عرف فانوس رمضان منذ العصر الفاطمي بمصر ،وارتبط ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان وصار رمزاً للأحتفال والتعبير بالفرحة عند المسلمين لقدوم شهر الصوم.فنرى سعادة الكبار قبل الصغار عند شراء الفوانيس وتعليقها في الشارع أو المنزل .تطورت صناعة الفانوس منذ تاريخها ،واتخذ أشكال عديدة فأظهر فنً يتميز به كل عصر عن قبله ،وكل مهنة عن غيرها.وصارت لصناعته مهنة مستقلة يتوارثها جيل بعد جيل .ولم تتوقف على طريقة معينة ،بل استطاع العاملون بجميع المهن الحرفية من اظهار فنهم من خلال صناعة فوانيس رمضان ،كالحداد والنجار والقماش والقفاص .كما أن الأطفال لديها طريقتها الخاصة لإظهار فرحتهم في صناعة الفوانيس الورقية بأبسط الأدوات.
تاريخ صناعة فانوس رمضان
عرف فانوس رمضان فى العصر الفاطمي ،حيث أمر أحد الخلفاء الفاطميين كل شيوخ المساجد بتعليق مصابيح لإضاءة الشوارع وتزيننها في شهر رمضان .وقيل أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الناس يخرجون معه ليضيؤوا له الطريق،بمصابيح مضيئة تشبه الفانوس .وكان الفانوس وقتها عبارة عن مصباح من الصفيح أو الزجاج به شمعة أو فتيلة للإضاءة،ثم أخذ في التطوير ليتم تميزه خصيصاً للشهر الكريم فأدخلو فيه الزخرفة الإسلامية ،وشكلوه بألوان زاهية.ومن هنا صار الفانوس رمزا للفرحة في مصر ،وتقليدا محببا في شهر رمضان.
ورش صناعة الفوانيس
ظاهرة تعليق الفوانيس ظاهرة موسمية في شهر رمضان ، ولكن صناعتها مستمرة طوال العام ،عن طريق ورش مختصة ،أو عائلات توارثت هذه الصناعة جيلا ًبعد جيل .وكانت صناعة الفوانيس تتم يدوياً وتستخدم فيها المخلفات الزجاجية والمعدنية، والأمر يحتاج إلى مهارة خاصة ويستغرق وقتا طويلا.حيث يتفنن في صناعتها ابتكار الكثير من الأشكال والنماذج المختلفة.ويتم تخزين الفوانيس التى تم صناعتها على طوال العام، لعرضها للبيع في مطلع شهر شعبان ،لتعليقها في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة.وتعد مدينة القاهرة المصرية من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة.وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر،والغورية،ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس.
فانوس الأطفال
اشتهرت الصين في صناعة هذا النوع من الفوانيس ،وبيعها في رمضان .حيث أخذت صناعة فانوس رمضان في الصين اشكالاً مختلفة عن الفانوس المعتاد .فظهر الفانوس الكهربائى الذي يعتمد في إضائته على البطارية واللمبة ،وفوانيس الأطفال التي تتخذ شكل شخصيات كرتونية أو شخصيات شهيرة،الذي يتحرك ويغني أغاني رمضان الشهيرة (وحوي يا وحوي ).لاقت هذه الفوانيس اقبالاً كبيراً غزت السوق الإسلامي من قِبل الأطفال في شهر رمضان،حيث تتميز بأنها أرخص ثمناً من الفانوس الصاج التقليدي ،وأكثر تفاعلاً منه مع الأطفال.
فانوس رمضان من الورق
اتخذ الفانوس جانباً من الصناعة البسيطة ،حيث أن كثيراً من الناس يسعدون بصناعة زينة رمضان بأنفسهم.سواء كانو فقراء لا يملكون تكلفة شراء فانوس رمضان،فإستخدمو الورق والصمغ كأبسط المواد المتوافرة في صناعته، تعبيراً بفرحتهم ولإسعاد اطفالهم بقدوم شهر رمضان الكريم.أو ليسو فقراء لكن يجدون في ذالك فناً فأرادو اظهاره.وهذ الفوانيس الورقيه قد تكون ليست مشابهة للفوانيس التقليدية ،والبعض قد يكون مشابهاً بدقة ،لكن في كلتا الأحوال تظهر الفوانيس الورقية البساطة والجانب الفني والمتواضع لدى المسلمين.
