الإسكندر الأكبر هو الملك المقدوني الذي فتح مصر عام 332 ق.م وأنهى الحكم الفارسي عليها. أسس مدينة الإسكندرية التي أصبحت عاصمة للإمبراطورية البطلمية التي خلفها. احترم ديانة وعادات المصريين وتوَّج نفسه فرعونًا في معبد بتاح.
نبذة عن الإسكندر
الإسكندر الأكبر هو أحد أشهر الفاتحين والقادة العسكريين في التاريخ، الذي أسس إمبراطورية عظمى امتدت من اليونان إلى الهند. تلقى تعليمه من الفيلسوف أرسطو، وخلف والده فيليب الثاني على عرش مقدونيا وقيادة جيوش اليونان. انطلق في حملة ضد الإمبراطورية الفارسية، وحقق انتصارات مذهلة في معارك إسوس وگوگميلا وغيرها، وأطاح بالشاه دارا الثالث. استمر في توسيع حدود إمبراطوريته شرقاً، وغزا الهند، لكنه اضطر للعودة بسبب تمرد جنوده. توفي في بابل عن عمر 32 سنة، وتفككت إمبراطوريته بعد حروب أهلية بين خلفائه.
الاسكندر خليفة الفراعنة في مصر
أثناء وجود الأسكندر الأكبر في مصر، قام بتنفيذ سياسة ذكية حيث جعل نفسه خليفة للفراعنة. وفي رحلته إلى مركز عبادة آمون في سيوة، وهو أكبر معبد في مصر، وضع خططه الكبرى. كانت له علاقة وثيقة بالكهنة هناك واعتبر نفسه ابنًا لآمون.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد وفاته، ظهرت على النقود المصرية التي أصدرت بعده رؤوسًا للأسكندر مع قرنين لآمون. قامت اليونان بدمج الإله المصري آمون مع إلههم زيوس وأطلقوا عليه اسم “زيوس أمون” كاسم مشترك.
ويجدر بالذكر أن الأسكندر الأكبر بعد فتحه لمصر في العاصمة القديمة ممفيس، أقام حفلًا موسيقيًا حضره المغنين الشهيرين من اليونان، وذلك احتفالًا بتتويجه كفرعون لمصر. كما أُقيمت حفلات موسيقية في المناسبات الدينية والاحتفالات الخاصة مثل حفلات الزفاف وغيرها.وظهرت في هذا العصر النصوص الأدبية التي تناولت الموسيقى القديمة وقدمت لنا معلومات دقيقة عن ممارسة الموسيقى وحياة الفنانين. وكانت هناك محاولات لاستعادة عناصر الموسيقى القديمة.
وفاة الاسكندر الأكبر
الإسكندر الأكبر هو الملك المقدوني الذي فتح معظم العالم المعروف في زمانه، وأسس إمبراطورية عظيمة امتدت من اليونان إلى الهند. توفي الإسكندر في قصر نبوخذنصَّر ببابل، في العاشر أو الحادي عشر من يونيو سنة 323 ق.م، وله من العمر اثنان وثلاثون سنة. وقد اختلف المؤرخون اختلافًا قليلاً في تحديد أسباب الوفاة، فقد قيل أنه توفي بسبب التسميم، أو بسبب مرض طبيعي، أو بسبب جرعة زائدة من الأدوية. سأستعرض بعض النظريات المطروحة لشرح وفاة الإسكندر، وأبرز الأدلة التي تدعمها أو تنفيها.
- التسميم: هذه النظرية تقول أن الإسكندر سُمم على يد بعض المقربين منه، خصوصًا أنتيپاتر، الذي كان حاكم مقدونيا أثناء غيابه، وابنه إيولاس، الذي كان يعمل ساقيًا للإسكندر. وقد ذكر هذه النظرية كل من ديودورس وپلوتارخ وآريان وجستن، فقالوا أن الإسكندر أصيب بألم شديد بعد أن احتسى طاس خمر صاف على شرف هرقل، ثم مات بعد أن عذبه الألم عذابًا قويًا. كما اقترح بعض الباحثين تورّط أرسطو نفسه في هذه القضية. ردّ بعض الباحثين على هؤلاء بأن فترة اثنا عشر يومًا مرت بين إصابة الإسكندر بالمرض ووفاته، وهي فترة تُعد طويلة جدًا حتى يأخذ أي سم من الأنواع التي كانت معروفة حينها تأثيره الكامل. كما نفى پلوتارخ هذه الرواية وأفاد بأنها ملفقة لا أساس لها من الصحة.
