بحث عن تاريخ الإمارات العربية
كان تاريخ دولة الإمارات المتحدة مليئاً بالأحداث والتطورات .حيث يقسم تاريخ الإمارات إلى عدة مراحل عبر العصور المتلاحقة، والتي لا تنفصل عن تاريخ المنطقة حولها في مراحل عديدة منه.حيث لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة كاتحاد في ذلك الوقت.وكان يتم الإشارة إلى المنطقة والمنطقة المحيطة بها باسم شبه الجزيرة العربية.والتي كانت مطمع لعديد من الدول الأوروبية للسيطرة على سواحلها وسلب خيراتها. في هذا البحث عن تاريخ الإمارات سنذكر بالتفصيل ابرز المراحل التي مرت بها دولة الإمارات في العصر الحديث ،حتى وصلت الى الإتحاد والقوة الذي نراها الأن.
العهد البرتغالي
كانت التجارة بين الهند و أوروبا في يد العرب منذ بداية عصر الإسلام،وحتى القرن السادس عشر.بعد اكتشاف فاسكو دا جاما الطريق البحري إلى الهند عن طريق الألتفاف حول قارة أفريقيا سنة 1498 والذي سمي بطريق رأس الرجاء الصالح ، أصبح البرتغاليون من أوائل الشعوب الذين سيطروا على طريق الإبحار بين الهند و الخليج العربي و خليج عمان.منذ ذلك الحين أنتزع البرتغاليون اليد المسيطرة من العرب ، وخاصة تجارة التوابل ، و بدأوا السيطرة على أهم الموانئ بالمنطقة و احتلال المدن لأكثر من قرنين كاملين.كان هذا التحول هو بداية الانهيار الأقتصادي بالنسبة للدول العربية و سائر الخليج العربي.و من المؤسف حول هذا الاستعمار ان حكام الخليج حينها لم يظهروا أي مقاومة للاحتلال، بل هجروا المدن و انتقلوا للعيش في مناطق نائية بعيدة عن السواحل.لكن من الجدير بالذكر أن جميع السجلات التاريخية التي تعرفنا على أحداث هذه الفترة من خلالها هي سجلات تابعة للدولة البرتغالية و من المرجح أن تكون منحازة و غير دقيقة .
إقرأ ايضاً:
اشهر الاماكن التاريخيه في مصر للسياحة
العهد الهولندي
بعد توحد عمان على يد ناصر بن مرشد وهو مؤسس دولة اليعاربة عام 1624 – 1741 ،و التي شملت عدة دول من المنطقة العربية و هي ( عمان ، الإمارات ، كينيا ، قطر ، الصومال ، مدغشقر ، تنزانيا ، اليمن ، باكستان ، إيران ، جزر القمر ، السعودية ، البحرين ) و كانت عاصمتها الرستاق .
طرد اليعاربة البرتغاليين من المنطقة بأكملها ، مما أضعف من وجود البرتغاليين و تجارتهم ، مما فتح المجال للبريطانيين و الهولنديين لفرض سيطرتهم على التجارة العالمية ، و التجارة في المنطقة . أتخذ الهولنديون من بندر عباس مركزا لأنشطتهم التجارية و السياسية بمنطقة الخليج العربي ، ولكن سرعان ما دخل الطرفان في صراع عام 1622 عندما نقلت شركة الهند الشرقية الإنجليزية مصنعها في الخليج إلى مدينة بندر عبس . و في عام 1623 أبرم الهولنديون اتفاقا مع شاه عباس لتجارة الحرير ، و الذي عاد عليهم بأرباح طائلة ، حتى أصبح الهولنديون القوة المهيمنة على المحيط الهندي و الخليج العربي .
بدأت سيطرة الهولنديون في المنطقة تضعف بسبب خوضها حربا ضد فرنسا و أنجلترا عام 1750 م ، و في محاولة منهم لإعادة سيطرتهم على المنطقة أحتكروا التجارة و استولوا على جميع الأنشطة الأقتصادية مما أثار السكان العرب حتى ثاروا على الهولنديين و طردوهم من المنطقة عام 1766 م .
العهد البريطاني
في بداية القرن التاسع عشر بدأت تتكون قبيلة عربية كبيرة في رأس الخيمة و الشارقة و بندر سميت بالقواسم ، تزايدت قوتهم و بدأوا في السيطرة على المناطق الشمالية و الشرقية من الخليج العربي ، وبنوا أسطولا يزيد عدد سفنه عن 60 سفينة كبيرة.أقلق هذا الإنجليز و تخوفوا من أن يسيطر القواسم على الممر البحري إلى الهند ، فقامت بشن هجمات متعددة ضد القواسم إلى ان تمت هزيمتهم عام 1820 م .
نشأة إمارات الساحل المتصالح
في عام 1853 تم توقيع معاهدة ضمت حكام الإمارات و الحكومة البريطانية ، و تبعا لهذه الأتفاقية فقد منع على حكام الإمارات توقيع أي معاهدات مع إي دول أجنبية عدي بريطانيا نفسها ، و في المقابل تعهدت بريطانيا بتحمل مسؤولية الدفاع عن الإمارات ضد أي عدوان خارجي ، و استمرت الاتفاقية لمدة 75 عاما . حافظت هذه الأتفاقية على سلامة التجارة البحرية ، و هذه الهدنة أكسبت الإمارات السبع اسم إمارات الساحل المتصالح .
