نشأةٌ مبكرة وشغفٌ بالتمثيل
وُلد الفنان صلاح السعدني في 23 أكتوبر 1943 بمحافظة المنوفية، ونشأ في أسرةٍ ريفيةٍ بسيطة. ظهر شغفه بالتمثيل منذ صغره، فانضمّ إلى مسرح المدرسة، ثمّ إلى مسرح الجامعة خلال دراسته في كلية الزراعة.
انطلق السعدني في مسيرته الفنية عام 1967 من خلال مسرحية “مدرسة المشاغبين” التي حققت نجاحًا هائلاً، ومن ثمّ توالت أعماله المميزة على المسرح والتلفزيون والسينما.
تزوج السعدني مرتين، الأولى من الفنانة سميرة أحمد، والثانية من السيدة زينب عبد العزيز، وله من الأبناء ثلاثة: سارة ومي وأحمد.
تميز السعدني بتنوع أدواره وتألقه في مختلف الأنواع، من الكوميديا والتراجيديا إلى الرومانسية والدراما. فقد برع في تجسيد الشخصيات المُركبة والصعبة، تاركًا بصمةً لا تُمحى في ذاكرة الجمهور.
من أهمّ أعماله
- أبنائي الأعزاء شكراً: مسلسل كوميدي اجتماعي يناقش قضايا تربية الأبناء، لعب فيه السعدني دور “الأب حمدي”.
- صيام صيام: مسلسل كوميدي رمضاني تدور أحداثه حول رجل بخيل في شهر رمضان، تألق فيه السعدني بشخصية “الحاج صيام”.
- الزوجة الأولى: مسلسل درامي اجتماعي يناقش قضايا العلاقات الزوجية، أبدع فيه السعدني بشخصية “الزوج حسام”.
- ليالي الحلمية: مسلسل اجتماعي ضخم يتناول حياة مجموعة من الأشخاص في حي الحلمية، برز فيه السعدني بشخصية “العمدة سليمان غانم”.
- النوة: مسلسل اجتماعي سياسي يناقش قضايا الفساد والظلم الاجتماعي، تألق فيه السعدني بشخصية “الشيخ عاطف”.
- أرابيسك: مسلسل كوميدي بوليسي تدور أحداثه حول محقق خاص، أبدع فيه السعدني بشخصية “العمدة حسن أرابيسك”.
- حلم الجنوبي: مسلسل اجتماعي سياسي يناقش قضايا الصراع بين الطبقات، برز فيه السعدني بشخصية “الشيخ سيد”.
- الناس في كفر عسكر: مسلسل كوميدي اجتماعي تدور أحداثه في قرية مصرية، تألق فيه السعدني بشخصية “العمدة عبد القادر”.
- رجل في زمن العولمة: مسلسل اجتماعي يناقش قضايا التغير الاجتماعي في عصر العولمة، أبدع فيه السعدني بشخصية “الأستاذ عادل”.
- أوراق مصرية: مسلسل تاريخي ضخم يتناول فترات زمنية مختلفة من تاريخ مصر، برز فيه السعدني بشخصيات متعددة.
جوائزٌ وتكريمات
حصد السعدني العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية، منها: جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة الدولة التشجيعية للفنون من مصر.
وفاته
رحل الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا في 19 أبريل 2024، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا سيظل خالداً في الأذهان.
تأثر المصريين بوفاة صلاح السعدني
لم يقتصر حزن رحيل الفنان صلاح السعدني على الوسط الفني فقط، بل عمّت مشاعر الحزن والأسى جميع أنحاء مصر، حيثُ عبّر العديد من المواطنين عن تأثرهم الكبير بوفاة “فنان الشعب” كما كان يُطلق عليه.
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل النعي والتعازي للراحل، حيثُ عبّر الجمهور عن حزنهم العميق لفقدانه، ونشروا العديد من الصور ومقاطع الفيديو من أعماله الفنية، مُذكرين بمسيرته الحافلة بالإبداع والإنجازات.
تناقلت وسائل الإعلام العديد من الشهادات المؤثرة من زملاء وأصدقاء الفنان الراحل، الذين أشادوا بموهبته الاستثنائية وأخلاقه النبيلة، وذكروا ذكرياتهم الجميلة معه خلال مسيرته الفنية.
أقامت وزارة الثقافة المصرية حفل تأبين رسميًا للراحل، حضره عددٌ كبيرٌ من الفنانين والمثقفين والشخصيات العامة، حيثُ ألقيت العديد من الكلمات التي تُثني على إبداعاته وإسهاماته في مجال الفن.
رحيلٌ يترك أثرًا لا يُمحى
رحل صلاح السعدني تاركًا وراءه أثرًا لا يُمحى في قلوب محبيه، وذاكرة خالدة في تاريخ الفن المصري. سيظلّ اسمه يُذكر دائمًا كأحد أهمّ رموز الفنّ والإبداع، وفنانًا استطاع بأعماله المُتميزة أن يُلامس قلوب الناس ويُخلّد ذكراه في صفحات التاريخ.
No Comment! Be the first one.