فإن استهلاك مصر من الغاز الطبيعي يبلغ حاليًا حوالي 6 مليارات قدم مكعب يوميًا، بينما من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما بين 6.2 و 6.3 مليار قدم مكعب يوميًا خلال ذروة فصل الصيف.
أسباب وقف التصدير
- ارتفاع الطلب المحلي: مع حلول فصل الصيف وازدياد درجات الحرارة، يزداد الطلب على الطاقة في مصر، خاصة على الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء وأجهزة التكييف.
- تراجع الإنتاج: تواجه مصر بعض التحديات في مجال إنتاج الغاز الطبيعي، حيث تراجع الإنتاج من بعض الحقول القديمة بينما لم يتمكن اكتشاف حقول جديدة كافية لتعويض هذا التراجع.
- خطة تخفيف الأحمال: تعاني مصر من نقص في إمدادات الكهرباء، مما أدى إلى تطبيق خطة لتخفيف الأحمال على الشبكة الكهربائية خلال ساعات الذروة. ويساهم وقف تصدير الغاز في توفير المزيد من الطاقة لتلبية احتياجات محطات الكهرباء المحلية.
التأثيرات المتوقعة
- ارتفاع أسعار الغاز: من المتوقع أن يؤدي وقف التصدير إلى ارتفاع أسعار الغاز محليًا، خاصة مع ازدياد الطلب.
- زيادة اعتماد مصر على الواردات: قد تضطر مصر إلى استيراد بعض شحنات الغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتها الداخلية، خاصة خلال ذروة فصل الصيف.
- ضغوط على الاقتصاد: قد تؤدي هذه التطورات إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد المصري، خاصة مع ارتفاع تكلفة استيراد الطاقة.
خطط مستقبلية
- التوسع في عمليات البحث والتنقيب: تدرك الحكومة المصرية أهمية التوسع في عمليات البحث والتنقيب عن حقول غاز جديدة لتعزيز الإنتاج وتعويض التراجع الحالي.
- الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة: تسعى مصر إلى زيادة الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي والحد من انقطاعات الكهرباء.
مصر بين التصدير والاستهلاك
تحولت مصر من مستورد صافٍ للغاز إلى مُصدر في أواخر عام 2018، وذلك بفضل اكتشاف حقل “ظهر” العملاق للغاز الطبيعي في البحر المتوسط. وقد سجلت مصر صادرات قياسية من الغاز الطبيعي بلغت 8 ملايين طن في عام 2022.
ومع ذلك، تواجه مصر الآن تحديات في مجال تلبية احتياجاتها الداخلية من الطاقة، خاصة مع حلول فصل الصيف وارتفاع الطلب.
ويُعدّ وقف تصدير الغاز خطوة مؤقتة تهدف إلى ضمان توفير الطاقة للمواطنين المصريين خلال ذروة الاستهلاك.
وتسعى الحكومة المصرية جاهدةً إلى زيادة الإنتاج من خلال التوسع في عمليات البحث والتنقيب، بالإضافة إلى الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، لضمان أمن الطاقة واستدامتها على المدى الطويل.
No Comment! Be the first one.