نبذة عن الحصان العربي الأصيل
يعد الحصان العربي الأصيل من أقدم وأنبل وأجمل الخيول فى العالم وهو من السلالات الخفيفة التى تستخدم فى الركوب . ومن المعروف أن معظم سلالات الخيول فى العالم تحمل خاصية من خواص الحصان العربى ، وقد استطاع العرب المحافظة على أنساب الخيول وأصولها والمحافظة على نوعيتها ، وعدم اختلاطها مع أى دم غريب ، وكان محصلة ذلك أن تميز الحصان العربى برشاقته وألوانه الساحرة وتوازنه الطبيعى وسرعة البديهة والنبل والإخلاص لصاحبة واليقظة والتحفز الدائم وبجانب ذلك فله قدرة هائلة على تحمل المشاق والصعاب.
مواصفات الحصان العربي
- الرأس صغير وقصبة الأنف مقعرة قليلا مما يزيده جمالا .
- فتحتا الأنف واسعتان والعينان كبيرتان .
- العنق طويل يتناسق مع بقية أجزاء الجسم وبها تقوس وشموخ وقوة العضلات وانسدال الشعر الحريري الطويل عليه .
- الحارك مستدير وخالٍ من الدهن.
- ارتفاع الذيل ويرفع عموديا عند العدو أو التروت.
- الصدر عريض ليحقق مجالا لاستيعاب كمية من الهواء أثناء التنفس .
- القوائم قوية مستقيمة ورشيقة والعرقوب عريض كبير الحجم،وخالٍ من النتوءات والوظيف به استدارة وطول والأوتار نحيفة .
- اختلاف العمود الفقرى عن باقى الخيول فله 17 زوجا من الأضلاع و 5 فقرات قطنية ، 16 فقرة عصعصية بينما الخيول الأخرى لها 18 زوجا من الأضلاع و 6 فقرات قطنية و 18 فقرة عصعصية.
- القدرة الهائلة على الصبر وتحمل الجوع (عدم الشراهة) والعطش بشكل كبير والتأقلم مع حرارة الجو والاعتماد على النفس .
- وأهم صفاته الشخصية الذكاء وسرعة استجابته وانتباهه لما يحدث حوله والوفاء لصاحبه.
- من سماته الشجاعة فى الصيد والحرب.
- الحصان العربي ذات خصوبة عالية للذكر والأنثى.
- الخيل العربي يتميز بحبه للموسيقى.
ولأهمية الحصان العربى ومكانته العالمية ومن أجل الحفاظ على سلالته الفريدة تم تأسيس المنظمة العالمية الواهو (WAHO) للحصان العربى فى عام 1970.وهذه المنظمة العالمية هي المسئولة عن تسجيل الحصان العربى فى جميع الدول التى لديها هيئات تسجيل.هى المسئولة عن إصدار شهادات التصدير والنسب وتصنيف الدم لجميع الخيول المسجلة رسميا.
الحصان العربى المصرى
مر الحصان العربى المصرى بمراحل عديدة من التطور أهمها مرحلة الحروب الصليبية.حيث تولى صلاح الدين الأيوبى العناية بالخيل وتدريبها وتدريب الفرسان على الفروسية والقتال حتى قيل إن الخيل من سرعتها فى اقتحام جيوش الصليبيين لاتجد من يلحق بها من سرعتها ، وخلال ولاية محمد على باشا الكبير عام 1805م وهى مرحلة فتوحات حربية عظيمة أعاد فيها الخيل المصرية إلى مكانتها العالمية باستيراد عدد من أنقى السلالات العربية.وتولى بعض الأمراء من بعده مهمة الرعاية وامتلاك الإسطبلات الخاصة.حيث كان معظم المربين من الأسرة المالكة.ثم كانت النقلة الكبيرة الحديثة في عام 1928 ، عندما تم إنشاء محطة الزهراء لتربية الخيول العربية الأصيلة وكونت من بعض الأفراس الأصيلة فى مصر ثروة كبيرة باستيراد بعض الفحول من الخارج والتى شملت أهم السلالات مثل : الكحيلان – الصقلاوية ، العبيان – الهادبان.وقد استطاعت محطة الزهراء على مدار قرن بتربية الحصان العربى المصرى ، والذي أصبح مطلوبا فى العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة وأوربا والبلاد العربية ، حيث دخل فى العديد من سلالات الخيل العالمية.
