تعتبر شخصية الإسكندر الأكبر المقدوني من بين الشخصيات البارزة في تاريخنا القديم، إذ استطاع تحقيق ثروة كبيرة. نجح الإسكندر المقدوني في تدمير الإمبراطورية الفارسية التي كانت تحكم مصر، وألحق بشعبها الكثير من المآسي والمعاناة. وقد شعر المصريون بالتعاطف تجاهه عندما حاول استيلاء مصر.كما أحضر لهم حضارة جديدة من الثقافة والفن والعلوم. كما أنشأ مدينة جديدة على ساحل البحر المتوسط، سماها باسمه، وهي مدينة الإسكندرية التي صارت عاصمة للحضارة الهيلينية في مصر والشرق. وإنه بلا شك شخصية ملهمة تستحق الاطلاع عليها.
مقدمة بحث عن الاسكندر الأكبر
يُعتبر الإسكندر الأكبر، ملك مقدونيا، الذي قاد حملة عسكرية ضخمة وغزو للإمبراطورية الفارسية، وهو أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ. وُلد الإسكندر الأكبر في مدينة بيلا، التي كانت عاصمة مقدونيا القديمة، وأكد ذلك المؤرخون. كان والده فيليب الثاني، ملك مقدونيا، ووالدته أوليمبياس، أميرة إبيروس. تلقى الإسكندر تعليمه من أرسطو، الذي كان معلمه وأستاذه في البلاغة والخطابة والأداب، وشجعه وحثه على الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة. في صيف عام 336 قبل الميلاد، اغتيل والده، وتولى الإسكندر العرش بعد وفاته. وواجه الإسكندر تحديات كثيرة في بلاده من المتمردين والتهديدات الخارجية، وقام بإعدامهم جميعًا واستعادة السيطرة على مقدونيا.
تمكن الإسكندر الأكبر من تحقيق إنتصارات كبيرة أدت إلى تدمير إمبراطورية فارس المستبدة والتي تسببت في معاناة المصريين لفترة طويلة.حيث تعرض الشعب المصري لظلم وتعسف من الفرس، حيث انتهجوا سلوكًا مشينًا وقاموا بتخريب البلاد. ومع ذلك، استطاع الإسكندر الأكبر هزيمتهم وتحقيق النصر الكامل عليهم، مما أتاح له دخول مصر دون مواجهة أي مقاومة من أهلها. وكان الشعب المصري يشجع ويدعم الإسكندر الأكبر في دخوله لمصر، لأنهم أرادوا التخلص من الاحتلال الفارسي المستبد الذي أفسد ودمر كل ثروات البلاد، سواءً كانت في الأراضي الزراعية أو الثقافية.
الإسكندر الأكبر يقضى على الإمبراطورية الفارسية
في عام 355 قبل الميلاد، قاد الإسكندر الأكبر حملة ناجحة ضد الفارسيين، والتي كانت قد تم التخطيط لها من قبل والده. اجتاح الفارسيين عبر نهر الدانوب، وخلال عودته سحق الجيش الإيراني في أسبوع واحد وتوجه سريعًا إلى طيبة، التي كانت في حالة ثورة. استولى عليها بالقوة ودمرها، واحتفظ فقط بالمعابد وبيت الشاعر اليوناني بيندار، وباع السكان الباقيين البالغ عددهم حوالي 8000 شخص كعبيد. بسبب قوته وانتصاراته، أصبحت الولايات اليونانية الأخرى تحت سيطرته.
في الخريف نفسه لعام 333 قبل الميلاد، بدأ الإسكندر الحملة ضد فارس، وعبر نهر هيليسبونت بجيش مكون من 25000 فرقة مقدونية برفقة قادة الجيوش البوذية، والمقدونيين الآخرين، وإنتاجوناس وبطليموس وسلوقوس. هاجم جيشًا مكونًا من 40000 رجل في نهر جرانيسوس وحقق النصر عليه، مما أدى إلى انسحابهم وتكبدهم خسائر بلغت 110 رجلاً فقط، بينما خسر الإسكندر 11 رجلاً فقط. بعد هذه الحرب، سيطر الإسكندر على جميع ولايات آسيا الصغرى.
