الأسماك هي مصدر غذائي مهم للإنسان والحيوان، لكنها قد تصاب بالعديد من الأمراض التي تؤثر على جودتها وإنتاجيتها وسلامتها. بعض هذه الأمراض قد تنتقل إلى الإنسان عند تناول الأسماك المصابة أو الملوثة، مما يشكل خطراً على الصحة العامة. في هذا النص، سنستعرض أهم أنواع الأمراض السمكية وطرق انتقالها والوقاية منها.
امراض السمك
لا شك أن تناول الأسماك له فوائد صحية كثيرة للإنسان، لكن هذه الفائدة قد تتحول إلى ضرر إذا كانت الأسماك مصابة بأمراض أو ملوثة بمواد ضارة. لذلك، يجب على المستهلك الانتباه إلى جودة وسلامة الأسماك قبل شرائها أو تناولها. من أهم الأمراض التي قد تنتقل من الأسماك إلى الإنسان:
الأمراض الطفيلية
هي الأمراض التي تحدث نتيجة لتطفل كائنات حية صغيرة على الأسماك، سواء على سطح جسمها أو داخل أعضائها. من أشهر هذه الطفيليات:
- طفيل الكوستيا (Costiosis): يصيب خصوصاً أسماك البلطي في مزارعنا السمكية، ويسبب نفوق يصل إلى 90% من البرقات والأصبعيات المصابة.
- طفيل الإختوفتيرياس (Icthiophthirosis): يسبب بقع بيضاء على جلد وخياشيم الأسماك، خصوصاً في المياه العذبة والزي، ويؤدي إلى نفوق كبير من الأسماك المصابة.
- طفيل التريانوسوما والكربتوبيا: يتطفلان داخل دورة دموية الأسماك، خصوصا في المياه العذبة، ويسببان فقر دم شديد.
- الديدان الداخلية: مثل الديدان الورقية، والشريطية، والاسطوانية، وشوكية الرأس. هذه الديدان تؤثر سلبا على نمو وزنادة وزن الأسماك، وتزيد من استهلاك العلائق.
الأمراض الميكروبية
هي الأمراض التي تحدث نتيجة لإصابة الأسماك بجراثيم أو فطريات أو فيروسات. من أبرز هذه المجاميع:
مجموعة الأمراض الفطرية
- مرض الصبرولجنية (Saprolegniosis): يصاب به بعض أسماك النيل والمزارع السمكية، ويعتبر خطراً على الثروة السمكية.
- مرض تعفن الخياشيم: يسبب اختناق ونفوق يصل إلى 80% من الأسماك في فترة قصيرة، بسبب انسداد الأوعية الدموية للخياشيم.
- مرض الكانديدوميكوزس (Candidomycosis): يصيب الأسماك المتعرضة للتلوث بالمخلفات العضوية في مياه الترع والمزارع السمكية، ويؤدي إلى فقدان الكثير منها.
مجموعة الأمراض التي تسببها سوء تخزين العلائق
- مرض الأسبرجيلوس (Aspergillosis): يحدث نتيجة لتلوث العلائق بفطر الأسبرجيلوس، ويسبب تكون أورام في الأعضاء الداخلية، خصوصاً الكبد.
مجموعة الأمراض البكتيرية
- مرض التسمم الدموي بالإيرموناس المتحركة (Motile Aeromonas Septicemia MAS): يؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك المصابة.
- مرض التهابات الميكروبات العنقودية والسبحية والواوية: تحدث نتيجة لإصابة الأسماك ببعض أنواع هذه الميكروبات.
أمراض التسمم الغذائي
هذه الأمراض تحدث نتيجة لتعرض الإنسان للسموم التي تتراكم في أنسجة الأسماك، سواء كانت سموم ميكروبية أو فطرية أو كيميائية. من هذه السموم:
- سموم بعض الميكروبات مثل البكتيريا العنقودية والسالمونيلا، والتي تسبب حالات من التهابات المعدة والأمعاء والتسمم الغذائي.