وتقيم محطة الزهراء مزادين لبيع نتاجها كل عام فى مارس وسبتمبر،وهى الآن ممثلة في المنظمة العالمية للحصان العربى ومن ضمن أول خمس دول مع إنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.وأصبح أعضاؤها الآن أكثر من 70 دولة تربى الحصان العربى وتشرف المحطة على أكثر من 200 مزرعة خاصة في مصر لتربية الخيول المصرية ومسئولة عن تسجيل الخيل بها ورصد سجلات كل مزرعة ، وتصدر الهيئة الزراعية المصرية شهادات نسب أجيال لكل الخيول المصدرة للدول الأخرى وختم الخيول المملوكة لها.
مميزات الخيل المصرية
ومن أهم سمات الخيل المصرية:
- الذكاء وحب التعلم .
- الوفاء والولاء لصاحبه والتضحية في سبيله .
- الاختيال فى المشية مما يزيدها جمالاً.
- ومن صفات الجمال وجود الحجل لديها ،البياض فوق الحافر ، واستقامة الظهر.كل ذلك عوامل تؤدى إلى ارتفاع سعر الحصان المصرى.
مراحل انتقال الخيل العربية إلى دول العالم
انتشرت الخيل العربية إلى العديد من دول العالم خلال عدة مراحل متتالية أهمها:
- الفتوحات الإسلامية التى شملت جميع البلدان العربية فى آسيا وشمال إفريقيا وإسبانيا وحتى حدود فرنسا .
- الحروب الصليبية (1096 – 1270م) واحتكاك الأوروبيين بالجيوش العربية وانبهارهم بالفارس العربى والخيل العربى السريع.
- الحكم العثمانى،حيث انتقلت الخيل العربية من خلال السلاطين والولاة العثمانيين إلى تركيا والتى أنشأت العديد من الإسطبلات،وبالتالى انتشرت إلى ماجاورها من الدول الأوروبية.
- خلال القرون الوسطى (القرن السادس عشر) واهتمام ملوك وأمـراء أوروبـا بالفروسية والخيل وقد كانت الفروسية من سمات طبقة النبلاء خلال هذه الحقبة.ولذلك لم يبخلوا فى سبيل تطوير السلالات المحلية للحصول على سلالات تحقق لهم السبق في هذه الرياضة.
أهم السلالات العربية الأصيلة التى أثرت فى سلالات الخيل العالمية
مرت صناعة الخيل خلال القرن السادس عشر باهتمام الملوك والأمراء فى العالم ، وخاصة فى أوروبا التى شهدت فيها صناعة السباق وبرامج توليد الخيل ،ومرت بطفرة كبيرة بعد أن اكتشفوا هذا الكنز الكبير فى العالم وهو الحصان العربى الأصيل ورغبتهم فى الحصول على سلالات جديدة تتفوق في السباقات القصيرة التي يجنون من خلالها الملايين بعد افتتاح أكبر مركز للسباقات فى إنجلترا فى ذلك الوقت بمدينة نيوماركت وكان الفضل لثلاثة فحول عربية قوية وصلت إلى بريطانيا خلال هذه الفترة ، بحيث إنها أثرت على الخيل الأوروبية وأنتجت منها الجواد الخارق(الثوروبريد).وهذه السلالات هي:
1- حصان تركى بيرلى
وهذا الحصان كان ملكا لأحد الباشاوات الأتراك ، وقد خسره بعد خسارة الحرب بين تركيا والجيش النمساوى وانتقل هذا الحصان إلى إسطبل الكابتن بيرلى أحد ضباط الجيش الإنجليزي.واستخدمه بيرلى فى التهجين (1690م) وأنتج منه عددًا من الافراس التي كانت بداية الحصول على سلالة الهيرود أحد فروع الثورويريد.
2- حصان عربى دارلى
وهو فحل عربى أصيل من نجد ، امتلكه ريتشارد دارلى بعد شرائه من سوريا من قبائل عنزه، واستُخدم فى عمليات التهجين وقد أنتج أهم حصان فى التاريخ من أحفاده والمعروف باسم (الخسوف) والذي اعتبر فى ذلك الوقت أسرع حصان فى العالم أو أسطورة عصره ويعتبر الخسوف أحد عائلة الثوروبريد وأهم أفراده.
3- حصان عربى غودولفين
ويعود أصله إلى إحدى القبائل باليمن ومن أشهر أحفاده الحصان الرسول الذي كان له الفضل فى تطور الخيل الأمريكية (الستاندرد) وهو فى نفس الوقت أحد عائلة الثوروبريد الإنجليزي.
No Comment! Be the first one.