اصل الخيل العربي
استطاع العرب الإمساك ببعض الخيول أثناء هروبها للشرق وترويضها،ونسبت الخيول العربية إلى خمسة أصول رئيسية ، حيث كانت هناك قبائل متفرقة في الجزيرة العربية ، وكانت كل قبيلة تحتفظ بنسل معين من الأنسال القوية وتجعل التزاوج يتم داخل كل أصل من هذه الأصول،مع استبعاد الأنسال الضعيفة من التزاوج فتستعمل فى أغراض النقل وغيرها من الأعمال . وحرصوا كل الحرص على هذه الأصول بحيث لاتختلط دماؤها بدماء غيرها من الخيول المهجنة للمحافظة على أنسابها .وتشير الروايات إلى بدايات هذه الأصول الخمسة إلى الفترة التى حدث بها سيل عَرِم باليمن نتيجة لانهيار سد مأرب وهجرة الناس بخيولهم من اليمن إلى شمال الجزيرة العربية ومناطق عديدة، حيث أطلق عليها أسماء المناطق الجديدة التى استوطنوها مثل خيول نجد،والخيول الحجازية والخيول المصرية … إلخ.
الأصول الخمسة للخيل العربي
ينحدر الحصان الاصيل الى خمس اصول عربية للخيل تم تربيتها وانشاء النسل منها ،وتشير الروايات إلى كيفية الحصول على هذه الأصول الخمسة الرئيسية للخيل العربي،بأنه كان هناك خمسة رجال من منطقة نجد بالجزيرة العربية استطاعوا الإمساك بخمسة خيول من الخيول التي فرت فى اتجاه الشمال،وهم فى طريقهم إلى ديارهم ، وبعد فترة نفذ الزاد الذي كان معهم وأجهدهم الجوع حتى أنهم فكروا فى ذبح أحد الخيول التى معهم ولم يكن أمامهم لاختيار أحد الخيول من الخمسة ، إلا عن طريق إجراء سباق بينها،والفرس الخاسرة هي التي تتأخر في السباق،وبالتالى يتم ذبحها.وتكرر السباق عدة مرات لرفض صاحب الفرس الخاسر ذبحه ، حتى ظهر لهم قطيع غزلان ، فاقتنصوا لأنفسهم من القطيع ماعوضهم عن ذبح أحد الخيول الخمسة ، وتعلقوا أكثر بالخيول التى فى حوزتهم ، حتى أن كل واحد منهم أطلق اسمه على الفرس الذي يمتلكه مقترنا بأهم صفة في فرسه وكانت الأسماء كالتالى.
اسماء الحصان الأصيل
- كحيلة : جاء اسمها من سواد عينيها أو لتكحيلة عينها القوية وكان صاحبها اسمه العجوز فصارت كحيلة العجوز.ولذلك يعبر العرب عن الجواد النقى بالكحيل والأصيل واشتق لفظ الكحيل من الكحيلان،والكحيلان هو لفظ يطلق على كل جواد أصيل عتيق والعتيق من الخيل النقى، وسمى بذلك لعتقه من العيوب وسلامته من الطعن فيه بالأمور المنقصة.
- صقلاوية : جاء اسمها من طريقة رفع حوافرها فى الهواء عند العدو أو من صقالة شعرها السايل،والفرس يمتلكها جدران ولذلك سميت صقلاوية جدران.
- شويمة : وهي من افضل الخيول العربية شموخ وذكاء .جاء الاسم من الشامات الموجودة عليها ، وصاحبها سيَّاح وصارت شويمة سيَّاح.
- عبية : وسميت بذلك لصفة سلوكية وليست شكلية كالسابقات وهى عندما كانوا فى السباق وقعت عباءة خيّالها وصاحبها اسمه شراك ،فعلقت عباءته فى ذيلها المنتصب عاليا إلى نهاية السباق ، وسميت بعبية شراك.
- عرقوب : والفرس يملكها شُوية وسميت كذلك لأن لها عرقوبا ملتويا وسميت عرقوب شوية نسبة لصاحبها.
قصة سليمان عليه السلام والخيل الاصيل
من الروايات التي تشير الى اصل الحصان العربي ،ما ذكره الكلبى فى كتابه،حيث يرجع زمن الرواية إلى الفترة التى عاش فيها نبى الله داود عليه السلام.حيث كان يقتنى خيلا كثيرة تصل إلى حوالى ألف فرس،وكان يحب الخيل حباً شديداً ، حيث ظل يقتنى كل خيل يسمع عنه أو يذكر عن نسبه وأصله.ولما ورثه سليمان عليه السلام قال :”ما ورثنى داود مالاً أحبَّ إليّ من هذه الخيل”،وأحسن القيام عليها.ويقال إن سليمان دعا بها ذات يوم فقال :”اعرضوها عليّ حتى أعرفَها بِشِياَتِها وأسمائها وأنسابها”،قال : فأخذ فى عرضها حين صلَّى الظهر فمر به وقت العصر ، وهو يعرضها فشغلته عن الصلاة حتى غابت الشمس ، وتورات بالحجاب .ثم انتبه فذكر الصلاة ، واستغفر الله،وقال:”لاخير فى مال يشغل عن الصلاة ، وعن ذكر الله ! رُدّوها!”،وقد عرض منها تسعمائة وبقيت مائة . فرد عليه التسع مائة فطفق يضرب سوقها، أسفا على ما فاته من وقت صلاة العصر، وبقيت مائة فرس لم تكن عرضت عليه، فقال: هذه المائة أحب إلي من التسع مائة التي فتنتني عن ذكر ربي. فقال الله ” ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب ” إلى آخر الآية.
ويشير الكلبى إلى طريقة انتشار هذه الخيول إلى مناطق أخرى،عن طريق جماعة من الأزد من أهل عُمان قدموا على سليمان عليه السلام بعد زواجه من بلقيس ملكة سبأ ليقدموا له التهانى،وقبل عودتهم لديارهم سألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم حتى قضوا من ذلك ما أرادوا، وهموا بالانصراف، فقالوا: يا نبي الله إن بلدنا شاسع وقد أنفضنا من الزاد. مر لنا بزاد يبلغنا إلى بلادنا. فدفع إليهم سليمان فرسا من خيله، من خيل داود، قال: هذا زادكم، فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً، وأعطوه مطرداً، وأوروا ناركم، فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد. فجعل القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر فيكون معهم منه ما يكفيهم ويشبعهم ويفضل إلى المنزل الآخر. فقال الأزديون: ما لفرسنا هذا اسم إلا زاد الراكب. فكان ذلك أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل.وأصبحت القبائل تطلبه لتلقيح أفراسهم فنتجت عدة ذريات مختلفة من زاد الراكب .ومن هذه الذريات ما يسمى الهُجَيْس لبنى تغلب وكان أجود من زاد الراكب وقد ذكر الكلبى أن معظم خيول العرب المعروفة فى الجاهلية والإسلام تنسب كلها إلى زاد الراكب والأعوج . والأعوج هو أحد السلالات الناتجة من الهجيس عن طريق قبيلة بنىعامر ومن أجود إنتاج الأعوج الفرس المشهور ذو العقال .
No Comment! Be the first one.