الصحة الإلكترونية
الصحة الإلكترونية هي مجال يجمع بين تقنية المعلومات والاتصالات الإلكترونية والخدمات الطبية والصحية والتعليمية والبحثية. تهدف الصحة الإلكترونية إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة كفاءة المؤسسات الصحية وتسهيل التعاون بين المتخصصين في المجال الطبي عن بعد.
فائدة استخدام برامج الصحة الالكترونية
هناك العديد من الدوافع التي تدفع المرضى والأطباء والمؤسسات الصحية إلى استخدام الصحة الإلكترونية. بعض من هذه الدوافع هي:
- اختصار للوقت والجهد: يمكن للصحة الإلكترونية توفير الوقت والجهد عند الحصول على الخدمة من مواقع مختلفة. مثلاً، يمكن للمريض الحصول على التشخيص السريع عن بُعد بدلاً من الانتظار في طوابير طويلة أو السفر إلى مستشفى بعيد. كما يمكن للطبيب متابعة حالة المريض عن بُعد بدلاً من زيارته شخصياً أو إرساله إلى مختبر أو مركز آخر.
- سهولة العثور على الخدمات الصحية: يمكن للصحة الإلكترونية تسهيل العثور على الخدمات الصحية المناسبة للمريض. مثلاً، يمكن للمريض استخدام محركات البحث أو التطبيقات أو المواقع الإلكترونية للبحث عن أقرب أو أفضل طبيب أو مستشفى أو صيدلية أو مختبر. كما يمكن للطبيب استخدام نفس الوسائل للبحث عن أحدث المعارف أو الممارسات أو التقنيات في مجاله.
- التقليل من فترة انتظار توفير الخدمة: يمكن للصحة الإلكترونية تقليل فترة انتظار توفير الخدمة للمريض. مثلاً، يمكن للمريض حجز موعد مسبق مع طبيبه أو طلب وصفة طبية أو نتيجة تحليل عبر الإنترنت. كما يمكن للطبيب إرسال واستقبال المعطيات والتقارير والأشعة وغيرها بشكل فوري وآلي.
- إمكانية عرض المعلومات الصحية الخاصة بالمريض وفي أي وقت: يمكن للصحة الإلكترونية إتاحة المعلومات الصحية الخاصة بالمريض وفي أي وقت. مثلاً، يمكن للمريض مشاهدة سجله الطبي والأدوية التي يستخدمها والتطعيمات التي تلقاها وغيرها من خلال حسابه الشخصي على نظام صحي إلكتروني. كما يمكن للطبيب مشاهدة نفس المعلومات بإذن من المريض.
- القدرة على معرفة الأشخاص المطلعين على المعلومات الصحية ولأي غرض: يمكن للصحة الإلكترونية ضمان حق المريض في معرفة من يطلع على معلوماته الصحية ولأي غرض. مثلاً، يمكن للمريض تحديد مستوى الخصوصية الذي يرغب فيه عند مشاركة معلوماته مع آخرين، والحصول على تقارير عن كل عملية وصول أو تعديل أو نسخ أو حذف لمعلوماته. كما يمكن للطبيب الالتزام بالقوانين والأخلاقيات المتعلقة بحفظ سرية المعلومات الصحية واستخدامها فقط لأغراض طبية.
- التثقيف والتعلم: يمكن للصحة الإلكترونية أن تساهم في تثقيف وتعلم مختلف فئات المجتمع عن الصحة والوقاية من الأمراض. مثلاً، يمكن للصحة الإلكترونية توفير محتوى تثقيفي شامل ومتنوع عبر وسائط مختلفة مثل الفيديوهات أو البودكاست أو المدونات أو الألعاب. كما يمكن للصحة الإلكترونية توفير فرص تعلم مستمرة وتطوير مهارات جديدة للعاملين في المجال الصحي من خلال دورات إلكترونية أو ورش عمل أو شهادات.
