وصايا النبي بحقوق الجار

لحرص الإسلام على ترابط الأمة وتماسكها اهتم بحقوق الجار وشدد فيه ويظهر ذالك من خلال ما اُنزل على النبي من القرآن ومن وصايا النبي بحقوق الجار في أحاديثه.وبذالك فإن للجار حق عليك يجب ان تنتبه لها ولا تغفل عنها .حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه” ويقول أيضا :”ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت إنه سيورثه”.لذالك يجب ان تعلم جيدا ما هي وصايا الرسول بحقوق الجار ،لأنه الأقرب لك ،فإن اخذ المسلمون بوصايا النبي وعملو بها ستنشأ أمة مترابطة متماسكة بدين الإسلام .

من هو الجار

الجار هو الشخص المُجاور في المسكن أو مقر العمل،وجمعها جيران وجيرة.وبمعنى أوضح هو الشخص الذي يسكن بجوار سكنك أو بجوار مقر عملك مهما اختلف نوع العمل.وحده كما جاء عن علي رضي الله عنه:”من سمع النداء فهو جار”، وقيل: “من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار”، وعن عائشة رضي الله عنها:”حد الجوار أربعون دارًا من كل جانب”.

لماذا اهتم الإسلام بحقوق الجار

عظَّم الإسلام حق الجار، وظل جبريل عليه السلام يوصي النبي بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار.فقال الرسول صلى الله عليه:”ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت إنه سيورثه”.وهنا قد يتسائل البعض لماذا وصى النبي بالجار ؟ولماذا اهتم الإسلام بهم لهذا الحد؟.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يوصي بالجار ويحث على مراعاته،وذالك لأن الإسلام دين مترابط يدعو الى التماسك والوحدة والأمان والتآخي والتراحم،فالإحسان إلى الجار دليل على صدق الإيمان، وشعبة من شعبه، وسبب من أسباب زيادته وقوته.ولذلك اعتنى الإسلام بالجار واهتم بشؤونه ورعى حقوقه وأمر بالاحسان إليه وأوصى به.فإذا أحسن كل مسلم إلى جاره وأعطاه حقوق الجيرة التي أمر الإسلام بها عم الود في المجتمع، وقلت مشاكله، وأصبح الناس في أمن وأمان، وازداد قربهم وتآلفهم على محبة الله والإيمان به، فالمجتمع المسلم يستقي تعاليمه وسلوكياته من الإسلام. ((خير الجيران عند الله خيرهم لجاره الشيخ/عبيد بن عساف الطوياوي-al-jazirah.com))

وصايا النبي بحقوق الجار

إكرام الجار : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :”ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره”.
المحبة : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :”والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه”.
الإحسان إليه: في حديث أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه أنه قال له :”.. اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب “.((شرح حديث اتق المحارم تكن أعبد الناس/خطبة- alukah.net))
عدم إيذائه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”.
حمايته : وصى الرسول المسلمين على حماية جاره في ماله وعرضه ،وشدد في ذالك فقال حديث له:”ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرام، حرمه الله ورسوله، قال:لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر من أن يزني بامرأة جاره، ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرام، حرمها الله ورسوله، قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره، ومن أغلق بابه من جاره مخافة على أهله أو ماله فليس الجار بمؤمن”.((كتاب نور الايمان /ص 344- books.google))
الإهداء : وصى الرسول أيضاً المسلمين أن يتبادلو الهدايا فيما بينهم لزيادة المحبة ،فعن عائشة رضي الله عنها قالت:” قلت يا رسول الله! إن لي جارتين، فإلى أيهما أهدي؟ قال:إلى أقربهما منك بابًا”،والحكمة في ذلك أن الجار الأقرب يرى ما يدخل بيت جاره من هديةٍ وغيرها، فيتشوف لها، بخلاف الأبعد.كما أوصى رسول الله الصحابي الجليل أبا ذر فقال له:”يا أبا ذر! إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك”.
تفقده وقضاء حوائجه: يقول النبي صلى الله عليه وسلم:”ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم”.

ما حق الجار على الجار؟

من حديث معاذ بن جبل :”قالوا: يا رسول الله! ما حق الجار على الجار؟ قال: إن استقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإن مرض عدته، وإن احتاج أعطيته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابه خير هنيته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له، وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، وإن لم تفعل فأدخلها سرًا ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده”.((الترغيب والترهيب / المنذري-islamport.com))

تعرف على المزيد : بحث عن حقوق الجار

أحاديث النبي عن فضل الجيرة

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخيرات الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره”.
قال رسول الله صلى الله عليه: “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: يا رسول الله! خاب وخسر، من هذا؟ قال:من لا يأمن جاره بوائقه”. وفي هذا تعظيم لحق الجار.

عقوبة إيذاء الجار

قد روى أبو هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها، وصدقتها، وصيامها. وفي رواية تصوم النهار، وتقوم الليل، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال صلى الله عليه وسلم:”هي في النار”، وقال: إن فلانة تذكر من قلة صيامها، وصلاتها، وإنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها، قال صلى الله عليه وسلم:”هي في الجنة”.((الموسوعة الحديثية – الدرر السنية))

الجار في القرآن الكريم

أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار فقال عز وجل في سورة النساء الآية 36:” وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا”.
كما قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الأحزاب الآية 60:” لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا”.

أنواع الجيرة وحقوقها

هناك أربعة أنواع من الجيرة لكل منها حقوق مختلفة عن الأخرى،ذكرها الله عز وجل فى كتابه في سورة النساء:” وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا “.ويمكن حصر أنواع الجار فيما يأتي:

الجار القريب : هو صاحب القربى فالقربى معروفة، وهو الجار المسلم الذي تجمعك به علاقة قرابة. و له ثلاثة حقوق، فله حق القرابة وحق الجوار وحق الإسلام.
الجار الجُنُب : وأما بالنسبة للجار الجُنُب، أي: البعيد المسلم غير القريب لا قرابة له، فلما ذكر جار القربى ذكر النوع الآخر من الجيران وهو الجار الذي ليس له قرابة.وهو جار له حقان، فله حق الإسلام وحق الجوار.((مراتب حقوق الجار المسلم وغيره –islamweb.net))
الجار الكافرالقريب : فإذا كان لك جار كافر فله حق واحد وهو حق الجوار والقرابة.