- المرض: هذه النظرية تقول أن سبب الوفاة راجع إلى إحدى الأمراض الطبيعية المزمنة التي يُحتمل إصابة الإسكندر بها أثناء أسفاره، ومن الأمراض التي رُشحت أن تكون وراء وفاة الإسكندر المبكرة: الملاريا والحمى التيفية. أفادت إحدى النظريات الحديثة التي برزت إلى حيّز الوجود سنة 2010، أن أعراض مرض الإسكندر المذكورة في الوثائق القديمة تتلائم مع أعراض التسمم بالماء الأسود لنهر ستيكس التي تحوي مركب «الكاليكميسين» فائق الخطورة، الذي تسببه إحدى أنواع البكتيريا القاتلة. اقترح البعض أن يكون سبب الوفاة راجع إلى إحدى الأمراض التي تتلائم أعراضها مع تلك التي ظهرت على الإسكندر: التهاب البنكرياس الحاد وڤيروس النيل الغربي. تشير هذه النظرية إلى أن صحة الإسكندر كانت في تراجع تدريجي على الأرجح، منذ أن غادر مقدونيا وانطلق في حملاته إلى أقاصي العالم المعروف، فتعرّض لأدواء مختلفة في مناخات متناقضة، وأصيب ببعضها عن طريق الجروح البالغة، وأخيرًا كان لشربه الخمر بكثرة أثرًا عظيمًا في إضعاف جسده عبر السنوات.
- جرعة زائدة من الأدوية: هذه النظرية تقول أن سبب الوفاة راجع إلى تعاطي الإسكندر جرعات زائدة من الأدوية المصنوعة من نبات الخربق، وهو قاتل بحال استهلكت منه كميات كبيرة. وقد ذكر پلوتارخ أنه قبل وفاة الإسكندر بحوالي 14 يومًا، كان قد استقبل نيارخوس وأمضيا الليل بطولة يتسامران ويشربان الخمر بصحبة ميديوس اللاريسي، حتى مطلع الفجر. بعد ذلك أصيب بحمّى قوية، استمرت بالتفاقم حتى أضحى عاجزًا عن الكلام.
ما بعد وفاته
بعد وفاة الأسكندر الأكبر، ترك وراءه ابنًا صغيرًا وأخًا غير شقيق. تولى الاثنان حكم دولته العظيمة تحت وصاية بردكاس، وهو أحد أقرب أتباع الأسكندر الأكبر. قام بردكاس بتعيين قادة لكل منطقة من الدولة للحكم بدلاً عن الأسكندر. اختار مصر بطليموس، الذي سُمي فيما بعد بطليموس الأول.بطليموس الأول هو مؤسس الدولة البطلمية التي حكمت مصر منذ وفاة الأسكندر حتى استيلاء الرومان عليها. كان بطليموس واحدًا من أعظم القادة المقدونيين. كان قريبًا من الأسكندر وكان يربى معه في قصر فليب ملك، وقد نفي من بلاده خلال فترة حكم فليب. عند وفاة الأسكندر، أحضره وجعله واحدًا من القادة السبعة المقربين منه . كان بطليموس معروفًا بالحزم والحكمة والشجاعة، وعندما تولى حكم مصر في عام 323 قبل الميلاد، تم استقباله بالسرور والترحاب.
