مقدمة عن فوائد العسل
في مقدمة بحثنا هذا عن العسل نعلم جميعاً اننا لا يمكن ان نستغني عن هذا المصدر العلاجي الطبيعي،كما لا يمكننا ايضاً ان نستقني عن مصنعه وهو النحل ،الذي يقوم بدور عظيم في تلقيح معظم النباتات،عن طريق نقل حبوب اللقاح.
تم استخدام العسل منذ فجر التاريخ كغذاء فاخر للأسياد والملوك، وكان رحيقًا حقيقيًا للآلهة التي استخدمها الفراعنة في حفلات الزفاف (ومن هنا جاء شهر العسل الشهير!). وفقًا للأساطير المصرية ، النحل هو دموع رع إله الشمس ، وبالتالي فإن العسل منتج إلهي يستخدم في العديد من الأدوية .وعلى مر التاريخ الحديث تم استخدام العسل في الحرب العالمية الأولى لعلاج جروح الجنود من أجل تسريع التئامهم.
مصادر العسل
في الواقع ، العسل ، الذي هو ببساطة غذاء النحل ، يأتي أولاً وقبل كل شيء من مجموعة رحيق الأزهار التي يجمعها النحل طوال اليوم. في الوقت نفسه يقوم النحل بواحدة من أهم الوظائف بالنسبة للطبيعة،وهي تلقيح الأزهار.بعد امتصاص السوائل الموجودة في رحيق الأزهار،يذهب النحل الى خليته ليعمل على انتاج العسل هناك،حيث تخزن العسل في الخلايا.ثم يقومو بإغلاق الخلية بغطاء من الشمع للحفاظ على نظافتها.
بينما يأتي العسل الأسود الصناعي من سكريات مختلفة يعد اشهرها قصب السكر،ويستخدم هذا العسل لعلاج العديد من الأمراض بسبب خصائصه المميزة ايضاً.
فوائد العسل
1- ينظم السكر في الدم
يبدو من غير المنطقي أن العسل ينظم نسبة السكر في الدم. لكن سر قدرتها على القيام بذلك يكمن في توازن الفركتوز والجلوكوز. لذلك ، عند استهلاك جزء الفركتوز ، يسمح للكبد بأخذ الجلوكوز لتكوين الجليكوجين ، والذي يصبح متاحًا للدماغ والقلب والكلى وخلايا الدم الحمراء،مما يحسن عمل الأعضاء والأنسجة الأساسية.
2- يقلل من التوتر ويساعد على النوم
ينتج العسل الطبيعي الجليكوجين في الكبد ، وهو احتياطي الطاقة الذي يحتاجه الدماغ ليعمل بشكل طبيعي. سيكون لدينا مخزون كافٍ من الجليكوجين إذا تناولنا العسل الطبيعي ،والذي يعمل كمضاد للأكسدة،ويمنع إفراز هرمونات التوتر.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن تناول العسل الطبيعي يحفز الاسترخاء والنوم الليلي. ينتج السكر الطبيعي في العسل إفرازًا طفيفًا من الأنسولين ، مما يسمح للتربتوفان بدخول الدماغ بسهولة أكبر وبالتالي يسمح بإفراز الميلاتونين ، وهو هرمون حيوي للتنظيم اليومي لليقظة أثناء النوم. لهذا السبب ، يوصى بشدة بتناول ملعقة كبيرة من العسل مع كوب من الحليب الدافئ (الذي يحتوي على التربتوفان) قبل النوم ، للحصول على نوم مريح. ينظم الميلاتونين أيضًا إيقاعات القلب ، ويساعد على تحسين المناعة ، ويساعد في إعادة بناء الأنسجة بين عشية وضحاها.