بدأت بريطانيا تواجه العديد من المشاكل الأقتصادية في منتصف القرن العشرين من ضمنها أنخفاض قيمة الجنية الأسترليني و بعض المشاكل الداخلية الأخرى ، و في عام 1968 أعلنت الحكومة البريطانية عن نيتها للأنسحاب من منطقة الخليج العربي مع نهاية عام 1971 م . و تم الانسحاب بالفعل في 30 من نوفمبر 1971 م.
إقرأ ايضاً:
تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة
- كانت الإمارات مكونة من سبع إمارات متفرقة كانت تعرف حينها بإمارات الساحل المتهادن و هي أبو ظبي ، دبي ، الشارقة ، أم القيوين ، عجمان ، رأس الخيمة ، و الفجيرة.
- استقرت الإمارات الشرقية و الغربية بمهنة الغوص لاستخراج الؤلؤ و بناء السفن و صيد الأسماك و غيرها .
- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان حاكما لإمارة أبو ظبي ، و عند إعلان الحكومة البريطانية نيتها في الانسحاب من الخليج العربي أدرك أهمية الأتحاد مع الإمارات الستة الأخرى .
- بدأت شركات النفط الكبرى بالتوافد على البلاد للقيام بالمسوحات الجيولوجية في خمسينيات القرن الماضي ، و بدأت عملية استخراج الذهب الأسواد من جوف الأرض.
- وجد الشيخ زايد الأسس الذي مكنه من توحيد الإمارات ، فبدأ بتطوير إمارة أبو ظبي بإنشاء بنية تحتية و تطوير مظاهر الحياة في الإمارة، كما أنه بدأ بتكريس جزء كبير من دخل الإمارة من دخل النفط لتطوير و دعم الإمارات الأخرى من أجل النهوض بها و مساعدتها .
- في الوقت الذي كان يعمل فيه الشيخ زايد لتطوير إمارة أبة ظبي ، كان الشيخ راشد بن سعيد أل مكتوم حاكم إمارة دبي منهمكا في تحقيق النمو لإمراة دبي حيث كانت حركة التجارة الإقليمية قائمة في الأزدهار و لا سيما في منطقة الخور .
- في شهر فبراير من عام 1968 م ألتقى كل من الشيخ زايد و الشيخ راشد حيث أبديا نيتهما في تكوين اتحاد بين الإمارتين ، كما حثا باقي الإمارات الأخرى للأنضمام إليهما ، و بعد توقيع الأتفاقية بين أبو ظبي و دبي بشهر واحد أنضمت إمارة الشارقة إلى هذا الحلف .
- و أخيرا و في الثاني من ديسمبر عام 1971 و افقت ست من الإمارات على التوقيع على دستور أتحادي و تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
- بعد مرور عام أنضمت الإمارة السابعة رأس الخيمة إلى الأتحاد و تم بذلك توحيد جميع إمارات الإمارات في دولة و احدة ،لذلك تسمى دولة الإمارات العربية المتحدة.
- تم انتخاب الشيخ زايد بالإجماع ليكون أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة ، و شغل هذا المنصب لما يزيد عن الثلاثين عاما .
الاعتراف الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة
منذ تأسيسها ، أسست دولة الإمارات العربية المتحدة عضويتها الحقيقية ووضعت نفسها إقليمياً ودولياً:
- في 2 ديسمبر 1971 ، انضمت الإمارات العربية المتحدة إلى جامعة الدول العربية وكانت العضو الثامن عشر في ذلك الوقت
- في 9 ديسمبر 1971 ، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عضوية دولة الإمارات العربية المتحدة
- عام 1981 ، شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في تأسيس مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة قطر وسلطنة عمان.
- في عام 1972 ، أصبحت عضوا في منظمة التعاون الإسلامي.
إقرأ ايضاً:
ما هي الالعاب الشعبية الاماراتية ؟ تعرف على 10 العاب شائعة جداً في دولة الامارات
اهمية معرفة تاريخ الدولة
لكل أمة خصائص و مظاهر تميزها عن غيرها ، فيفخر كل شعب ببلده و بعاداته ، و يظل متمسكا بها مهما حدث و مهما بدت غريبة للآخرين ، ففخرنا ببلادنا و تاريخنا هو ما يحدد من نحن و من أين جئنا ، فالبلد ليس مجرد مساحة جامدة من الأرض بل هي روح تروي و ترعى شعبها منذ القدم ، و يحملها شعبها معهم نحو المستقبل ، ولكن ما الذي يشعر أي شعب بالانتماء لبلده ؟ هل هي التقاليد أم الدين و اللغة أم التاريخ ؟ قال الشيخ زايد بن سلطان ” من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره و مستقبله فمن الماضي نتعلم ” .
خاتمة عن تاريخ الإمارات
كان سرعة تصرف الشيخ زايد بن سلمان ، و إدراكه لأهمية الأتحاد بين الإمارات السبع هو السبب الرئيسي لحصوله على أحترام و تقدير الشعب الإماراتي ، و تيقن باقي حكام الإمارات من نواياه لنهضة الإمارات و تأسيس دولة متقدمة.و هكذا بالحكمة و السياسات الرشيدة أستطعنا رؤية دولة الإمارات بشكلها الحالي .
No Comment! Be the first one.