من خيرات وبركات شهر رمضان ،انه يأتي فيه ليلة واحدة خير من الف شهر ،وهي ليلة القدر ،التي نزل فيها القرأن وعظم الله سبحانه شأنها ،فيضاعف فيها الأعمال،ويغفر فيها ذنوب عباده،وفيها تنزل الملائكة لرفع الأعمال ،وكتابة الأقدار بأمر الله .لكن متى تأتي ليلة القدر ؟،في الحقيقة هذه الليلة لا تختص بيوم بعينه ،لكن عُرف انها في العشر الأواخر من رمضان،لذلك وجب علينا ان نلتمس تلك الأيام بمزيد من العبادة والدعاء والعمل الصالح .
سبب انتظار المسلمون لليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة ترفع فيها الأعمال ،وتغفر فيها الذنوب ،وتتضاعف فيها الحسنات ،فهي ليلة خير من ألف شهر ،تعم فيها البركة على جميع المخلوقات،وينشر الخير على الأرض ،تنزل فيها الملائكة بإذن الله وتتزاحم في الأرض فيعم السلام لرفع اعمال العباد ،وكتابة اقدارهم اللاحقة بإمر ربهم.
من علو شأن تلك الليلة ومنزلتها عند الله سبحانه ،فقد انزل فيها القرأن ،وخصها بالخير والبركة بمالا يدركه الإنسان،نزلت فيها سورة كاملة “سورة القدر”،تبين فضلها وأهميتها .كما حث النبي امته على الإهتمام بشأنها والإكثار من الأعمال الصالحة فيها ،وكذالك الإكثار من الدعاء.فهي ليلة تفتح فيها ابواب السماء ،وتستجاب فيها الدعوات.لذلك ينتظر المسلمون تلك الليلة كل سنه من شهر رمضان،لما يعم عليهم من الخير والبركة والصلاح بإذن ربهم.
موعد ليلة القدر
عُرف عن موعد ليلة القدر بأنها ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان.لكن لم يتم تحديد يوم بعينه ،كما انها ليست ثابته ،فقط تأتي في اليوم الثالث من العشر الأواخر ،أو اليوم الرابع أو الخامس..الخ .لذلك وصانا النبي بتحري ليلةَ القَدْرِ في الوِترِ مِنَ العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ.كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:”لتَمِسُوها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ، ليلةُ القَدْرِ في تاسعةٍ تبقى، في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى“.
لذلك يفضل المسلمون الإعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ،لما في تلك الليالي من الخير والفضل.بالإضافة الى ضمان استقبال ليلة القدر على عبادة ودعاء.كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ،حين سئل عن موعد ليلة القدر :”لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك“.وهذا يبين ما فيها من الغفران والتوبة.وبالرغم من ذلك ذكر بعضهم ،انها ليلة سبع وعشرين ،وقيل تسع وعشرين.لكن هذا غير صحيح ،فهي لا تختَصُّ بليلةٍ مُعَيَّنةٍ في جميعِ الأعوامِ، بل تتنقَّلُ في ليالي العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ،وهذا ما اُتفق عليه.
علامات ليلة القدر
على الرغم من ان موعد ليلة القدر لم يذكر في القرأن ،ولم يخبرنا بها النبي على وجه التحديد.ألا انه وصف لنا بعض العلامات التي تدل عليها ،منها:
- من علاماتِ ليلةِ القدر أنَّ الشمس تطلع في صبيحتها صافيةً، ليس لها شُعاعٌ.
- يعم السلام والسكينة في جميع انحاء الأرض.
- وقيل أنها ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة.
- بعض المؤمنون يشعرون بها في صميم قلبهم،فيشعرون بمزيد من الطمأنينة،والأرتياح وانشراح الصدر.
- هي ليلة يزداد فيها الإضاءة ويبتسم فيها القمر ،ويسكن فيها الرياح،وينقى فيها الهواء.
اهمية الدعاء والعبادة في تلك الليلة
عَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة،فهي خيرًا وأفضل من ألف شهر. أي الطاعة والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر.قال الرسول :”من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه“.وبما انها تأتي في احد ليالي العشر الأواخر من رمضان ، فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا أدرك هذه الليلة بلا شك، وفاز بما وعد الله أهلها.حث النبي على كثرة الدعاء فيها ،ففيها تفتح ابواب السموات ،وتزدحم الملائكة على الأرض،ويستجيب الله دعوات عباده.وحين سألت عائشة رضي الله عنها الرسول،إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها؟ .قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
No Comment! Be the first one.