3- العسل كعلاج للإمساك
يحتوي العسل على نسبة عالية من فركتو قليل السكاريد (FOS) ، والتي على الرغم من أن لها وظيفة طاقة بشكل أساسي ، إلا أنها تتصرف بنفس الطريقة التي تتصرف بها الألياف النباتية عندما تصل إلى القولون. فهي تلتقط الماء مما يزيد من حجم حركات الأمعاء وتسبب الغاز. كما أنها الغذاء المفضل للبكتيريا المفيدة التي تعيش في القولون (الفلورا المعوية) المسؤولة عن معالجة طعامنا. ولذلك فأن العسل يعمل كملين خفيف.
4- تحسين وظائف المخ
هناك بحث علمي يوضح أن العسل الطبيعي يساعد على امتصاص وإصلاح الكالسيوم في الجسم ، وبالتالي دعم وظائف الدماغ الصحية. تعتبر وظيفة الكالسيوم في الدماغ مهمة للغاية ، حيث تستخدمها الخلايا العصبية لتوليد الإشارات الكهربائية التي يتم إجراؤها بين الخلايا العصبية لتوصيل الرسائل. بالإضافة إلى المخ ، فهو يساعد أيضًا في الوقاية من هشاشة العظام ومشاكل العظام.
5- علاج حب الشباب ومشاكل الجلد
يعاني معظم الناس من حب الشباب مرة واحدة على الأقل في حياتهم.بسبب عدم التوازن الهرموني والاستعمار البكتيري للجلد.يعتبر العسل من أفضل الخيارات لعلاج حب الشباب الذي تسببه البكتيريا. حيث يعمل العسل كعامل مضاد للميكروبات من خلال آليات مختلفة تجعله فعالاً للغاية.
كما تساعد الخصائص المضادة للبكتيريا في العسل على منع الالتهابات التي تسببها الحروق أو الجروح الطفيفة. لذلك ، فإن كثافة العسل تحمي من دخول البكتيريا والأوساخ إلى الجرح. ضع العسل على الجرح أو القرحة وقم بتغطيتها بضمادة.
6- الدورة الشهرية
يحفز العسل إنتاج أحماض أوميغا 6 الدهنية التي تنظم العمليات الهرمونية في أجسامنا.
7- تقوية جهاز المناعة
العسل له خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات ، لذلك فهو رائع لتعزيز جهاز المناعة ، ليس فقط عند تناوله ، ولكن أيضًا عند وضعه موضعياً على الجلد. تساعد هذه الخصائص في الحفاظ على الجروح نظيفة وخالية من الالتهابات ، مما يجعلها مطهرًا طبيعيًا جيدًا.
تكوين العسل
يختلف تكوين العسل باختلاف الأزهار التي تتغذى عليها انواع النحل المختلف، ومن هنا تسمياتهايظهر العسل بأسماء مختلفة (زهرة ، جبل ، عسل الغابة ، إلخ). وبالتالي ، هناك نوعان من العسل: العسل أحادي الأزهار ، من نوع واحد من الأزها،او عسل عديد الأزهار اي مختلط،كزهرة البرسيم وزهرة عباد الشمس.بشكل عام يتكون العسل من:
- السكريات (75-80٪) مع الجلوكوز والفركتوز بشكل أساسي
- الماء (15-20٪)
- مغذيات (معادن ، إنزيمات ، فيتامين ب ، بروتينات ، أحماض أمينية ، إلخ).
اشهر انواع العسل
وفقًا للنباتات التي يتم تربيتها ، وبالتالي وفقًا للبيئة البيئية التي يوجد بها النحل ، هناك أنواع مختلفة من العسل تختلف تركيبتها وبالتالي تختلف خصائصها ؛ وهنا بعض الأمثلة:
- الأكاسيا : من أشهر انواع العسل ، فهو نقي وشبه شفاف وله انعكاس ذهبي. يعتبر منظم أمعاء موصى به للأطفال الصغار. مع نكهته اللطيفة ورائحته الحلوة ، فإنه يستخدم بشكل خاص في الطهي ، وذلك بفضل محتواه العالي من الفركتوز.
- عسل الكستناء: يستخدم بشكل معقول ولكن غالبًا في “عسل الغابة” ، والذي يأتي من عدة أشجار ، فهو عامل شفاء جيد جدًا ، وغني بالعناصر النزرة وله تأثير مفيد على الدورة الدموية.
