مسيلمة الكذاب رجل من بني حنيفة أدعى النبوة فأرسل الى الرسول _صلى الله عليه وسلم _ رسالة أراد بها أن يشاركه النبوة ،وذهب ينشر خداعه لتضليل قومه لأتباعه حتى تبعه الكثير من قومه ،وأرتد الكثير من المسلمين من قومه ومنهم من يعلم انه كذاباً ولكن يقولون كذَّاب ربيعة أحبُّ إلينا من صادق مضر ،واخذ يؤلف سجعاً يسميه قرأناً نزل عليه من قبل الوحى .وأرسل النبي رسالة له ليهديه ويبعده عن ضلاله فقتل رسوله ،وظل فى طغيانه الى ان قتل فى معركة اليمامة فى خلافة ابو بكر الصديق بقيادة خالد بن الوليد.
من هو مسيلمة الكذاب؟
مسيلمة الكذاب هو رجل من بني حنيفة اُختلِف في اسمه، فقالوا: مسيلمة بن حبيب الحنفي الكذاب، وقالوا: مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب الحنفي ، وقيل: هارون بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي ابو شامة.كان يلقب فى الجاهلية برحمان اليمامة.
ولد ونشأ في اليمامة أحد أكبر قبائل الجزيرة العربية ، في قرية تسمى اليوم بالجبيلة، بقرب العيينة بوادي حنيفة في نجد.
ولا يعرف تاريخ ميلاده على وجه الدقة، لكن بعض المصادر تشير إلى أنه ولد قبل عام الفيل بوقت طويل، بل إن بعضها يشير إلى أنه ولد قبل مولد عبد الله بن عبدالمطلب والد الرسول محمد.
قالت الكاتبة السعودية “أماني العجلان” أن أصول آل سعود تعود إلى اليمامة، حيث كان بنو حنيفة، الذين قادهم مسيلمة الكذاب في حروب الردة مدعيًا النبوة.
موضوع بحث عن نشأة مسيلمة الكذاب
عاش مسيلمة في كنف الكنيسة منذ طفولته، وكان يعلق صليب من الفضة في عنقه، توفيت والدته وهو في سن الخامسة عشرة؛ فذهب إلى القدس ومكث فيها عامين وهناك تعلم اللغة اللاتينية، وكان يتردد على كنائسها، فسمع من بعض رهبانها أنهم ينتظرون ظهور النبي الذي تحدث عنه الإنجيل.
عام 603 ميلادية عاد مسيلمة إلى جزيرة العرب ولكنه لم يستقر في اليمامة بل ذهب إلى عمان وهناك عمل بحارا في السفن التجارية بين عمان والهند، وتزوج من كيسة بنت الحارث.
عام 628 ميلادية عاد مسيلمة إلى اليمامة وقد وجد أنها اختلفت عما كانت عليه، لأن عددا من نصارى بني حنيفة دخلوا في الدين الإسلامي، بما في ذلك الأمير ثمامة بن آثال الحنفي الذي كان مسيحيا واعتنق الإسلام.وبدأ القديسين يشتكون له من دخول أهل اليمامة في الإسلام.
إدعائه للنبوة
عام 632 ميلادية ذهب مسيلمة مع عدد من قومه المسلمين من بني حنيفة الذين قدمو إلى المدينة يبايعون النبي ، بايع المسلمون من بني حنيفه رسول الله لكن مسيلمه لم يبايع معهم بل قال: أريد أن يشركني محمد معه في النبوه كما أشرك موسى اخيه هارون. فسمعه النبي فأمسك عرجوناً صغيراً من الأرض وقال لمسيلمة: والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك، فخرج مسيلمة ولم يبايع الرسول.
وبعد أن عاد مسيلمة إلى قومه أظهر دعوته وقال: قد أشركني الله في أمره، واتبعه أكثر قومه. وجعل لهم أسجاعًا يحاول أن يماثل بها القرآن، وأحل لهم الخمر والزنا، وأسقط عنهم الصلاة وقد لقي ذلك هوى في نفوس بعض قومه فاتبعوه.
كما ان قبيلته كانت منافسة لقبيلة قريش فكيف يكون لقريش نبي ومنا لا ،ولهذا ذهب رأي طلحة النميري الذي قَدِم إلى اليمامة للاجتماع بمسيلمة والوقوف على حقيقة دعوته واختبار نبوَّته؛ إذ عندما طلب الاجتماع به وسمَّاه باسمه -مسيلمة- ردَّ عليه قومه: “مه يا رسول الله. فقال: لا حتى أراه. فلمَّا جاءه قال: أنت مسيلمة؟ قال: نعم، قال: من يأتيك؟ قال: رحمن ،قال: أفي نورٍ أو في ظلمة؟ فقال: في ظلمة. فقال: أشهد أنَّك لكذَّاب وأنَّ محمَّدًا صادق؛ ولكنَّ كذَّاب ربيعة أحبُّ إلينا من صادق مضر.
كتب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم كتابًا يدَّعي فيه مشاركته في الرسالة ويُساومه في اقتسام المـُلْك والسيادة في جزيرة العرب، فقال: “من مسيلمة رسول الله إلى محمَّدٍ رسول الله، سلام عليك فإنِّي قد أُشركت في الأمر معك، وإنَّ لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض، ولكنَّ قريشًا يعتدون”.
وأبى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يترك الفرصة لمثل هؤلاء الكذَّابين للتشكيك في أمر الدين، فكتب إليه: “بسم الله الرحمن الرحيم، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولُ اللهِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ. سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فإِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ”.