أثناء عبوره لبريجا، قيل أنه قطع عقدة داريوس الثالث في معركة إيسوس شمال سوريا. حجم جيشه غير معروف بالضبط، ولكن يقال إنه كان مكونًا من 500000 رجل، وهذا يعتبر مبالغة كبيرة بحسب بعض المؤرخين. انتهت تلك الحرب بنصر عظيم للإسكندر، حيث فر هاربًا الإمبراطور داريوس وترك أمه وزوجته وأطفاله للإسكندر الذي عاملهم بكل احترام بسبب سببهم الملكي. استقبله أهل ميناء طيرة كما هو معتاد، ولكن بعد حصار دام 7 أشهر، استسلم الميناء للإسكندر في عام 332 قبل الميلاد. واستمر الإسكندر في غزوه، حيث اجتاح غزة وعبر إلى مصر، حيث استقبل كمخلص ومعاون ومنقذ للمصريين. وفي عام ٣٣٣ ق.م. دخل مصر دون مقاومة، بعد أن استسلم له حاكمها الفارسي (مازاكيس). وفي مصر، توج نفسه فرعوناً من طرف كهنة آمون في معبده بواحة سيوة، وأسس مدينة الإسكندرية على ساحل المتوسط.التي أصبحت فيما بعد مركزًا ثقافيًا وعلميًا وتجاريًا للعالم اليوناني.
نبذة عن صفات الاسكندر
يعتبر الإسكندر الأكبر قائدًا عظيمًا، وكان لديه قدرة كبيرة في التخطيط والقيادة. نجح في غزو العديد من البلدان في وقت قصير. كان شجاعًا وكريمًا، ولكن في بعض الأحيان كان قاسيًا ولا يعرف الرحمة. كان معروفًا بتفضيله لشرب الخمور وأصبح سكيرًا، وحدثت حادثة قتل صديقه كليتوس في نوبة غضب، وندم كثيرًا على ذلك.
الإغريق فى مصر قبل قدوم الإسكندر الأكبر
عاش الإغريق في مصر قبل وصول الإسكندر الأكبر بزمن طويل. منذ القرن السابع قبل الميلاد، بدأ الإغريق يتوجهون إلى مصر بشكل جماعي. في بداية الأمر، جاءوا كجنود مرتزقة وتجار، وتحولوا فيما بعد إلى سياح، كما يروي هيرودوت. لعب الإغريق دورًا هامًا في حياة مصر، حيث كانوا مستشارين للملوك الوطنيين وقادة للجيش بعد الفترة الثانية للاحتلال الفارسي لمصر.
بعد استقرارهم في المدن الجديدة مثل الإسكندرية وبطلمية، أو في الريف بمنطقة الفيوم، شكلت هذه الاتصالات بين الإغريق والمصريين مجتمعًا متنوعًا ومختلفًا في المظهر. في المدن، أصبحت طبقة العمال المصريين الفقيرة سكانًا في منطقة البحر المتوسط وتعاملوا كتجار وعوام. أما في الريف، فقد امتزج المستعمرون الإغريق بالعادات المصرية وعبدوا آلهة المصريين ودمجوها مع آلهتهم الخاصة في معابدهم.
تميزت هرمويوليس كمثال بارز للفن اليوناني المصري، وأصبحت اللغة اليونانية اللغة الرسمية في مصر حتى عهد الإمبراطورية الرومانية.كما تم إنشاء مسارح وملاعب رياضية وحمامات ومعابد يونانية جانب المعابد المصرية.
الاسكندر الأكبر هو المحرر الكبير
تحت قيادة الإسكندر الأكبر، قاد الزعماء المقدونيين والمدن اليونانية غزو الإمبراطورية الفارسية، بالإضافة إلى غزوه للأناضول وسوريا وفينيقيا.كما دخل الإسكندر مصر دون مواجهة أي مقاومة، نظرًا لأنها لم تكن سعيدة بالاحتلال الفارسي الأخير الذي استولى عليها.أثناء زيارته لواحة سيوة، أعلن الإسكندر نفسه ابنًا مختارًا للإله آمون. وعند عودته، أسس مدينة الإسكندرية التي أصبحت ميناءًا على البحر الأبيض المتوسط ومقرًا للمملكة المصرية في تلك الفترة.عمومًا، استمر حكم الإسكندر في مصر بوصفه امتدادًا للحكم الفارسي السابق في الداخل. وعمل الإسكندر القائد المقدوني البارع على تثبيت الحكام العسكريين والقوات العسكرية، وترك إدارة الشؤون المدنية للمقاطعات المصرية تحت إشراف كليمون النقراطيسي، وهو يوناني يشغل منصب الإشراف في مصر.