- عسل بذور اللفت: هذا العسل شبه الصلب ، أصفر شاحب ، يتبلور بسرعة (حوالي شهر بعد الحصاد). مهدئ للجهاز العصبي ويعيد التوازن إليه ، وينصح به في حالة الإصابة بالحموضة المعوية.
- اللافندر:يستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي ولسعات الحشرات وللتئام الجروح أو الحروق المصابة. كما أنه مريح للغاية ، ويعزز النوم ويخفف من حدة التهيج.
- عسل الهندباء: هذا العسل الأصفر اللامع ذو الطعم المعتدل يحظى بشعبية خاصة ،حيث يعتبر مدرّاً للبول ومفيداً للكبد وخفيفاً على الاطفال.
- الشفاء:يعتبر عسل الشفاء واحداً من اجود انواع العسل حيث انه عسل طبيعي 100% يتميز بالنقاوة والصفاء وبلونه الداكن الرائع .كما يتميز بانخفاض نسبة السكريات فيه.
- عسل التنوب: عسل يصنع من زهور التنوب له خصائص مطهرة ومضادة لفقر الدم ومدر للبول ، ويوصى به في علاج الربو أو نزلات البرد.
- عسل الحنطة السوداء:هو نوع خاص من العسل ذا طعم اقل حلاوة عن انواع العسل الأخرى. يقوم النحل بتصنيعه عادة من رحيق زهور الحنطة السوداء، وهي زهور صغيرة جدًا بطبيعتها، مما يجعل النحل يبذل جهدًا مضاعفًا للحصول على الكمية الكافية من الرحيق لصناعة هذا العسل.
- عسل الزعتر : مطهر عام موصى به في الأمراض المعدية سواء الجهاز التنفسي أو الهضمي. كما أن له تأثيرًا موحّدًا ملحوظًا جدًا في حالة البرد أو الأنفلونزا.
- المانوكا:هو عسل نادر داكن اللون ذو نكهة خاصة ،يعد من اغلى انواع العسل .يتم انتاجه في نيوزيلندا و أستراليا ،و يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ، و يتكون بواسطة النحل الأوربي من نوع نحل العسل الغربي الذي يتغذى على زهور شجرة الشاي.
لكن هذا ليس كل شيء هناك العديد من انواع العسل مثل عسل الزعرور ، النبق ،البلوط ، الأوكالبتوس ، التوت ، شجرة البرتقال ، إكليل الجبل ، عباد الشمس ، البرسيم .
تربية النحل لإنتاج العسل
لأهمية العسل وخصائصه العلاجية المثيرة،انتشرت مهنة المناحل في جميع انحاء العالم،حيث يأخذ الشخص مجموعة من نحل العسل ليقوم بتربيتها في مساحة خاصة تسمى منحل ،وتكون عادة قريبة من مناطع زراعية ،او يوفر مربي النحل زهوراً خاصة لتغذية النحل من خلالها واستخدامها في عملية انتاج العسل.
قد يفيدك: اشهر اماكن بيع عسل النحل الطبيعي في السعودية
بعد انتهاء النحل من عملية انتاج وتصنيع العسل ،في الخلايا ،يقوم مربي النحل بتدخين الخلية لإبعاد النحل ،ثم يُستخرج العسل ويخزن في درجة حرارة الغرفة في برطمانات مغلقة بإحكام. تحتاج 8 نحلات لإنتاج ملعقة صغيرة من العسل في يوم واحد.في المتوسط ، يبلغ الإنتاج السنوي لخلية من حوالي 30.000 نحلة من 20 إلى 30 كجم من العسل.لحسن الحظ ، ينتج النحل عسلًا أكثر مما يحتاجه بالفعل. لذلك يحرص النحالون على ترك مخزون كافٍ لهم لإطعامهم والشتاء.