مجالات الصحة الإلكترونية
تشمل الصحة الإلكترونية عدة مجالات وتطبيقات مثل:
التخزين والاسترجاع والمشاركة للبيانات والمعلومات الصحية
هذا المجال يتعلق بكيفية جمع وحفظ واستخراج وتبادل البيانات والمعلومات الصحية بشكل إلكتروني. تشمل هذه البيانات والمعلومات مثلاً سجلات المرضى، نتائج الفحوصات، التشخيصات، الوصفات، التقارير، الأبحاث، الإرشادات، وغيرها. تساعد هذه المجال في توفير خدمات صحية أسرع وأدق وأكثر أماناً للمرضى، كما تسهل على المتخصصين في المجال الطبي الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها لأداء عملهم.
التطبيقات الطبية والصحية عن بعد
هذا المجال يتعلق بكيفية تقديم خدمات طبية وصحية للمرضى أو المجتمعات التي تواجه صعوبة في الوصول إلى المؤسسات الصحية بشكل مباشر. تشمل هذه الخدمات مثلاً:
- الرعاية الصحية عبر الإنترنت: هي خدمة تسمح بإجراء استشارات طبية أو نفسية أو اجتماعية عبر شبكة الإنترنت باستخدام أجهزة مثل الكاميرا أو المايكروفون أو غيرها.
- الرعاية المنزلية: هي خدمة تسمح بإرسال أجهزة طبية إلى منزل المريض لقياس حالته الصحية أو تقديم علاج له عبر شبكة اتصال مع طبيب أو مختص.
- الخدمات الإسعافية: هي خدمة تسمح بإرسال معلومات حول حادث أو حالة طارئة إلى مركز الإسعاف أو المستشفى لتقديم الإسعافات الأولية أو التحضير لاستقبال المصابين.
- الصيدلة الإلكترونية: هي خدمة تسمح بطلب وشراء وتوصيل الأدوية عبر الإنترنت بناء على وصفة طبية معتمدة.
- المختبرات والتشخيص العلاجي عن بعد: هي خدمة تسمح بإرسال عينات أو صور أو بيانات طبية إلى مختبر أو مركز تشخيص عن بعد لإجراء فحوصات أو تحاليل أو تقييمات.
التعليم والبحث الطبي عن بعد
هذا المجال يتعلق بكيفية استخدام تقنية المعلومات والاتصالات الإلكترونية لتطوير وتحسين التعليم والبحث في المجال الطبي. تشمل هذه المجال مثلاً:
- التعليم الطبي الإلكتروني: هو نظام يسمح بتقديم محتوى تعليمي طبي عبر شبكة الإنترنت للطلاب أو المهنيين في المجال الطبي. يشمل هذا المحتوى مثلاً محاضرات، دروس، اختبارات، تمارين، حالات، محاكاة، وغيرها.
- البحث الطبي التعاوني: هو نظام يسمح بإجراء أبحاث طبية مشتركة بين باحثين أو مؤسسات من مختلف الدول أو المناطق عبر شبكة الإنترنت. يشمل هذا البحث مثلاً جمع وتحليل ونشر البيانات والمعلومات الطبية، إجراء تجارب سريرية، تطوير أدوية أو لقاحات، وغيرها.
التقارير والإحصاءات والرقابة الصحية
هذا المجال يتعلق بكيفية استخدام تقنية المعلومات والاتصالات الإلكترونية لجمع وتحليل وعرض ونشر التقارير والإحصاءات والرقابة الصحية. تشمل هذه المجال مثلاً:
- التقارير الصحية: هي عملية إعداد وإرسال التقارير الخاصة بأداء المؤسسات الصحية أو حالة المرضى أو نتائج الفحوصات أو التشخيصات أو العلاجات إلى جهات مختصة مثل وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية أو غيرها.
- الإحصاءات الصحية: هي عملية جمع وتحليل وعرض ونشر البيانات والأرقام التي تعبر عن حالة الصحة في مجتمع أو دولة أو منطقة. تشمل هذه البيانات مثلاً معدلات المرضى أو المولود.
- الرقابة الصحية: هي عملية مراقبة وتقييم وتحسين الجودة والسلامة والفعالية للخدمات الصحية التي تقدم للمرضى أو المجتمعات. تشمل هذه العملية مثلاً مراجعة المعايير والإجراءات والبروتوكولات والسياسات الصحية، تفتيش المؤسسات والمرافق والأجهزة الصحية، تدقيق السجلات والتقارير والإحصاءات الصحية، تحديد المشكلات والمخاطر والانحرافات الصحية، اتخاذ التدابير والإجراءات التصحيحية أو الوقائية أو التطويرية.
