يتحلى العالم بصفات شخصية معينة لا بد من توافرها، فليس كل شخص يمكنه أن يكون عالما. وأهم هذه الصفات هي تقوى الله والموهبة البحثية والذكاء وبُعد النظر وحُب العلم. فإذا ما افتقر الشخص إلى أي من هذه الصفات لا يكون عالما حقيقيًا. فكثيرا ما تصنع الظروف من شخص معين شبه عالم لكنه لا يكون عالما حقيقيا، إذ إن العالم الحقيقي الذي يخدم البشرية بعلمه تولد معه هذه السمات وتنمو تدريجيا بنموه العقلي وتصير فيها بعد جزءا أساسيا من كيمياء حياته. وفيما يلي نتناول ابرز صفات العالم.
أولاً من هو العالم؟
العالم هو شخص لديه خبرة أو يقوم بأبحاث في مجال علمي معين. من أجل فهم ماهية العالم ،فالعالم اسم او صفة تطلق على الشخص كثير العلم ،والذي برع في اضافة جديد في العلوم من خلال الملاحظات والتجارب والـ أبحاث.
ابرز صفات العالم
1- تقوى الله
الله تعالى هو أعلم العلماء، بل هو العالم الحقيقي والوحيد وهو العليم بكل شيء، وكل ما نعلمه هو من عند الله ومن فضله،ولكي يقتبس الإنسان من علم الله فلا بد أن يكون مؤمنا بالله عز وجل.فالإيمان بالله يضفي على الشخص صفات هامة وضرورية للعالم مثل الأمانة العلمية والإخلاص والصبر والمثابرة والتواضع. صحيح إن كثيرا من الكشوفات العلمية اكتشفها باحثون ملحدون غير مؤمنين بالله، لكن ذلك كان لعدة أسباب منها:
- بذل هؤلاء العلماء لكثير من الجهد والوقت في البحث والدراسة باستمرار ودأب وأمانة وإخلاص وهي سيات يمكن أن تؤدي إلى الإيمان بالله في النهاية.
- حلول ميعاد الكشف العلمي الذي حدده الله، وفي هذه الحالة يهب الله هذا الكشف لمن هو دائب العمل والبحث وهذا من مقتضيات عدالته.
- اعطاء دلائل عن العلم لبعض الملحدين الذين أراد خيرا فيروا قدرة الله في خلقه ويوقنوا بأن هناك قوة خفية جبارة تهيمن على كل شيء في الوجود فيؤمنوا بالله الخالق المصور، وفي هذا يقول الله تعالى:”سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”،وكثير من هؤلاء الملحدين آمنوا بالله بعد أن رأو آياته.
2- التواضع
فالباحث المتواضع يكون مستعدا دائما للتعلم والاطلاع وساع آراء الآخرين والاحتفاظ بعلاقات جيدة معهم يمكنه أن يسخرها في خدمة أبحاثه. ولقد أمرنا الله تعالى بالتواضع وإنكار الذات وأوضح لنا أن التكبر يصرف الإنسان عن الفهم والتعلم، وقد جاء ذلك في قوله تعالى:”سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا..”. وكذلك أمرنا الله بعدم الاستهانة بأحد من البشر مهما كان وضعه ضئيلا؛ إذ إن ذلك ليس من صفات العلماء.كذلك ومهما بلغ الإنسان من علم فعليه أن يعي جيدا أن هناك من هو أعلم.
قد يفيدك ايضاً: اهم صفات المؤرخ الناجح
3- الموهبة البحثية
والموهبة البحثية هي ملكية خاصة يتمتع بها بعض الأفراد فتتيح لهم قراءة الأفكار العلمية على نحو أفضل وتمكنهم من مقابلة هذه الأفكار بعضها ببعض على نحو أدق وتمنحهم القدرة على الاستنباط الصحيح. والموهبة البحثية تولد مع الفرد منذ نشأته ولا يكتسبها، لكن يمكن صقل هذه الموهبة، إن وجدت، بالدراسة والممارسة البحثية ولا غنى للباحث عن الموهبة البحثية، فالفرد عديم الموهبة البحثية لا يمكنه أن يكون عالماً باحثا على الإطلاق مهما تلقى من علوم.كما ان الموهبة البحثية تتيح للباحث أن يقرأ جيدا وأن يستمع إلى آراء العلماء الآخرين، وكذا ذوي الصلة بالبحث كما تمكنه من أن يستخدم عقله وذكاءه وبعد نظره في تفسير هذه الآراء ومحاولة الوصول إلى ما تنم إليه، والباحث الموهوب قد لا يتفق مع آراء الآخرين، لكن لا يكون الدافع هو مجرد الاختلاف، لكنه يختلف إذا ما وجد أن هناك مبررات كافية لذلك، فليس كل ما يسمعه منهم خطأ.
