ادوية لا تبطل الصيام ,التعامل مع الحالات الصحية في رمضان

قد يكون للصوم خلال شهر رمضان عواقب صحية ،لبعض المصابين بمرض مزمن ،ويتناولون العلاج بجدول محدد من الطبيب،والذي من الممكن ان يسببب مشاكل في الحالة الصحبة بسبب عدم تناول الدواء أو تأخر موعده خلال شهر الصيام.لذا يسأل الناس دائماً عن كيفية التعامل مع جدول الأدوية في شهر رمضان؟ وما هي مختلف الأدوية التي من شأنها أن تبطل الصيام،والتي لا تفسده؟ لنتعرّف على تلك المعلومات وأكثر عبر ما يلي من سطور هذه المقالة.

رأي الاسلام فى صيام المريض الذي يتضرر بالصوم

يقول الإسلام لا ضرر ولا ضرار ،ولهذا اذا كان الصوم مضراً لصحتك بتأكيد الأطباء ،ولا تسطيع الصوم إلا بمشقة بالغة.فيجوز لك أن تفطر، ثم إن قدرت على القضاء بعد الشفاء ،فعليك قضاء ايامك التي فطرتها في شهر رمضان.وإن كنت لا تقدر على القضاء،فعليك إن  تطعم مكان كل يوم مسكينًا لقوله تعالى: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ “. ومن العلماء من رجح وجوب الفطر على المريض الذي يتضرر بالصوم، وأنه يحرم عليه أن يصوم.

انظر ايضاً:بحث عن فضل الدعاء في رمضان

تناول الأدوية في شهر رمضان: إرشادات ونصائح تهمك

يعتبر صيام شهر رمضان فريضة على كل مسلم ومسلمة قادرين على فعل ذلك،وتتباين ساعات الصيام من سنة  إلى أخرى وفقا للموسم الذي يحل فيه شهر رمضان المبارك، إلا أنها تترواح في الغالب ما بين 12 ساعة إلى 18 ساعة من الصيام .وهذا الأمر يمثل معضلة أمام جميع المرضى الذين يستهلكون أدويتهم بجرعات محددة وفي أوقات متقاربة،ويرتكز صيام المرضى على مشورة الطبيب الراعي للحالة الصحية الخاصة بهم.
لنتعرّف الآن عبر هذه المقالة على طبيعة استهلاك الأدوية في شهر رمضان:

1- أدوية لا يُبطل استهلاكها الصيام

هناك مجموعة من أنواع الأدوية التي لا تؤدي إلى إفطار الصائم ولا تكسر صيامه،وهذه الأدوية تم الاتفاق عليها بشكل جماعي من وجهة نظر فقهية إسلامية تعنى بالقضايا الصحية، وقد نشرت سنة 1997 في المملكة المغربية. هذه هي قائمة الأدوية:

• قطرات العينين والأذنين.
• جميع الأدوية والمواد الممتصة عن طريق الجلد، مثل المراهم،التحاميل المهبلية،الغسول المهبلي.
• الحقن عن طريق الجلد والمفاصل والعضلات والأوردة ويستثنى من ذلك الإطعام الوريدية أو ما يسمى ب (Intravenous feeding).
• الأكسجين والغاز المخدر وذلك في حالة لم يكن يحتوي على مغذي.
• غسول الفم بشرط ضمان عدم ابتلاعه.

أي دواء يتم استهلاكه عن طريق الفم ويبلغ المعدة يكسر الصيام،ويمكن لطبيبك المساعدة في ذلك عبر تغيير أوقات تناول الأدوية في شهر رمضان والجرعات وذلك حسب حالتك وقدرتك الخاصة على تحمل الصيام.

2- أدوية المصابين بمجموعة الأمراض المزمنة أثناء الصيام 

قامت منظمة الدواء والغداء في المملكة العربية السعودية و
بالمشاركة مع وزارة الصحة في المملكة ذاتها بتعديل التوصيات الخاصة بتناول الأدوية والجرعات فيما يرتبط بمواعيدها خلال صيام شهر رمضان المبارك.حيث تم إعادة تنسيق الجدول الزمني الخاص بالأدوية خلال صيام شهر رمضان المبارك وذلك على النحو التالي:

• الذين يستهلكون جرعة واحدة بشكل يومي

تعد هذه من بين أسهل الحالات،إذ تبقى ال المرضى جرعة ثابتة بدون أي تغيير،ولكن ينبغي استشارة الطبيب المختص بتغيير توقيت تلك الجرعة من النهار إلى وجبة الإفطار أو بعد تناول وجبة ،والتحقق من تفادي وجود خطورة على صحة.حيث من المحتمل أن تختلف فعالية تلك الأدوية وكفاءتها حين يتم تغيير مواعيدها.

