عندما نتحدث عن فضل من صلى الفجر عليك ان تتذكر جملة يقولها المؤذن فى أذان صلاة الفجر :فيقول الصلاة خير من النوم فيجب عليك أن تعرف لماذا صلاة الفجر خير من النوم ولماذا كانت صلاة الفجر أكبر منزلة عند الله من جميع الصلوات الخمس ،ففيها يترك المسلم لذة النوم والذهاب ليلاً فى الظلام لتلبية نداء الله له فى الصلاة ،فهل هذا الأمر يعد قليلاً عند الله سبحانه ؟…. فلهذا فضل الله ورسوله المسلم الذى يصلى الفجر بفضائل عديدة وبشره بالجنة والمنزلة الحسنة وعوض الظلام الذى كان يمشى فيه للصلاة بالنور التام يوم القيامة .
1- من صلى الفجر حفظه الله من كل سوء
يبلغنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ان من يصلى صلاة الفجر فهو فى امان الله وجوارة ويحزر كل من يتعرض له بأذى فلا ينبغي لأحد أَن يؤذيه بظلم، فمن ظلمه فإن الله يطالبه بذمّته:
روى مسلم في صحيحه من حديث جندب بن عبدالله: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم”.
وقوله: من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله؛ أي: في أمان الله، وفي جواره؛ أي: قد استجار بالله تعالى، والله تعالى قد أجاره، فلا ينبغي لأحد أن يتعرض له بضر أو أذى، فمن فعل ذلك فالله تعالى يطلبه بحقه، ومن يطلبه لم يجد مفرًّا ولا ملجأ، وهذا وعيد شديد لمن يتعرض للمصلين، وترغيب حضور صلاة الصبح.
2- الأجر والثواب العظيم
يعلو الرسول ثواب وأجر صلاة الفجر عند صلاتها جماعة بأن ثوابها كثواب من صلى الليل كله :
روى مسلم فى فضل صلاة الفجر من حديث عثمان بن عفان: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله” كما جمع الرسول صلاة العشاء والفجر معاً فى حديث اخر للتأكيد على منزلتهما فقال “أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا”.
ويروى أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق ومسكن سليمان بين السوق والمسجد النبوي فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها لم أر سليمان في الصبح فقالت إنه بات يصلي فغلبته عيناه فقال عمر لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة.
3-سبب لدخول الجنة والنجاة من النار
يبلغنا الرسول بأجر صلاة الفجر فى الأخرة ،ويبشرنا بأنه من صلى الفجر دخل الجنة وأكد ذالك فى حديث أخر بعدم مساس النار لمن صلى الفجر وفيه تأكيداً على دخول الجنة ،كما بشر من صلى الفجر برؤية الله عز وجل كرؤية القمر ليلة بدر :
روى مسلم في صحيحه من حديث عمارة بن رويبة قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها” يعني الفجر والعصر”. وروى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من صلى البردين دخل الجنة” وعن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- فى فضل صلاة الفجر قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: “إنكم سترون ربكم كما تَرَوْنَ هذا القمر، لا تُضَامُونَ في رؤيته، فإن استطعتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافْعَلُوا”.
4- النور التام يوم القيامة
يبشر الرسول المشائين لصلاة الفجر فى الظلام اى الليل بالنور التام يوم القيامة ، كأنه يقول انك تمانعت من الكسل واستيقظت من نومك ومشيت فى الظلام لنداء الله فى صلاة الفجر ،فسوف يجزيك الله خير الجزاء ويعوضك عن الظلام نورا:
روى ابن ماجه في سننه من حديث سهل بن سعد الساعدي: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة”. أما عن من يتكاسل عن صلاة الفجر ففي صحيح البخاري قصة رؤيا النبي – صلى الله عليه وسلم – الطويل، وجاء فيه: أنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – رأى رجلًا يثلغ رأسه بالحجر، فسأل عنه، فقيل له: “إنه الرجل الذي يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة”.
فضل صلاة الفجر في وقتها
- تجلب الرزق الواسع وتطرح البركة فيه،حيث يقول عليه الصلاة والسلام:”اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه”.
- تصفي النفوس وتطهر العقول.
- حصد الحسنات ومحو الذنوب.
- النوم في اطمئنان لأنها مختومة بالشهادة.فقد رُوِيَ عن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنه قال: “مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله”.
- شهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.
- دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.
- له أجر حجة وعمرة .
- تعد صلاة الفجر نوراً للعبد في دنياه فهي تأتي في ظلمات اليل،كما تعد النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة.
- تعد من أسباب النّجاة من النّار ومن عذاب الله وغضبه وعقابه.
موقف الملائكة عند صلاة الفجر
تشهد الملائكة صلاة الفجر ،واكد الله ذالك فى قوله “أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا“،حيث يجتمعون فى وقتها ملائكة الليل والنهار فتصعد ملائكة الليل وتترك المسلم يصلى وتثبت ملائكة النهار ،فما بالك ان ترفع الملائكة اعمالك وانت تصلى الفجر ،وان ترفع الملائكة اعمالك وانت نائم أو تشاهد التلفاز ،ولهذا يقول المؤذن عند اذان الفجر “الصلاة خير من النوم”حقاً انها خير من النوم بل الدنيا :
روى البخاري ومسلم فى فضل صلاة الفجر من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم و هم يصلون وأتيناهم وهم يصلون”.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر، وصلاة العصر، فيجتمعون في صلاة الفجر، فتصعد ملائكة الليل، ونثبت ملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر، فتصعد ملائكة النهار، وتثبت ملائكة الليل، فيسألهم ربهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهو يصلون، وتركناهم وهم يصلون، فاغفر لهم يوم الدين”.
موقف الشياطين عند صلاة الفجر
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان”.
روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود قال: ذكر للنبي – صلى الله عليه وسلم – رجل نام ليله حتى أصبح، قال: “ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه”.