في عالم التكنولوجيا، لا تقتصر الإنجازات على ابتكارات رقمية تُغير العالم، بل تمتدّ لتشمل مظاهر فخامة تُبهر الأنظار. فاليخوت الفارهة باتت رمزًا للثروة والنفوذ، ووسيلة لِهروب أصحابها من ضغوطات الحياة اليومية.
يتصدر القائمة جيف بيزوس، مؤسس أمازون، بِمَلكه أكبر يخت بين أقطاب التكنولوجيا، وهو “كورو” الذي يبلغ طوله 127 مترًا وقيمته 500 مليون دولار. ولا تقتصر رحلاته البحرية على الاستجمام، بل استضاف على متنه خطيبته لورين سانشيز وأصدقاءها في حفل خطوبة فخم.
لم يتأخر مارك زوكربيرج، مؤسس ميتا، عن الركب، ففي وقت سابق من هذا العام، أشيع شراؤه ليخت “Launchpad” الفاخر بقيمة 9 أرقام، والذي تمّ تصميمه في الأصل لرجل أعمال روسي خاضع للعقوبات.
ولم يفوّت إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، فرصة الانضمام إلى نادي أصحاب اليخوت، فبعد تراجعه عن شراء “ألفا نيرو” بسبب مشكلات قانونية، استقرّ على شراء “Kismet” بقيمة 149 مليون يورو.
أما باري ديلر، رئيس شركة IAC، فيشارك زوجته ديان فون فورستنبرغ ملكية يخت “Eos” الشراعي الضخم، أحد أكبر اليخوت الخاصة في العالم، ويستضيف على متنه نخبة المشاهير.
ولم يختلف جيم كلارك، مؤسس Netscape، عن زملائه، فاختار يخت “أثينا” الشراعي الذي يبلغ طوله 90 مترًا، مُفضّلًا إياه على اليخوت ذات المحركات.
ولا ينسى لاري إليسون، مؤسس أوراكل، شغفه باليخوت، فبعد بيعه ليخت “رازينج صن” لزميله ديفيد جيفن، اقتنى يخت “موساشي” المميز بتصميمه المستوحى من الطراز الياباني بقيمة 160 مليون دولار.
ورثت لورين باول جوبز، زوجة ستيف جوبز، يخت “فينوس” بقيمة 130 مليون دولار عند وفاة زوجها، وهو يخت مُصمم على أحدث التقنيات.
ولم يكتفِ تشارلز سيموني، أحد موظفي مايكروسوفت الأوائل، بيخت واحد، بل اقتنى يختين ضخمين: “Norn” و”Skat”.
وأسس سيرجي برين، أحد مؤسسي جوجل، أسطولًا من اليخوت والقوارب تحت اسم “Fly Fleet”، وأكبرهم هو “Dragonfly” الذي يضم صالة سينما ومهبطًا لطائرات الهليكوبتر.
يُشير خبراء الاقتصاد إلى أن شراء اليخوت الفاخرة أصبح رمزًا لمكانة الأثرياء، فهي توفر مواقع ترفيهية وشبكات منعزلة للغاية، وأصبحت أغلى الأصول التي يمكن امتلاكها.
ولكن هل شراء اليخوت مجرد هواية للتباهي بالثروة؟ أم هي رغبة حقيقية في الاسترخاء والابتعاد عن ضغوطات العمل؟
يُجيب موقع bluewater yachting أن اليخوت الفاخرة كانت مخصصة لقضاء العطلات فقط، لكن مع ازدياد ثروة أصحابها، تحولت إلى مكاتب عمل عائمة، وأصبحت تصاميمها أكثر تنوعًا لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم.
فهل سيستمر ملوك التكنولوجيا في ابتكار أفكار جديدة تُغير مسار العالم، أم ستصبح اليخوت الفارهة علامتهم التجارية الجديدة؟
يبقى السؤال مفتوحًا، لكنّ ما هو مؤكد أن عالم اليخوت الفاخرة يشهد ثورة حقيقية بفضل ثروة أصحاب التكنولوجيا ورغبتهم في الرفاهية.
No Comment! Be the first one.