- سموم بعض الفطريات مثل فطر الأسبرجيلوس، والتي تؤدي إلى حالات من التسمم وظهور أورام في الإنسان.
- سموم بعض المبيدات الحشرية والزراعية والصناعية التي تتراكم في أنسجة الأسماك، مثل الرصاص، والزئبق، والزرنيخ، والتي تؤثر على أجهزة مختلفة في الجسم.
الأمراض غير المعدية
هي الأمراض التي تحدث نتيجة لتأثير عوامل غير حية على صحة وجودة الأسماك. من هذه العوامل:
- التلوث البيئي: يحدث بسبب انتشار المخلفات والصرف الصناعي والزراعي و المبيدات والزيوت في المياه، مما يؤثر على جودة وسلامة الأسمك.
- نقص التغذية: يحدث بسبب عدم توافر علائق ذات جودة عالية وتغطية احتياجات الأسماك من المغذيات، مما يؤدي إلى ضعف المناعة وانخفاض المقاومة للأمراض.
- التأثيرات الميكانيكية: تحدث بسبب التعامل غير اللائق مع الأسماك أثناء نقلها أو حصادها أو تخزينها، مما يؤدي إلى إصابتها بجروح أو كدمات أو نزف.
كيفية التعرف على الاسماك المصابة
من المهم معرفة كيفية التعرف على الأسماك المريضة، حتى تتمكن من علاجها أو عزلها أو منع انتشار العدوى. بشكل عام، تظهر الأسماك المريضة بعض الأعراض التي تدل على وجود مشكلة صحية، مثل:
- تغير لون أو مظهر الجلد أو الخياشيم أو الزعانف. قد تصبح الأسماك باهتة أو رمادية أو تظهر عليها بقع أو نقط أو آفات أو أورام.
- تغير سلوك السباحة أو التنفس أو التغذية. قد تصبح الأسماك خاملة أو تسبح بشكل غير طبيعي أو تتنفس بصعوبة على سطح الماء أو تفقد شهيتها أو تعزل نفسها عن باقي الأسماك.
- تغير شكل الجسم أو العيون. قد تصبح الأسماك منتفخة أو هزيلة أو مشوهة أو تبرز عين واحدة أو كلاهما.
طرق الوقاية من الأمراض السمكية
الأسماك هي ثروة غذائية قيمة للإنسان والحيوان، لكنها معرضة للإصابة بأمراض مختلفة تنقص من جودتها وإنتاجيتها وسلامتها. بعض هذه الأمراض قد تنتقل إلى الإنسان عند تناول الأسماك المصابة أو الملوثة، مما يشكل خطراً على الصحة العامة. لذلك، يجب اتباع بعض الإجراءات الوقائية والصحية، منها:
- تحسين ظروف التربية والإنتاج في المزارع السمكية، والحد من التكدس والتلوث والإجهاد.
- توفير علائق ذات جودة عالية وغذاء متوازن للأسماك، وتجنب استخدام العلائق الفاسدة أو الملوثة.
- مراقبة صحة الأسماك باستمرار، وفحصها دورياً، وعزل المصابة عن السليمة، وإعطائها العلاج المناسب.
- استخدام طرق آمنة لنقل وحصاد وتخزين الأسماك، وتجنب إصابتها بجروح أو كدمات أو نزف.
- اتباع قواعد النظافة والتعقيم عند التعامل مع الأسماك، سواء في المزارع أو في أسواق البيع أو في المطابخ.
- شراء الأسماك من مصادر موثوقة، والانتباه إلى مظهرها ورائحتها ولونها قبل شرائها.
- طهي الأسماك جيداً قبل تناولها، وتجنب تناولها نيئة أو مجففة أو مدخنة.
- تخزين الأسماك في درجات حرارة مناسبة، وتجنب تعرضها للحرارة الزائدة أو التلوث بالميكروبات أو الحشرات.
No Comment! Be the first one.