عرف العرب الخيل من قديم الزمن ، وتوارثوا حب الخيل بينهم من جيل إلى جيل،حتى أنهم نظموا الأشعار فى وصف الخيل ، ووصف أجزاء جسمه بكل دقة مما يشير إلى مدى قرب الخيل بالإنسان العربى.وزاد من حبهم للخيل تفاخرهم بالعناية بها وتقديم الطعام لها قبل إطعام أولادهم ، فالخيل لها الأولوية فى حياتهم ، وأصبحت تربية الخيل العربية الأصيلة من أهم واجبات القبائل ، فالخيل هي الوسيلة لحماية أفراد القبيلة من الغزو.
اهتمام العرب بالخيول الأصيلة
ظروف المعيشة القديمة في بلاد العرب وطبيعة الحياة ،جعلت العربى يعتمد على الخيل بشكل كبير فى حياته ، فهى وسيلة جيدة عنده للركوب والتنقل واستخدامها في مجال الفروسية والحرب. كما أنها من مظاهر الفخر والترف والمباهاة فالعلاقة بينهم امتزجت بالحب والصداقة والوفاء،وكان العربى يقطع المسافات الطويلة والصحارى المقفرة متعرضا لعناء السفر،من أجل البحث عن فحل عربى أصيل مشهور لتلقيح فرسه، ولذلك استطاع العربى المحافظة على جودة ونقاء دم الخيل العربية الأصيلة . وتعتبر الجزيرة العربية هى موطن الخيل العربية التي زودت العالم بأسره بهذا النسل الأصيل والذي كان له التأثير على جميع أنسال الخيول فى شتى أنحاء العالم.ويُعرف الحصان العربي بأنه أجمل الخيول ،وكان يتم التعبير عن ذلك في الأدب والفن واستخدم العديد من الشعراء صفاته في الغزل.
اصل الحصان العربي
الأصل الدقيق للحصان العربي لا يزال محل نقاش ،ومع ذلك بعض العلماء اشارو الى تواجد الخيل العربي الأصيل لأول مرة في مصر القديمة منذ أكثر من 3500 عام ، لكن الشعوب البدوية في الصحراء العربية ، المعروفة باسم البدو ، هي من ابتكر وصقل السلالة النقية الموجودة اليوم.وكان الغرض الأساسي لتربية الخيول العربية هي استخدامها في الحرب،والتنقل السريع ،والذي تميز به الحصان العربي عن غيره.بمرور الوقت تكيفت هذه الخيول مع بيئتها الصحراوية ، مما أدى إلى صفات تجعلها فريدة من نوعها بين جميع سلالات الخيول. نظرًا لندرة المراعي ، كان على الخيول العربية أن تكون شديدة التحمل بشكل استثنائي ، وأن تتعلم البقاء على قيد الحياة على الأعلاف غير التقليدية مثل التمر وحليب الإبل. حتى اليوم ، الخيول العربية تتمتع بصحة جيدة وتتطلب علفًا أقل من الخيول ذات الحجم المماثل.
تأصيل الخيل العربي
لقرون ، كان البدو يتتبعون أصل كل حصان من خلال سلسلة الدم عن طريق تتبع العائلات النسب من خلال خط الإناث.و كانت السلالات الخمس الأساسية تُعرف باسم كهيلان ، والصقلاوي ، وأبيان ، والحمداني ، والحدبان.كان هناك العديد من الخيول العربية ليست اصيلة أي من دم غير نقي ، ولكن أيضًا تم تربيتها لتكون نقية في السلالة ، مع التهجين بين السلالات التي تثبطها بعض القبائل ،مع العلم انه كان ممنوعاً في بعض الفترات ،وحتى أنهم كانو يعدمون أنواع الخيل الرديئ حتى لا يتأثر بها السلالات الأصيلة.حيث كانت طهارة السلالة مهمة جدًا للبدو.لذلك تشتهر السلالة العربية بالذكاء والشجاعة والولاء والتصرف المليء بالحيوية، كما أن لديها تقاربًا مذهلاً مع البشر. حيث ترتبط الخيول العربية بقوة بصاحبها ، ولديها رغبة قوية في ارضائه.
الخيل فى الفتوحات الإسلامية
كان للفتوحات الإسلامية دور كبير فى انتشار الخيل العربية شرقا وغربا والتعرف على ميزاتها من قوة وسرعة فائقة وجمال.فمع بداية الفتح الإسلامى وفى عصر الخلفاء الراشدين أبى بكر الصديق،وعمر بن الخطاب،وعثمان بن عفان،وعلى بن أبي طالب رضى الله عنهم.كانت الخيل من أهم تجهيزات الجيوش المتجهة للفتح شرقا وغربا ، وعندما وصلت هذه الفتوحات إلى العراق والشام وفارس ومصر ثم إلى إسبانيا وفرنسا وتركيا والصين،جذيت الخيول العربية الأنظار في صفاتها الفريدة والقوية،واخذ الكثير من الناس المهتمين بتربية الخيل بترويض تلك السلالات وتربيتها ،واستخدامها في التهجين لتحسين نسل بعض السلالات.
No Comment! Be the first one.