الفانوس الصاج
يعتبر هذا النوع تحفة فنية يربط التاريخ بالحاضر،فهو من أشهر وأقدم الفوانيس التي عرفت.يحتاج لصناعتها خبرة واحترافية ،لذا صارت صناعة فوانيس الصاج مهنة مستقلة ،تتوارث فيها العائلات جيلاً بعد جيل.حيث يتم صناعتها يدوياً من المعدن سواء كان نحاساً أو صاج أو صفيح،ويكون منقوش عليه بعض الرموز والأشكال .قد يصل حجم الفانوس الصاج الى أكبر ما يمكن ،أو الى اصغر ما يمكن حسب الطلب.وبرغم من ثمنه المرتفع ،إلا ان الإقبال على شرائه كبير جداً لشكله المميز عن غيره.
فوانيس رمضان من القماش
تسمى فوانيس الخيامية ،حيث يتم صنعه من قماش مخصص لزينة رمضان يسمى قماش الخيامية.الذي يستخدم كمفارش للموائد والسفرة الرمضانية ،ويكون به الكثير من الأشكال والرموز الرمضانية مثل الهلال وكلمات وتهاني مثل “رمضان كريم ،كل عام وانتم بخير”.يتم تصنيع هيكل الفانوس من المعدن أو الخشب ثم يتم تغليفه بقماش الخيامية ويوضع بداخله مصدر اضاءة فيعطي شكلاً رائعاً عند تعليقه .يمكن تصنيعه يدوياً أو شرائه من المحلات التجارية بأحجام مختلفة ،وبأسعار رخيصة .يعد شارع الخيامية في مصر ،من أشهر المناطق لصناعة هذه الأنواع من الفوانيس بجانب الفانوس الصاج. تعلق هذه الفوانيس بكثرة داخل المنازل والمكاتب والشركات،بينما يقل تعلق هذه الفوانيس في الشوارع،مقارنة بمثيلاتها،ويرجع ذالك لوزنها الخفيف جداً الذي لا يتناسب مع الهواء الطلق.
فانوس من الزجاج
الفانوس الزجاجي هو الأصل ،حيث في البداية منذ أن نشأت فكرة الفانوس ،كان عبارة عن كوب زجاجي وبداخله شمعة وبه حامل يمسك به.حتى شهدت صناعة فوانيس رمضان تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، ودمج الزجاج بألوانه وأحجامه المختلفة مع الصفيح،وتم نقش بعض الرموز عليه لتزينه.وهذا النوع من الفوانيس المميزة الذي يربط بين الفن والتاريخ والصناعة ،يتم تصنيعها بأحجام مختلفة منها الكبير جداً ليتم تعليقها في الشوارع ،ومنها الوسط لتعليقها في المنازل والمرافق ،ومنها الصغير جداً وغالباً يكون للإطفال لحملها ،إحتفالاً بشهر رمضان.
فانوس من الخشب
- هيكل فانوس خشبي: أخذت مهنة النجارة مكاناً بمشاركتها في صناعة فوانيس رمضان .حيث يصنعون هيكل الفانوس من الخشب الموسكي،بشكله التقليدي،أو بإضافة بعض اللمسات الخاصة الفنية .ثم يتم تغليفه بالقماش الخيامية ،أو بالأكياس الملونة البريقة ،واضافة مصدر الضوء (اللمبة ) كالعادة ،ويتم تعليقه في الشارع وسط الزينة الرمضانية.
- فانوس خشبي كامل: هو فانوس مشابه للفانوس الصاج لكن بحجم صغير،يكون مصنوعا بالكامل من الخشب الرقيق.حيث يتم قطع احجام مختلفة من الخشب بالأركت أو الليزر ،المحفور عليها رسومات وزخرفة مميزة .ثم يتم تجميعها معاً ،ووضع بداخله مصدر اضاءة صغير ببطارية تضيئ عند اهتزازها.انتشر هذا الشكل من الفوانيس في عامي 2020و2021.
فانوس من العصي
هذا النوع من الفوانيس ينتشر صناعته بكثرة فى القرى الريفية ،التي تنتشر فيها مهنة القفاصة .كعادة متواضعة تعبر عن الفرحة بقدوم شهر رمضان الكريم بأقل الإمكانيات المتوفرة.حيث يصنعون الفانوس بعصي النخيل ،ثم يضعون فيه مصدر اضاءة ،ثم يتم تغليفه بأكياس ملونه أصفر ،أحمر ،أخضر ،أزرق ..
فوانيس صغيرة (فانوس الميدالية)
هي فوانيس بلاستيكية أو خشبية أو معدنية صغيرة بحجم قبضة اليد ، تعرف عادة بالفانوس الميدالية .ويتم تعليقها بجانب المفاتيح أو في السيارة أو الإحتفاظ بها كذكرى رمضانية،وقد تكون هذه الفوانيس الصغيرة مضيئة في بعض الأنواع.
No Comment! Be the first one.