تولي بطليموس الأول حكم مصر
بطليموس تولى حكم مصر بعد وفاة الاسكندر الأكبر ،وواجه منافسة من بردكاس في السلطة، ولكنه تمكن بقوته ودهائه من التغلب على تأثيره. ورغم ذلك، احتفظ بطليموس بالاعتراف بسيادة ابن الأسكندر وأخيه عليه، وقام بنقش أسمائهما على المباني التي قام بتحسينها أو زاد فيها.في عام 320 قبل الميلاد، غزا بطليموس فينيقيا واستولى على بيت المقدس، وقاد العديد من الحروب لتوسيع نفوذ دولته، بما في ذلك استعادة الأراضي المصرية التي فقدها والاستيلاء على جزيرة قبرص. وبذلك، حصلت مصر على سيطرة بحرية في البحر الأبيض المتوسط. في عام 305 قبل الميلاد، تم تتويج بطليموس بلقب “ملك مصر”.
بعد ذلك الحين، لم يشن بطليموس حروبًا كبيرة، بل ركز على تنظيم البلاد وتطويرها. قام بزيادة بناء المدينة الأسكندرية ويُقال أنه هو المؤسس لدار كتب الأسكندرية ودار التحف المشهورتين. هناك من ينكر أنه هو المؤسس ويزعمون أنه هو من صمم المشروع وأن ابنه بطليموس الثاني كان المسؤول عن تنفيذه.
كما يُعتقد أن بطليموس الأول قد أدخل ديانة المصريين وجمع بين ديانتهم والديانة اليونانية. ظهر إله جديد يُدعى “سرابيس” بسبب ذلك، وقد شيد له معبدًا يُعرف باسم “السرابيوم” في الأسكندرية، وقيل أنه كان من أجمل المباني في المدينة.
قدم بطليموس الأول تنازلًا عن العرش لابنه بطليموس الثاني قبل وفاته بعامين. حكم الثاني لمدة ثمانية وثلاثين عامًا، وشهدت البلاد توسعات كبيرة خلال حكمه، حيث أنشأت دولة قوية تمتد من شواطئ بلاد اليونان شمالًا إلى أثيوبيا جنوبًا، ومن قيرينيا غربًا إلى الحدود الهندية شرقًا.
بعد بطليموس الثاني، توالى الحكم على مصر بطليموس الثالث، الرابع، الخامس، والسادس. خلال حكمهم، ضعفت مصر وفقدت أراضيها، وظلت لها فقط قبرص وقيرينيا. بفضل الحماية الرومانية، استطاعت مصر البقاء كدولة بطالسية.
هذه هي الأحداث التي حدثت بعد وفاة الأسكندر الأكبر وتولي بطليموس الأول حكم مصر، حيث تم توسيع الإمبراطورية البطالسية وتطورت البلاد في جوانب الثقافة والعلوم والتجارة.
مومياء الاسكندر الأكبر (مكان دفنه)
تشير بعض النصوص إلى أن عرّافًا يُدعى “أريستاندر” تنبأ بأن البلد التي سيُدفن فيها الإسكندر “ستعرف السعادة طوال أيامها ولن يقوى أحد على غزوها وقهرها”. اراد البعض من خلفاء الإسكندر دفن جثمانه كوسيلة لتعزيز شرعيتهم على العرش، حيث أن دفن الملك السابق كان يُعد إثباتًا لحقهم في الحكم.وضع جثمان الإسكندر في تابوت ذهبي على شكل بشري، وتم وضع التابوت في ناووس مصنوع من الذهب.أثناء سير موكب جنازة الإسكندر من بابل إلى مقدونيا، تعرّض لهم بطليموس وقطع عليهم الطريق، وحوّل المسير إلى منف عاصمة مصر حيث حُنّط الجثمان هناك ودفنها بما يليق بالملك الشجاع الإسكندر. بعد ذلك، قام بطليموس الثاني بنقل التابوت إلى الإسكندرية حيث بقي حتى العصور الوسطى المبكرة.كان يزور ضريح دفنه العديد من الملوك المتواليين ،حتى تم اغلاقه أمام العامة في عام 200 م .وبمرور الوقت، تضاءلت الدلائل والنصوص التي تتحدث عن الضريح وأصبح موقعه ومصيره غامضًا في الوقت الحاضر.
No Comment! Be the first one.