مدينة الاسكندرية
قاد الإسكندر الأكبر حملات عسكرية ناجحة على مدى سنوات عديدة، حيث استولى على العديد من البلدان وحقق الانتصارات.اسس مدينة الإسكندرية في مصر وتعتبر واحدة من أهم المدن التاريخية.كما قد أطلق على العديد من المدن اسم “الإسكندرية”، تقريبًا ٤٤ مدينة، وركز على تنميتها من حيث البنية التحتية وتوفير المياه النقية. قام بتأسيس مجتمع متنوع في تلك المدن، بما في ذلك العمال والشباب والتجار والمتعلمين. انتشرت الثقافة اليونانية واللغة اليونانية في تلك المدن، مما أدى إلى انتشار الحضارة اليونانية وزيادة تأثيرها، والتحضير للحضارة الهيلينية والتأثير الروماني.
وفاته
توجه الإسكندر لغزو الشرق وتوفي في بابل عام ٣٢٣ قبل الميلاد،قيل انه تعرض للحمى. تم اعتباره بطلاً يونانيًا ورجلًا دينيًا تقيًا ومحبوبًا وابنًا لآمون الإله. ووفقًا للأسطورة الدينية الملكية، اكتسب الإسكندر خصائص وسمات الفراعنة من خلال تأثيره على المصريين، وتم تجديد العديد من المعالم والأثار الفنية التي تعود له في معبد الأقصر الذي تم ترميمه خلال حكمه.وتم بناء قدس الأقداس الأخير في معبد الكرنك باسم ابنه فيليب أريدي.
فيما بعد، نُقلت جثة الإسكندر الأكبر من بابل إلى منف، ثم دُفن في الإسكندرية تحت إشراف بطلميوس الأول، أحد القادة البارزين في جيوشه ومؤسس الأسرة السكندرية. وقد كان بطلميوس الأكثر كفاءة بين قادته، وأقام عاصمته في الإسكندرية. تولى بطلميوس مهمة الاستيلاء على جثة الإسكندر ودفنها هناك بكرامة تليق بإمبراطور.
بطلميوس ملكا على مصر بعد الأسكندر
خلال فترة تقسيم إمبراطورية الإسكندر الأكبر، أصبح القائد المقدوني بطلميوس بن لاجوس حاكمًا لمصر، وكان يلقبه المصريون بـ “الفرعون البطلمي”. تم تولي هذا المنصب بعد وفاة الحاكم الأعلى الأسكندر إيجوس في عام 309 قبل الميلاد. حملت سلالة بطلميوس اسم بطلميوس لأربعة عشر ملكًا على عرش الإسكندرية، واستمر حكم هذه السلالة (البطلمية أو اللاجيدية) لأكثر من ثلاثة قرون بين عامي 323 – 30 قبل الميلاد. تنتمي هذه السلالة إلى التاريخ السياسي والثقافي للعالم اليوناني والمصري القديم في نفس الوقت، وبالتالي تتجلى بمظاهرين، الأول منهما هو المظهر الإسكندري والثاني هو المظهر الفرعوني.
كان البطالمة يتبعون عادة الزواج من أقاربهم من الجانب الأبوي، وكانت تتسم علاقاتهم العائلية بالود والترحاب. كما اعتمدوا على صفات تميز علاقاتهم العائلية، وقد سموا أنفسهم بألقاب تعكس الفضائل والمميزات التي كانت تعززها الأخلاق اليونانية في ذلك الوقت على الحكم المثالي. ومن أمثلة هذه الألقاب فيلادلفوس (محب الإخوة)، وفيلوباتور (محب الآباء)، وفيلوميتور (محب الأمهات)، وسوتير (المنقذ)، وإفرجيت (المحسن)، وإيفان (المنزل)، وإيوخاريستوس (المنعم عليه بالعفو الإلهي). عند ترجمة هذه الألقاب إلى اللغة المصرية، استخدمت في العديد من الألقاب المصرية الأخرى، وتمت مزجها مع آلهة مصر مثل رع وآمون وبتاح وإيزيس وأبيس العجل. لعبت الأسرة البطلمية العديد من الأدوار السياسية الهامة، بدءًا من أرسينوي الثاني الذي كان قرينًا لبطلميوس الثاني المقدس، وحتى الفراعنة الأخيرة مثل كليوباترا السابعة.
No Comment! Be the first one.