الأحجار الكريمة هي مواد طبيعية أو اصطناعية تتميز بالجمال والندرة والمتانة. تستخدم الأحجار الكريمة في صناعة المجوهرات والزينة، ولها أيضاً قيمة ثقافية ودينية وتاريخية. لإظهار جمال الأحجار الكريمة، يتم قطعها بطرق مختلفة تعتمد على خصائص كل حجر.
طريقة قطع الاحجار الكريمة
القطع الدائري
القطع الدائري هو طريقة قطع الأحجار الكريمة بشكل دائري من الخلف، كما في [الصورة السابقة]. يستخدم هذا القطع في بعض الأحيان لتحسين مظهر الحجر، لكنه غالباً ما يستخدم بغرض الحصول من الحجر على أكبر وزن ممكن.
القطع المتعدد الأوجه
القطع المتعدد الأوجه هو طريقة قطع الأحجار الكريمة بشكل ينتج عنه عدد من الأسطح المسطحة المتناسقة والمتماثلة، والتي تسمى أوجه. يستخدم هذا القطع عالمياً في قطع الماس بصفة خاصة وباقي الأحجار الكريمة بصفة عامة. في حين أن أشهر طرز القطع المتعدد الأوجه هو البريليانت، وفيه تكون قمة الحجر مسطحة وتسمى المائدة، وتكون جوانب الحجر مائلة أو منحدرة للخارج في اتجاه القسم العريض من الحجر والذي يسمى الطوق، وأسفل الطوق تتحدر الأجناب إلى الداخل بزاوية أوسع قليلاً إلى سطح أصغر يسمى culet. تتميز الأحجار المقطوعة بطرز البريليانت بوجود 33 وجه جانبي عند التاج أو الحافة فوق الطوق، و 24 وجهاً بجانب culet في القسم القاعدي من الحجر.
طرق قطع أخرى
إضافة إلى طريقة قطع البريليانت الدائرية، تقطع الأحجار بشكل مثلث أو مستطيل أو ماسي أو مستدير أو بيضاوي أو قلبي أو ماركيز أو بير أو كوشن أو راديانت أو أسير أو تريليان. إن اختيار طريقة القطع يتحدد بشكل كبير من خلال الشكل الأصلي للحجر ومستوى الشفافية واللون والعيوب والتضمينات. فالزمرد والياقوت والصفير تقطع غالباً بشكل مربع أو مستطيل مع وجود مائدة كبيرة تحيط بها عدد صغير نسبياً من الأوجه الإضافية. وتستعمل طريقة القطع الزمردي باستمرار لقطع الماس، وهي تشبه طريقة البريليانت ولكنها تتميز بوجه مربع أو مستطيل كبير عند القمة، ويبلغ مجموع الأوجه 58 وجهاً، ويمكن أيضاً إضافة 8 أوجه إضافية.
المواد والآلات المستخدمة في قطع الأحجار الكريمة
يقوم قاطعو الأحجار الكريمة بقطع أغلب الأحجار الكريمة بطحن المادة المكونة منها الحجر حتى نصل إلى الشكل المرغوب. وعند قطع وتلميع الأحجار الكريمة يجب على قاطعي الأحجار استخدام مادة للقطع أكثر صلابة من مادة الحجر ذاته. فمثلاً يتم قطع الصفير والياقوت باستخدام مسحوق الماس أو مسحوق الكربوراندم، ذلك أن كلا من المسحوقين أكثر صلابة من الصفير والياقوت.
كما يقوم قاطعو الأحجار بقطع الأحجار الشفافة مستخدمين طراز متعدد الأوجه، ويستخدمون معامل الانكسار في تحديد الزاوية المناسبة بين مجموعة الأوجه العلوية والأوجه القاعدية. وإذا كان الحجر مناسبًا للقطع، فإن كل الضوء الذي يدخل إلى الحجر عبر مجموعة الأوجه العلوية ينعكس مرتدًا من الأوجه القاعدية معطيًا الحجر أقصى درجة من اللمعان.
الآلات والأدوات المستخدمة في قطع الأحجار الكريمة تتضمن:
- عجلات أو أقراص الصنفرة: وهي مغطاة بمادة مسننة أو مسحوق معدني صلب تستخدم لإزالة الأجزاء الزائدة وتشكيل الأوجه أو الكابوشون. وفي حالة المعادن الأقل صلابة من الكوارتز، تستخدم عجلات من الحجر الرملي الطبيعي، وفي حالة المعادن الأكثر صلابة، تستخدم عجلات من الكربوراندم أو الماس.
