حقيقة التعويذة السحرية ابراكادابرا (Abracadabra)

لطالما كنت استهزء بالأعمال السحرية وانطق دائماً كلمة ابراكادابرا بسخرية ،على اصدقائي ،بعدما اقول لهم انا ساحر وسأفعل كذا ،أو سأحولكم لكذا.بالطبع كنت صغيراً ولا أعلم شيئ عن تاريخ هذه الكلمة ولا سبب استخدامها ،علمت بشأنها فقط من خلال الأفلام التلفزيونية ،والقصص والروايات.لكن بعد بحث عميق عن اصول الأبراكدابرا وسبب انتشارها ككلمة سحرية،وهل هي حقاً تستخدم للسحر أم لا؟ وجد الكثير من المعلومات المثيرة ،يمكنك معرفتها من خلال متابعة قراءة هذا المقال.

اصل كلمة ابراكادابرا (Abracadabra)

ابراكادابرا هي كلمة من أصل غير معروف ،يكثر استعمالها بين السحرة وأصحاب خفة اليد في أعمالهم السحرية، وكان يُعتقد تاريخياً بأن لهذه الكلمة صلة بمعتقدات تزعم أن لها قوة شفائية.يعتقد ان الكلمة لها ارتباطات مع العبارات الشعبية العبرية وتعني ذلك “سوف أقوم بإنشاء وأنا أتكلم”^،أو الآرامية (אברא כדברא) وتعني (أنا أصنع ما أقول) أو (أنا أخلق ما أقول).يقول العلماء الذين يؤيدون أصل الكلمة العبري أن كلمة abracadabra هي تحريف للكلمة العبرية ، ebrah k’dabri ، بمعنى “سأخلق كما أتحدث” ، أي أن فعل الكلام سيخلق بطريقة سحرية.

والكثيرون يعتقدون بأن أصل الكلمة يعود إلى أبراكساس (abraxas) ،وهو أحد آلهة العالم السفلي في اعتقاد الإغريق، عُبد في الإسكندرية في القرن الثاني قبل انتشار المسيحية. له رأس ديك وجسم أسد واقدامه ثعابين ملتوية ويحمل درعاً. يُعتقد أن قراءة حروف أبراكساس تمثل الرقم 365 وهو عدد أيام السنة أو عدد السماوات كما يعتقد الاغريق.

تاريخ استخدام هذه الكلمة

أول ظهور لكلمة ابراكادابرا كان في القرن الثاني في أعمال الكاتب الروماني سيرينوس سامونيكوس، وفقًا لقاموس أكسفورد الإنجليزي ،في كتاب بعنوان Liber Medicinalis (يُعرف أحيانًا باسم De Medicina Praecepta Saluberrima ).حيث كان سيرينوس طبيب الإمبراطور الروماني كاراكلا،فكتب Abracadabra في شكل مثلث على انها تعويذة لعلاج مرض الملاريا،حيث يبدأ قاعدة المثلث من أول حرف من كلمة ابراكادارا “Abracadabra” ثم يليه المستوى الثاني من المثلث بأول حرفين ،ثم بأول ثلاثة،وهكذا حتى يكتمل شكل المثلث.وكان الغرض من ذالك ان هذه التعويذه تجعل الأمراض تزول تدريجاً.

انتشرت هذه التعويذة بكثرة في القرون الوسطى ،حيث كان الناس وقتها يؤمنون بالسحر كحقيقة يومية وينسبون اليه اي حدث غير عادي لا يستطيعون تفسيره.كما استخدموها الناس وكذالك الأباطرة الرومان لأعتقادهم ان لها القدرة على الشفاء.

كيف كانت تستخدم هذه التعويذة

تم استخدامها كصيغة سحرية من قبل الغنوصيين في استدعاء مساعدة الأرواح الخيرية ضد المرض والبؤس.حيث تكتب الكلمة مرارًا وتكرارًا ، في كل مرة مع إزالة الحرف الأخير ، حتى يبقى الحرف “a” فقط. كان يعتقد أن قوة المرض تتضاءل كلما أصبحت الكلمة أقصر. ويتم كتابة السحر على الورق أو القماش أو الجلد ولبسه في تميمة أو مخيط في الملابس،أو بتعليقها حول أعناقهم.ولا توجد استخدامات سابقة للكلمة يدعمها أي دليل.

معرفة الحقيقة وانتهاء ابراكادابرا التعويذة المزيفة

استمر الإيمان بقوة الكلمة حتى القرن السابع عشر،وكتب دانيال ديفو الكاتب الانجليزي في مجلة عام الطاعون الشهيرة التي نشرت عام 1722،عن حزنه باستخفاف عن عقول سكان لندن الذين نشروا الكلمة على أبواب منازلهم لدرء المرض أثناء طاعون لندن العظيم ،وتم وصفها بالخرافات وبأنها كلمة هزلية مزيفة.

بمرور الوقت انحسر الإيمان بقوة “ابراكادابرا” وفي القرن التاسع عشر انتهى استخدام هذه الكلمة واصبحت تستخدم في السحر المزيف كطريقة هزلية للساحرون المسرحيون،خاصة بادوار السحر في السينما.