استخدام العسل في علاج الأمراض
يُستخدم العسل تقليديًا منذ زمن طويل لعلاج الأمراض المعدية.بسبب الخصائص المدهشة للعسل، أصبح العسل مستدامًا كعامل علاجي حسن السمعة وفعال لممارسي الطب التقليدي ولعامة الناس. تم تأكيد دوره المفيد بسبب أنشطته المضادة للميكروبات والفيروسات والالتهابات ومضادات الأكسدة بالإضافة إلى تعزيز جهاز المناعة.يمكن استخدام العسل لعلاج حالات الإسهال وقرحة المعدة والتهاب الجلد الناجم عن الكلاب ومرضى السكر والأورام والتهاب المفاصل ، ويمكن أيضًا استخدام العسل لتطهير الجلد والتئام الجروح.كما تشير الدراسات إلى أن العسل ربما يفيد عند استعماله كمضاد للاكتئاب، ومضاد للاختلاج ومضاد للقلق.
العسل في القرأن والسنة
ذكر العسل والنحل في القران الكريم حيث ذكر العسل في سورة محمد، في سياق بعض ما يتنعم به أهل الجنة “مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ”، وفي سورة النحل كغذاء طبيعي فيه شفاء يخرج من بطون حشرة ،حيث فيها اعجاز على قدرة الخالق سبحانه، قال الله تعالى:”يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
وفي السنة النبوية روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه، فقال له صلى الله عليه وسلم: ( اسقه عسلاً ) فسقاه عسلاً . ثم جاء فقال يا رسول الله سقيته عسلاً فما زاده إلا استطلاقاَ . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صدق الله وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلاً ) فذهب الرجل فسقاه عسلاً فبريء .
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ” الشفاء في ثلاثة : شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار وأنهى أمتي عن الكي ” رواه البخاري .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” عليكم بالشفائين العسل والقرآن ” رواه ابن ماجه في سننه وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان.
الجرعة المناسبة لتناول العسل
بالرغم من فوائده وخصائصه العلاجية المذهله ،إلا ان الإفراط في الشيئ قد يؤدي الى نتائج عكسية غير مرغوبة ،فالعسل مثله مثل معظم الحلويات يحتوي على المزيد من السكريات،لذالك لا ينبغي علينا ان نتاوله بشكل مفرط للحفاظ على صحتنا.كما ان هناك بعض الأنواع من العسل يحذر بشدة تناول العسل اكثر من الحد الموصي به ،مثل العسل الجبلي،وعسل الهمالايا.
نوصي بتناول العسل بطريقة واعية ومسؤولة عن جسمك. مثل أي طعام ، فإن الإفراط في تناول العسل له عواقبه ، خاصة في مجتمع يسيء إلى استهلاك السكر. التوصية بالنسبة للشخص السليم ، الذي لا يعاني من مشاكل الوزن ، هو تناول ملعقة صغيرة واحدة كحد أقصى من العسل يوميًا. هذا ما يقرب من 10 إلى 12 جرامًا من العسل.بالرغم من ذلك فأن كل شيء سيعتمد على نوع النظام الغذائي لكل شخص وكمية السكريات التي يتم تناولها يوميًا.
خاتمة بحث عن العسل
من خلال موضعنا هذا البحث عن العسل ،علمنا مدى اهمية وجود العسل في حياتنا،بالإضافة الى اهمية النحل ايضاً في تلقيح النباتات والأشجار.فالعسل مفيد جداً لصحتنا ،لذلك نوصي بتناوله بشكل مناسب يومياً للحفاظ على صحتنا،كما يعد العسل معجزة من الخالق وفرها للإنسان حيث قال في كتابه فيه شفاء ،ويدل على قدرته عز وجل حيث يخرج هذا الغذاء الشافي من بطون حشرة النحل الصغيرة. فالعسل عبارة عن سائل حلو يصنعه النحل باستخدام رحيق النباتات الزهرية. ويوجد حوالي 320 نوعًا مختلفًا من العسل، بحيث تتفاوت في اللون والرائحة والنكهة.
No Comment! Be the first one.