- قطعة خشبية تسمى دوب: وهي تثبت الحجر على قاعدة متحركة تسمح بتغيير زاوية القطع. وتختوب هذه القطعة في ثقوب تعمل على إراحة وتثبيت الحجر دون ضرر. ومن خلال تغيير مكان القطعة من ثقب لآخر، يمكن لقاطع الأحجار التحكم في عدد وزاوية قطع الأوجه.
- عجلة من الخشب أو من القماش: وهي مغطاة بمادة ناعمة تستخدم لتلميع وإضفاء اللمعان على الحجر.
أشكال وأنماط قطع الأحجار الكريمة
إن أشكال وأنماط قطع الأحجار الكريمة تتنوع حسب نوع وخصائص وغرض الحجر. وهناك أشكال مختلفة للأوجه مثل:
- البريليانت: وهو طراز مستدير يحتوي على 58 وجهًا، وهو عادة ما يستخدم مع الألماس لإظهار بريقه ونقائه.
- الماركيز: وهو طراز بيضاوي طويل يحتوي على 58 وجهًا، وهو يستخدم مع الأحجار الملونة لإظهار حجمها ولونها.
- الإميرالد: وهو طراز مستطيل يحتوي على 50 وجهًا، وهو يستخدم مع الزمرد لإظهار لونه الأخضر الزاهي.
- الباغيت: وهو طراز مستطيل ضيق يحتوي على 14 وجهًا، وهو يستخدم مع الأحجار الملونة كحجارة جانبية أو تزيينية.
- البرنسس: وهو طراز مربع يحتوي على 76 وجهًا، وهو يستخدم مع الألماس أو الأحجار الملونة لإظهار شكلها المتناسق.
- البير: وهو طراز شبيه بالقطرة يحتوي على 58 وجهًا، وهو يستخدم مع الأحجار الملونة لإظهار شكلها المميز.
كما هناك أشكال مختلفة للكابوشون مثل:
- الدائري: وهو شكل بسيط يستخدم مع الأحجار التي تظهر تأثيرات مثل التغيرات في درجات اللون أو التألق.
- البيضاوي: وهو شكل شائع يستخدم مع الأحجار التي تظهر نمطًا أو شرائطًا أو بقعًا.
- القطري: وهو شكل هندسي يستخدم مع الأحجار التي تظهر نجمة أو عين قطة.
قيمة الأحجار الكريمة
تحدد قيمة الحجر الكريم بعدد من العوامل تشمل اللمعان، اللون، الندرة، الصفاء، القساوة والصلابة، إضافة إلى المهارة التي قطع الحجر بها ودرجة لمعانه. إن أحجاراً مثل الماس، الزمرد، الياقوت تعتبر من أغلى الأحجار الكريمة في قيمتها النقدية. ففي أوقات الحروب والأزمات الاقتصادية ، يحول معظم الناس ثرواتهم إلى أحجار كريمة يمكن بيعها في أي مكان بسهولة، كما يسهل حملها ونقلها.
رمزية الأحجار الكريمة
الأحجار الكريمة لها رمزية خاصة في بعض الثقافات والديانات. فهناك أحجار كريمة تستخدم في الأشهر الميلادية وترمز إلى معانٍ متنوعة. كما يلي:
- العقيق الأحمر : يفضل ارتداؤه في شهر يناير ويرمز إلى “الوفاء”.
- الجمشت : يفضل ارتداؤه في شهر فبراير ويرمز إلى “الإخلاص”.
- الزبرجد: يفضل ارتداؤه في شهر أغسطس ويرمز إلى “السعادة الزوجية”.
- الزيركون: يفضل ارتداؤه في شهر ديسمبر ويرمز إلى “الازدهار”.
- الزمرد: يفضل ارتداؤه في شهر مايو ويرمز إلى “الحب والنجاح”.
- الياقوت: يفضل ارتداؤه في شهر يوليو ويرمز إلى “القناعة والرضا”.
- الصفير: يفضل ارتداؤه في شهر سبتمبر ويرمز إلى “التفكير الواضح”.