أهداف الصحة الإلكترونية
تهدف الصحة الإلكترونية إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة كفاءتها وتوفيرها لأكبر عدد ممكن من المستفيدين. فيما يلي بعض الأهداف الرئيسية للصحة الإلكترونية:
- تساعد الصحة الإلكترونية على معالجة المشاكل الصحية فور ظهورها بدلا من تأخيرها أو تجاهلها. كما تسرع إجراءات الرعاية الصحية بشكل مستمر من خلال تقليل الوقت والجهد والتكاليف المطلوبة لنقل المرضى والأطباء والمستندات. بالإضافة إلى ذلك، تسهل الصحة الإلكترونية التواصل بين مقدمي الخدمات الصحية والمستفيدين منها عبر قنوات مختلفة مثل الهاتف والبريد الإلكتروني والفيديو.
- تمكن الصحة الإلكترونية من تقييم فعالية الأداء الوظيفي والصحي والخدمات المقدمة بشكل دقيق وشامل. تساعد أدوات التحليل والإحصاء على استخراج المعلومات والبيانات المفيدة لاتخاذ القرارات الصحية المبنية على الأدلة. كما تساهم في رصد وتطوير مؤشرات جودة وسلامة المرضى والعاملين في المجال الصحي.
- توفر الصحة الإلكترونية مخرجات متعددة ومتنوعة لنفس المعطيات، مما يسهل على المستخدم اختيار أفضل خيار له. كما تحد من تكرار العمل والمعلومات، وتزيد من فرص التغذية الراجعة والتفاعل بين مختلف أطراف المنظومة الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تسهم في دعم جودة البيانات من خلال فرض قيود على إدخالها بالشكل والأسلوب المطلوب.
- تسهيل التكامل بين المؤسسات الصحية المختلفة من خلال أدوات شبكة انترنت. هذا يزيد من التوافق بين أنظمة إدارة المعلومات ، مثلا يسهِّـل تبادل الملفات الطبية بين المستشفيات والعيادات والمختبرات. كما يساعد على توحيد المعايير والمواصفات الصحية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
مستويات إسهامات الصحة الإلكترونية
تساهم الصحة الإلكترونية في المجال الصحي بقطاعاته المختلفة على ثلاث مستويات هي:
- المستوى المالي: هو المستوى الذي يمكن قياسه من خلال توفير الوقت والتكاليف في العديد من المجالات. مثلاً، يمكن للصحة الإلكترونية تقليل تكاليف السفر والإقامة للمرضى والأطباء، وتقليل تكاليف التشغيل والصيانة للمؤسسات الصحية، وتقليل تكاليف التأمين والمطالبات للشركات والجهات المانحة.
- المستوى الكيفي: هو المستوى الذي يعود بشكل مباشر أو غير مباشر للتكنولوجيا مثل جودة ودقة وسرعة المعطيات واسترجاعها. مثلاً، يمكن للصحة الإلكترونية تحسين جودة التشخيص والعلاج بالاستفادة من نظم الدعم لاتخاذ القرار والذكاء الاصطناعي، وتحسين دقة المعطيات بالاستخدام أجهزة ذكية وبرامج متطورة لقياس ومراقبة حالة المرضى، وتحسين سرعة استرجاع المعطيات بإستخدام أنظمة السجلات الإلكترونية وشبكات آمنة.
- المستوى الاستراتيجي: هو المستوى الذي ينتج على المدى البعيد كأهداف طويلة الأجل مثل تحسين صحة المجتمع وزيادة كفاءة التسير. مثلاً، يمكن للصحة الإلكترونية توفير المعلومات عن التاريخ الطبي للمرضى متضمنة التشخيص والعلاج وغيره، وذلك لتسهيل نقلها بين مختلف المؤسسات الصحية. كما يمكن للصحة الإلكترونية مواجهة التوزيع غير المنظم للموارد المختلفة والطلبات المتزايدة على الخدمات، بإستخدام نظم التخطيط والإدارة.
No Comment! Be the first one.