موقف الرجال بن عنفوة
ذكر ابن خلدون أن الرجال بن عنفوة من أشراف بنى حنيفة، كان قد هاجر وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ القرآن وتفقه في الدين فلما ارتد مسيلمة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم معلما لأهل اليمامة ومشغبا على مسيلمة فكان أعظم فتنة على بنى حنيفة منه ،حيث اتبع مسيلمة على شأنه وشهد له وكان يؤذن لمسيلمة ويشهد له بالرسالة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فعظم شأنه فيهم.لعب الرجال دور المستشار الشخصي لمسيلمة وكان ينقل له أفعال الرسول – صلى الله عليه وسلم – ليقلدها؛ كي يصدقه الناس.
خداعه واعماله الكاذبه
كان مسيلمة الكذاب ساحراً ماهراً، فكان بإمكانه وضع بيضة في زجاجة و كان يقوم بقص ريش الطيور ويعيده ليطير الطير مجدداً، وادعى أنه يمتلك قدرات منحه إياها الله لتيسر له دعوته ، فقد أراد التشبه بمعجزات النبي الكريم ،ففضح الله كذبه والصق لقب الكذاب به الى يوم يبعثون،فقيل في كتب السيرة انه بصق في احدى الابار فاجج ماؤها، وسقى بماء وضوئه شجرا يقال نخلة فيبست، وجاءه عدد من الاولاد فمسح على رؤسهم ليباركهم فمنهم من اصابه القرع ومنهم من اصابه لثغ في لسانه وجاءه رجل أصيب بالم في عينيه فمسح عليهما فعمي.
اسجاع مسيلمة الكذاب الذي كان يدعى انها قرأناً
- الخابزات: فقال “والزارعات زرعا، فالحاصدات حصدًا، فالطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والآكلات أكلا، فاللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا قوم لا يعدلون”.
- الفيل : فقال “الْفِيلُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْفِيلُ، لَهُ زَلُّومٌ طَوِيلٌ، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا الْجَلِيلِ”.
- الشاء :فقال ” والشاء وألوانها، وأعجبها السود وألبانها، والشاة السوداء واللبن الأبيض، إنه لعجب محض، وقد حرم المَذق، فما لكم لا تمجعون”.
- الضفدع : فقال ” يَا ضِفْدَعُ ابنة ضفدع، نِقِّي مَا تَنِقِّينَ، أَعْلَاكِ فِي المَاءِ وَأَسْفَلُكِ فِي الطِّينِ، لَا الشَّارِبَ تَمْنَعِينَ، وَلَا الْمَاءَ تُكَدِّرِينَ”.
- الشمس : فقال “وَالشَّمْس وَضُحَاهَا في ضوئها ومنجلاها، وَاللَّيْل إِذا عَداهَا يطْلبهَا ليغشاها فأدركها حَتَّى أَتَاهَا وأطفأ نورها فمحاها”.
- النساء :فقال “إن الله خلق النساء أفواجا، وجعل الرجال لهن أزواجا، فنولج فيهن قَعسا إيلاجا، ثم نخرجها إذا شئنا إخراجا، فينتجن لنا سِخالا نِتاجا”.
- الجماهر : فقال “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْجَمَاهِرْ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَهَاجِرْ، وَلَاتُطِعْ كُلَّ سَاحِرٍ وَكَافِرْ”.
نعم أيها القارئ فهى كلمات مضحكة ،الغرض من ذكرها هو معرفة جهله وكذبه وسخفه ،قال أبو بكر الباقلاني : “فأما كلام مسيلمة الكذاب وما زعم أنه قرآن فهو أخس من أن ننشغل به وأسخف من أن نفكر فيه، وإنما نقلنا منه طرفًا ليتعجب القارئ وليتبصر الناظر، فإنه على سخافته قد أضل، وعلى ركاكته قد أزل، وميدان الجهل واسع”.
قتله لرسول النبي (حبيب بن زيد)
عندما ازداد شر مسيلمة الكذاب فساده فى اليمامة أراد النبي النبي أن يبعث إليه برسالة ينهاه فيها عن ضلاله ،فكان حبيب بن زيد بن عاصم الذي شهد بيعة العقبة الثانية مع أبيه زيد بن عاصم وأمه أم عمارة وأخيه عبد الله،رسول النبي الى مسيلمة الكذاب ،فسأله مسيلمة: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ ، قال: نعم ، ثم قال: أتشهد أني رسول الله؟ ، قال حبيب: أنا أصم لا أسمع ، ففعل ذلك مرارًا، فقطعه مسيلمة عضوًا عضوًا، حتى مات.
موته
قتل مسيلمة الكذاب فى خلافة ابو بكر الصديق بمعركة اليمامة وهى إحدى معارك حروب الردة التى وجهها ابو بكر الصديق بقيادة خالد بن الوليد ،والذى قتله هو وحشى ثم أنهى عليه عبد الله بن زيد أخو حبيب بن زيد رسول النبي الذى قتله مسيلمة ،وقيل إن عمرمسيلمة الكذاب حينئذ كان يناهز مائة وخمسين سنة.
يقول وحشي عن قتله لمسيلمة الكذاب : فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم ، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة ؛ فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف ، وما أعرفه ، فتهيأت له ، وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى ، كلانا يريده ، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت فيه ، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف ، فربك أعلم أينا قتله ، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قتلت شر الناس .
No Comment! Be the first one.