- القمر: يفضل ارتداؤه في شهر يونيو ويرمز إلى “الصحة وطول العمر”.
- التورمالين: يفضل ارتداؤه في شهر أكتوبر ويرمز إلى “الأمل”.
- التوباز: يفضل ارتداؤه في شهر نوفمبر ويرمز إلى “الإخلاص”.
الصفات البصرية للأحجار الكريمة
الأحجار الكريمة هي مواد طبيعية أو اصطناعية تستخدم في صناعة المجوهرات والزينة، ولها قيمة جمالية وثقافية وتاريخية. تعتمد صفات الأحجار الكريمة في المجوهرات على مجموعة واسعة من الصفات البصرية، التي تؤثر على مظهرها وبريقها ولونها.
درجة الانعكاس واللون
درجة الانعكاس هي نسبة الضوء المنعكس من سطح الحجر إلى الضوء المسقط عليه. كلما زادت درجة الانعكاس، كلما زاد تألق الحجر. الماس هو أكثر الأحجار انعكاساً للضوء، ولذلك يعتبر أكثرها تألقاً وبريقاً.
اللون هو خاصية أخرى تؤثر على جمال الأحجار الكريمة. يتغير لون بعض الأحجار باختلاف زاوية المشاهدة أو نوع الإضاءة. هذه الظاهرة تسمى التغير اللوني أو التبديل اللوني. مثال على ذلك حجر التنزانيت، الذي يظهر باللون الأزرق في ضوء النهار، وباللون البنفسجي في ضوء الصوديوم.
ظهور الألوان المشعة
بعض الأحجار تظهر ألوان مشعة عند تعرضها لضوء معين، مثل ضوء فوق بنفسجي أو ضوء شديد. هذه الظاهرة تسمى التألق أو التبرق. مثال على ذلك حجر الفلورسبار، الذي يشع باللون الأزرق أو الأخضر أو الأصفر أو الوردي عند تعرضه لضوء فوق بنفسجي.
ظهور التداخلات
بعض الأحجار تظهر تداخلاً للضوء داخلها بسبب وجود شقوق أو فقاعات أو بلورات أخرى داخل بنيتها. هذا يؤدي إلى إظهار منطقة لامعة من لون مختلف على سطح الحجر. هذه التداخلاـت تسمى بأسماء مختلفة حسب شكلها وطبيعتها.
- المسرحية اللونية (play of color): هي ظهور مناطق لونية لامعة تتغير مع حركة الحجر أو المشاهد. مثال على ذلك حجر الأوبال، الذي يعرض انعكاسات حليبية أو دخانية من داخل الحجر.
- الكوكبية (asterism): هي ظهور شكل نجمي على سطح الحجر بسبب وجود بلورات إبرية أو شعيرات داخل الحجر. مثال على ذلك حجر الصفير النجمي والياقوت النجمي، اللذان يظهران نجمة من ستة أشعة عند تعرضهما لضوء مباشر.
- المتغيرة البريق (chatoyancy): هي ظهور خط لامع على سطح الحجر بسبب وجود بلورات إبرية أو شعيرات داخل الحجر. مثال على ذلك حجر عين النمر وعين الهر، اللذان يظهران خطاً لامعاً يشبه عين الحيوان عند تحريكهما.
- الثنائية اللونية (dichroism): هي قابلية بعض الأحجار الكريمة لإظهار لونين مختلفين عند مشاهدتهما من اتجاهين مختلفين. مثال على ذلك حجر التورمالين، الذي يظهر باللون الأخضر من جانب وباللون الأحمر من جانب آخر.
درجة الشفافية
درجة الشفافية هي قدرة الحجر على نفاذية الضوء خلاله. تختلف درجة الشفافية من حجر إلى آخر، وتصنف إلى خمس فئات:
- الشفاف (transparent): هو الحجر الذي يسمح بمرور الضوء خلاله بدون تشتت أو تشويه. يمكن رؤية الموضوعات خلفه بوضوح. مثال على ذلك الماس والزمرد والزبرجد.
- الشبه شفاف (translucent): هو الحجر الذي يسمح بمرور بعض الضوء خلاله، لكن يتشتت أو يتشوه بسبب وجود تضمينات أو شقوق داخله. يمكن رؤية الموضوعات خلفه بغموض. مثال على ذلك حجر الأغات (agates) ولؤلؤ (pearls).
No Comment! Be the first one.