الماس هو واحد من أجمل وأثمن الأحجار الكريمة في العالم ، وهو يتميز بلمعانه البراق وصلابته الفائقة وندرته النسبية . لكن هل تعلم أن هناك نوعين من الماس ، الطبيعي والاصطناعي ؟ وهل تعلم كيف تستطيع التفريق بينهما ؟
تصنيف الماس الطبيعي
متوسط وزن معظم الماسات يقل عن قيراط واحد (2.0 جرام) ، وأن بعض الماسات يزيد وزنها عن 100 قيراط . وأن معظم الماسات يتراوح لونها من عديم اللون إلى أصفر فاتح أو بني . وأن قلة قليلة من الماسات ألوانها زاهية كالأصفر أو الأخضر أو الأزرق أو الوردي .كما أن الأشكال البلورية للماسات التي يعثر عليها بعيدًا عن الرواسب الأولية تكون مستديرة الأوجه ، بسبب ما ينتابها من تحلل جزئي أثناء اختلاطها مع صخور الكمبرلايت أو اللامبرايت المفتتة .وبمجرد أن تصل الماسة إلى خبير الأحجار الكريمة أو “الجواهرجي” ذي الخبرة لابد أن يقوم بشيئين :
- التأكد من أن العينة التي في يده ماس طبيعي حقيقي ، وليست ماس اصطناعي مخلق ، أو أي مادة أخرى شبيهة بالماس .
- عندما يتأكد من صدق العينة ، عليه أن يصنفها تبعًا لـ “4C” التي ذكرناها ، وهي : الوزن واللون ودرجة الصفاء والقطع ، فضلا عن سائر الصفات الأخرى .
التمييز بين الماس الحقيقي والكاذب
إختبار مصداقية العينة ، وهل هي ماس حقيقي أم لا ، مسألة غاية في الأهمية ، لأن السوق يعج ببعض “الماسات الكاذبة” Diamond Simulants وهذه بعض المواد عديمة اللون التي تشبه إلى حد كبير الماس ، حتى في بعض الخصائص المجهرية البصرية (التي تدرس تحت المجهر) . ومن أشهر هذه المواد : الزركون المكعب Cubic Zirconia الذي يتكون من أكسيد الزركون Zirconium Oxide وكربيد السيليكون Moissanite or Siliconium Carbide وهو مادة جديدة على الأسواق ، سداسية الشكل ، وبعض بلوراتها قد تكون مكعبة .
ويمكن لمن له دراية بالمعادن وخصائصها ، وبالماسات وعالمها وصفاتها ، أن يتعرف على “الماسات الكاذبة” بسهولة ، إما عن طريق دراسة الخصائص البصرية ، ف “كربيد السيليكون” يكون “غير أيزوتروبي” ، أو عن طريق استخدام جهاز “البروب” Diamond Probe وهو عبارة عن جهاز يقيس خاصية التوصيل الحراري Thermal Conductivity . كما ذكرنا – الماس موصل جيد للحرارة وقدرته على التوصيل تفوق قدرة معدن الفضة (4) مرات .
تاريخ وأسباب تخليق الماس اصطناعيًا
الأخطر من الماسات الكاذبة Diamond Simulants الأنواع التي تشبه الماس في بعض الخصائص ،مثل ىالماسات الاصطناعية المخلقة Synthetic Diamonds التي تتشابه مع الماس في التركيب والشكل البلوري . وهذه الماسات بدأت تخلق معمليًا منذ عام 1955م . والحقيقة أن تخليق الماس معمليًا لم يكن هدفه في بادئ الأمر محاكاة الماس الطبيعي ، وملء السوق بالماسات الخادعة ، وسلب أموال الناس ، وإنما كان الهدف هو سد العجز في السوق بعد دخول الماس آفاقًا صناعية جديدة . فالماس كما نعرف يستخدم بصفة رئيسية كحجر كريم . وظل استخدامه قاصرًا على هذه الغاية لفترة طويلة ، إلى أن بدأت تتكشف بعض الاستخدامات المهمة للماس مع التطور التكنولوجي المذهل خلال القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين .
من هنا بدأت الماسات المخلقة الاصطناعية تغزو الأسواق . ويكفي أن نعرف ، على سبيل المثال لا الحصر ، أن أكثر من 400 مليون قيراط (80 طن) من الماس المخلق قد دخلت إلى الأسواق في عام 1995م وحده . وهذه الكمية تعادل تقريبًا (4) مرات كمية الماس التي استخرجت طبيعيًا من المناجم في نفس العام !!
