في مفاجأة مدوية، هوت القيمة السوقية لشركة تسلا، رائدة صناعة السيارات الكهربائية، بشكل هائل، لتفقد هيمنتها على عرش القيمة السوقية لصالح عملاق صناعة السيارات اليابانية تويوتا.
فقد كانت تسلا، منذ عامين ونصف، تتربع على عرش ثاني أكبر شركة سيارات في العالم من حيث القيمة السوقية، متجاوزةً تويوتا بفارق هائل وصل إلى تريليون دولار.
لكن سرعان ما انقلبت الموازين، وتقلص الفارق بين الشركتين بشكل مذهل، ليصبح الفارق الآن 83 مليار دولار فقط، وذلك حتى نهاية تعاملات يوم الاثنين الماضي.
ويأتي هذا التراجع المدوي لتسلا بعد سلسلة من الأحداث المتلاحقة، بدأت بتسجيلها أول تراجع في مبيعاتها منذ 4 سنوات، حيث انخفضت إيراداتها في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 9% عن العام الماضي، لتصل إلى 21.3 مليار دولار، بينما كان محللو السوق يتوقعون إيرادات بقيمة 22.15 مليار دولار.
وتفاقمت الأزمة أكثر مع إعلان تسلا عن فشلها في تحقيق أهدافها لعدد السيارات المباعة في الربع الأول، حيث انخفض عدد السيارات المباعة بنسبة 8.5% عن الربع الأول من العام الماضي، و20% عن الربع الأخير.
عوامل تقوض عرش تسلا
ويرجع هذا التراجع إلى عدة عوامل، من أهمها:
- تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية: على عكس التوقعات، واجهت سوق السيارات الكهربائية تباطؤًا في النمو خلال الأشهر الأخيرة، مما أثر سلبًا على مبيعات تسلا.
- ازدياد المنافسة: برزت شركات صينية قوية في مجال صناعة السيارات الكهربائية، مثل BYD و Xpeng، لتنافس تسلا بشراسة، مما أدى إلى خفض أسعار سيارات تسلا عدة مرات للحفاظ على قدرتها التنافسية.
- تقليص طلبات هيرتز: فاجأت شركة تأجير السيارات الأمريكية هيرتز تسلا بتقليص طلباتها من سياراتها الكهربائية، بعد أن كانت قد منحتها طلبية ضخمة في أوائل عام 2021، ساهمت في ارتفاع قيمة تسلا السوقية بشكل كبير.
عودة تويوتا بقوة
في المقابل، عادت تويوتا بقوة إلى الساحة، مستفيدة من استراتيجيتها التي ركزت على السيارات الهجينة بدلاً من التركيز الكامل على السيارات الكهربائية.
وتمكنت تويوتا من الحفاظ على موقعها كأكبر شركة سيارات في العالم من حيث المبيعات للعام الرابع على التوالي، بعد أن حققت مبيعاتها العام الماضي 11.2 مليون سيارة، أي أكثر من ستة أضعاف مبيعات تسلا التي بلغت 1.81 مليون سيارة.
انعكس هذا النجاح على قيمة تويوتا السوقية، حيث ارتفع سعر سهمها منذ بداية العام الحالي بنسبة 36%، لتصل قيمتها السوقية إلى 57.28 تريليون ين (370 مليار دولار).
يُطرح هذا التراجع المتسارع لتسلا تساؤلات حول مستقبل الشركة، وهل ستتمكن من استعادة هيمنتها على سوق السيارات الكهربائية؟
يُقدم لنا التاريخ دروسًا قيّمة، حيث شهدت العديد من الشركات صعودًا وهبوطًا، لكن يبقى السؤال: هل تمتلك تسلا الإمكانيات والقدرة على العودة بقوة، أم أن هذا هو بداية النهاية لسيطرتها على عالم السيارات الكهربائية؟
الخلاصة: إنّ انهيار هيمنة تسلا وتراجعها أمام عودة تويوتا القوية يُمثل مفاجأة كبيرة في عالم صناعة السيارات، ويُظهر لنا أنّ ديناميكيات السوق قابلة للتغير بسرعة، وأنّ الشركات التي تُريد البقاء في المقدمة بحاجة إلى التكيف المستمر والتطوير الدائم.
No Comment! Be the first one.