• المرضى يتناولون جرعتين فأكثر بشكل يومي

بإمكان المرضى الذين يستهلكون جرعتين من الدواء بشكل يومي أن يتناولوا الجرعة الأولى عند حلول موعد وجبة الإفطار أما الجرعة الثانية فيمكن تناولها بعد استهلاك وجبة السحور،شريطة استشارة الطبيب المختص.

إلا أن الصعوبة تتمثل عند الأشخاص الذين يستهلكون ثلاث جرعات من الدواء بشكل يومي وينبغي اللجوء إلى طبيبهم الخاص لطلب الاستشارة قبل حلول شهر رمضان المبارك.

أبرز الحالات الصحية وكيفية التعامل معها في شهر رمضان

هناك حالات صحية فردية ،تحتاج الى متابعة خاصة لعدم حصول تدهور صحي بسبب تأخر العلاج ،او بسبب الصيام عادة.إليكم أبرز الحالات الصحية وكيفية التعامل معها بشكل صحيح أثناء فترة الصيام:

1- مرضى ضغط الدم المرتفع

 قبل اتخاذ قرار صيام شهر رمضان الكريم على المرضى استشارة الطبيب المختص،خاصة في حالة اصابة الشخص بمجموعة من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى،على سبيل المثال: مرض السكري،فضلا عن أمراض القلب.

وبإمكان المرضى المصابين بضغط الدم صيام شهر رمضان في حالة القدرة على السيطرة على ضغط الدم من طرفهم،كما ينبغي تعديل مواعيد الأدوية أثناء ساعات الصيام في شهر رمضان مع الالتزام بالنصائح الخاصة بحالتهم والنظام الغذائي الخاص بهم بكل جدية.

2- المرضى الذين يتناولون المضادات الحيوية

يختلف في هذه الحالة حسبب جدول الترتيب الزمني الخاص بمضادات الحيوية وفقا لعدد الجرعات المستهلكة أثناء النهار:

• جرعة واحدة: بالإمكان استهلاكها بعد تناول وجبة الإفطار أو بعد استهلاك وجبة السحور.
• جرعتين: ينبغي استشارة الطبيب المختص ولكن من المحتمل أن يتم تناول الجرعة الأولى بعد وجبة الإفطار أما الجرعة الثانية فيمكن تناولها بعد وجبة السحور.
• ثلاث جرعات فأكثر:وعند هذه الحالة يعمل الطبيب على إيجاد دواء بديل حتى يتم تناوله وفق جرعة واحدة أو جرعتين.

3- مرضى الصرع

في حالة المرضى المصابين بالصرع فينبغي مراعاة القواعد الصحية الآتية:

• يمكن استهلاك دواء الصرع عبر جرعة واحدة وذلك بعد استشارة الطبيب؛بالنظر إلى مفعولها الطويل.
• تغيير أوقات استهلاك الدواء وتحويلها إلى وقت الإفطار والسحور في حالة كانت الجرعة مرتين بشكل يومي.
• إبطال ساعات الصيام،والإفطار على الفور في حالة التعرّض إلى نوبة صرع خلال ساعات النهار مع ضرورة أن تستشير الطبيب المختص في هذه الحالة.

4- مرضى السكري

يعتمد علاج المصابين بمرضى السكري على الحالة الصحية الخاصة بهم وعلى مستويات السكر في الدم في جسمهم، وتنقسم الحالات المرضية على النحو التالي:

• المرضى المتعاطين لجرعة واحدة فقط من الأنسولين بإمكانهم تعديل موعد الجرعة إلى ما بعد وجبة الإفطار.
• المصابين بمرض السكري والمتعاطين لجرعتين من دواء الأنسولين قد يتاح لهم بعد استشارة الطبيب المختص بتعديل مواعيد تلك الجرعات على النحو التالي: الأولى قبل استهلاك وجبة الإفطار،والجرعة الثانية قبل تناول وجبة السحور.
• المرضى المصابين بمرض السكري المستهلكين لعلاج الميتفورمين (Metformin) بإمكانهم الصيام ولكن بعد استشارة الطبيب المختص،لتحديد مواعيد الجرعات الجديدة.

5- مرضى القلب

بإمكان المرضى المصابين بالذبحة الصدرية من الذين عرفت حالتهم الصحية استقرارًا مطمئناً الصيام مع الالتزام بتناول الأدوية بصفة منتظمة.
كما يجب على الأشخاص المصابين حديثا بمرض الجلطة القلبية أو بمرض فشل القلب الحاد أن يستشيروا الطبيب المعالج قبل قرار صيام شهر رمضان المبارك للحفاظ على سلامة صحتهم، كما ينبغي استشارة الطبيب المعالج فيما يتعلق بموضوع الأدوية وعدد ومواعيد الجرعات المستهلكة خلال شهر رمضان بالنسبة لمرضى القلب،والتحقق من استهلاكها في مواعيدها الجديدة بشكل منتظم وعدم تخطيها.