ولقد ظلت استخدامات الماس الاصطناعي قاصرة لردح كبير من الزمن على صناعة السائجات والكواشط وأوراق السنفرة وعجلات التجليخ Abrasive Wheel ، إلا أنه في عام 1970م أعلنت شركة “جنرال إلكتريك” أنها استطاعت تخليق ماسات ، وزنها (1) قيراط ، ومواصفاتها تجعلها جيدة للاستخدام كحجر كريم !! وإذًا استطاعت هذه الشركة تخليق ماسات ملونة وماسات غير ملونة . ومنذ ذلك التاريخ بدأت بعض الشركات الأخرى التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا العالية في تخليق الماسات ، وعرضها للجمهور على أنها اصطناعية وليست طبيعية ، بأسعار معقولة نسبيًا ، وبدأت أيضًا تستخدم هذه الماسات في بعض الصناعات وفي بعض الأغراض العلمية البحثية . ونظرًا للارتفاع الرهيب في تكاليف الأجهزة التي تستخدم في تخليق الماس معمليًا ، فقد ظلت عملية التخليق قاصرة على شركات بعينها وعلى بعض المؤسسات البحثية الكبيرة .
خصائص الماس الاصطناعي والطبيعي
والماسات المخلقة معمليًا Synthetic Diamonds يصعب تمييزها من الماسات الطبيعية نظرًا للتشابه الكبير في التركيب والشكل البلوري والخصائص البصرية ، على عكس الماسات “الكاذبة” Diamond Simulants . ومع هذا فخبراء الماس يمكنهم التفرق بين ما هو طبيعي وما هو مخلق بسهولة ويسر . ذلك أن الشيء الطبيعي له “بصمة” معينة لا تخطئها عين الخبير . ويكفي أن نعرف أنه على الرغم من أن الماسات الاصطناعية يتم تخليقها في درجات حرارة مرتفعة وضغوط بالغة الشدة شبيهة بتلك المتواجدة في أغوار الأرض السحيقة ، إلا أن هناك فارقًا شاسعًا بين البيئة الكيميائية في المعمل ونظيرتها في باطن الأرض .
ومن الخصائص التي يمكن الاعتماد عليها في التفريق بين الماسات الطبيعية والاصطناعية خاصية اللون ، فمعظم الماسات المخلقة يميل لونها إلى الأصفر البنِّى Brownish Yellow الذي يعزى إلى دخول نتروجين الهواء وبعض الملوثات الأخرى في تركيب البلورات ، ويصعب التخلص من هذه المواد . أما الماسات الطبيعية فعندما تكون عديمة اللون تكون درجة صفائها ووضوحها أكثر من ممتاز .
ومن زاوية أخرى فالماسات الطبيعية تتميز بتجانس اللون فيها إلى أبعد الحدود Even Coloration ، بينما الماسات الاصطناعية تظهر فيها الألوان بشكل غير منتظم وعشوائي بشكل ملحوظ Uneven Coloration . فالماسة الطبيعية الزرقاء تختلف عن نظيرتها المخلقة ، والتي يقوم اللون فيها على مزج النيتروجين بالبورون .
ويمكن التفريق كذلك بين الماسات الطبيعية والاصطناعية باستخدام مغناطيس بسيط ، فالماسات الطبيعية لا تنجذب إليه بحال من الأحوال . أما الماسات الاصطناعية فقد تنجذب إليه بشدة أو ضعف . والسبب في ذلك أنه أثناء عملية التخليق المعملي تدخل بعض الشوائب مثل الحديد والكوبلت وأشاباتها (سبائكها) في التركيب الداخلي للبلورات ، ولا يمكن التخلص منها . وفي بعض الأحيان تترتب هذه الشوائب في شكل خطوط دقيقة متقاطعة Internal Grain Lines يمكن التعرف عليها بسهولة تحت المجهر (الميكروسكوب) . ومثل هذه الخطوط لا تظهر في الماسات الطبيعية .
سوق الماس: بين الغش والاحتكار
أما من جهة سوق بيع الماسات فحدث ولا حرج، فهناك بعض الماسات الاصطناعية المخلقة تباع على أنها طبيعية بأسعار فلكية تحت سمع وبصر “المركز الرئيسي لبيع الماسات (CSO)” المحافظ على نظافة سوق الماس من الشائعات.ليس هذا فحسب، بل الماس في عرف أعضاء المركز الرئيسي لبيع الماسات خُلِقَ ل “ليباع” بالسعر الذي يحددونه، لا ليُشْتَرَى.
No Comment! Be the first one.