4- حب العلم
ويتصف العالم كذلك بحب العلم والعلماء. فهو يمضي الأوقات الطوال بين معمله ومكتبته وأجهزته العلمية دون كلل أو ملل، وغالبا ما يستثمر حتى أوقات فراغه في القراءة والاطلاع في موضوع بحثه أو حتى موضوعات مختلفة، فهو باحث واسع المعرفة عميق الفكر. وكثيرا ما يحرص على مناقشة الموضوعات العلمية المختلفة بحب وسعة صدر مع آخرين متخصصين فيها أو حتى مع من لهم صلة بهذه الموضوعات بما فيهم المستخدمين النهائيين لنتائج أبحاثه. فالعالم ينبغي أن يعيش بهذا البحث بداخل عقله ووجدانه وعليه أن يتقبل الكثير من في سبيل القيام ببحثه دون ضجر أو ضيق. كما أن عليه أن يبذل الكثير من جهده ووقته وماله في سبيل القيام ببحث متميز. والعالم غالبا ما لا يصاحب إلا العلماء والأخيار فيتعلم منهم ويعلمهم.
5- الفراسة
هي حالة من الشفافية الروحية التي تعتري العالم الباحث فيرى بقلبه ما لا يراه غيره، أي أنه يرى بقلبه ما لا يدركه عقله ولا تراه عيناه ويطلق على الفراسة أيضا البصيرة وهي الرؤية بالقلب وهي غير البصر وهو الرؤية بالعين، وطالما أن الأمر يتعلق بالقلب فهو يختلف من عالم لآخر، فقد يتناول جمع من العلماء الباحثين موضوعا معينا ويذهبون جميعا في اتجاه واحد إلا أن أحدهم يكون له رؤية مختلفة فيرى أمورا غابت عن الباقين. ولا يمتلك ملكة الفراسة هذه سوى عالم على علاقة قوية بربه فيريه الله بالوحي أو بالإلهام ما لايريه لغيره.
6- الصبر
يتحلى العلماء بالصبر لأنهم يكررون التجارب عدة مرات للتحقق من النتائج. قد يكون الأمر صعبًا عندما تحاول اكتشاف شيء لم يتم اكتشافه بعد. للعثور على الأجزاء المفقودة من اللغز ، يجب أن تتحلى بالصبر. يمكن أن يكون العمل محمومًا ، وقد تشعر بالرغبة في الاستسلام ، لكن النجاح لا يأتي بسهولة ، عليك أن تعمل بجد وأن تتحلى بالصبر لتذوق النجاح وتصل إلى أهدافك.جميعنا نعلم قصة اختراع المصباح الكهربائي ،وكيف استمر العالم طوماس اديسون في تكرار تجاربه التي فشلت مئات المرات دون استسلام.
7- الشجاعة
يجب أن يتحلى العالم بعقلية إيجابية وأن يكون شجاعًا للحصول على النتائج المرجوة. من أجل اكتشاف طرق وأساليب ومجالات دراسية جديدة ، يجب ان تكون شجاعاً لاتخاذ بعض المخاطر. يجب أن يكون العلماء مستعدين لتغيير كل نماذجهم والسعي وراء خطوط استقصاء جديدة إذا كانت الأدلة تؤدي إلى ذلك.
8- الفضول
العلماء فضوليون لمعرفة عالمهم. يريدون معرفة سبب حدوث الأشياء وكيف تعمل الأشياء.الفضول هو الرغبة في معرفة المزيد عن شيء ما،كجزء من المنهج العلمي .حيث يقود الفضول العلماء إلى التساؤل ليس فقط عما يلاحظونه ، ولكن أيضًا ما يعرفونه بالفعل. قد يكون العالم الجيد على استعداد لدحض أفكاره إذا كان هناك شيء لا يبدو واضحًا للغاية. يجب أن يكون الانفتاح هو القاعدة الأولى للعلماء لمحاولة فهم العالم وتفسيره.
No Comment! Be the first one.