ما هو جبل قاف
جبل قاف أو ق هو جبل أسطوري غامض أُختلف في صفاته،يتكون من الزبرجد الأخضر،والذي أخضرت السماء انعكاساً منه، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية، وما وجده الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل.اشتهر لدى العرب قديماً قبل الإسلام ،حيث كانو لا يؤمنون بالله ويعبدون الأوثان ،فكانت نظرتهم للكون تعتبر أن الأرض عبارة عن قرص مسطح محاط بالمحيطات والتي تنتهي بسلسلة جبال قاف الشاهقة، يحملها ملاك ويقبض عليها بيديه من المشرق والمغرب وتحت أقدام المَلاك صخرة مربعة من الزبرجد الأخضر فيها سبعة آلاف ثقب كل ثقب فيه بحر لا يعلم صفته إلا الله ومنها تكونت جبال قاف والجبال إمتداد لها.يزعمون ايضاً ان هذا الجبل يحمله ثور انزله الله من الجنة،له اربعين ألف عين واربعين ألف اذن وكذلك اقدام ،هذا الثور يستقر على ظهر حوت يقال له “بهموت” يحيط الماء بالحوت وبعده هواء وليس هناك علم ما يلي بعد الهواء.
وبحسب رواية حاتم الطائي ، ان جبال قاف يتكون من الزمرد الأخضر أو الزبرجد أو الكريسوليت ، الذي أعطى انعكاسه لون مخضر للسماء.ويعتبر موطن عرق الجن والمكان الذي يبدأ بعده العالم الإلهي غير المرئي . وعٌرف في الأدب العربي ،بأنه أرفع سلاسل الجبال التي أنشأها الله لدعم الأرض وكانت أصل جميع الجبال الأرضية الأخرى .
اين يقع جبل قاف
اشتهر بأنه أبعد نقطة في الأرض،ويقال بأنه يقع على حافة الدنيا محيطاً بالأرض كإحاطة بياض العين بسوادها.ويقال ايضاً بأنه يقع على سفح مدينتين ، واحدة من الشرق تسمى جبالقة والأخرى من الغرب تسمى جبالسة .كما ذكر القزويني في كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، على أنه جبل محيط بالأرض موكل عليه مَلَك.لا يعلم أحد ما يقع ورائه وأن كل جبل على الأرض أو في الدنيا هو عرق من عروق جبل قاف متصل به، إذا أراد الله أن يخسف بقوم أمر المَلَك أن يحرك عرق من عروق الجبل.وتذكر رواية ابن الوردي في كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب، أن وراء هذا الجبل أرضاً بيضاء كالفضة فيها ملائكة شاخصون إلى العرش لا يعرف الملاك منهم من إلى جانبه ولا يعلم من آدم ومن إبليس.
على نفس المنوال يشبه البعض ان الجبل يقع على بقعة ما في كوكب الأرض ،لكنه مخفي تماماً ،مثل سور يأجوج ومأجوج .ويجب الرد على هذا الإعتقاد انه لا يجوز تشبيه اسطورة خرافية ليس لها اي ذكر في القرآن أو السنة ،أو باقي الكتب السماوية بحقيقة مثبوتة كسور يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين .وما تم نسبه لهذا الجبل في سورة ق ،ليس له اي اساس من الصحه .
هل جبل قاف حقيقي؟
لطالما كان هذا الجبل الغامض موضع اختلاف على مر العصور ،فمنهم من يقر بحقيقة وجوده ،ومنهم يدل على عدم صحته،وهو الرأي الأقرب للحق.واثبات ذلك هو ما وصلنا اليه من العلم ،فلو كان هذا الجبل موجوداً لعرفنا مكانه ووصلنا اليه،كما ان كروية الأرض شئ متفق عليه من جميع العلماء،وبات السفر الى الفضاء شئ ابسط ما يمكن .((اليواقيت في أحكام المواقيت {ص/83})) كما انه لم يذكر شئ عنه في القرأن أو السنة تدل على وجوده ،وأما ق في سور ق ليس لها علاقة بهذا الجبل الأسطوري. فلا يجوز أن ينسب ذلك إلى الدين ولا إلى القرآن الكريم ، ولعل هذا القول هو من الإسرائيليات التي توسع بعض الناس في التحدث بها .وعلى ذالك جزم اكثر العلماء والفقهاء كابن كثير رحمه الله.
انظر ايضاً: اين يقع وادي عبقر
رواية ذو القرنين وجبل قاف
قيل ان ذو القرنين قد اشرف على جبل قاف فرأى تحته جبالا صغارا، فقال له: ما أنت ؟ قال: أنا قاف، قال: فما هذه الجبال حولك ؟ قال: هي عروقي وما من مدينة إلا وفيها عرق من عروقي، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أمرني فحركت عرقي ذلك فتزلزلت تلك الارض، فقال له: يا قاف أخبرني بشئ من عظمة الله، قال: إن شأن ربنا لعظيم، وإن ورائي أرضا مسيرة خمسمائة عام في خمسمائة عام من جبال ثلج يحطم بعضها بعضا، لولا هي لاحترقت من حر جهنم.((تفسير القرطبي – الموسوعة الشاملة))
سورة ق في القرآن
قد روي عن بعض السلف أنهم قالوا (ق) في القرآن الكريم هو جبل محيط بجميع الأرض ، يقال له جبل قاف .وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله :” ووقع في رواية بعض القصاصين المكذوبة عن ابن عباس أن المراد بقوله : ( ق ) اسم جبل عظيم محيط بالأرض “.((فهرس القرآن وعلومة وتفسير القرآن الكريم-djelfa.info)) لكن هذا القول باطل ولا يجوز تصديق مثل هذه الأكاذيب ونسبها للقرآن.كما اثبت علماء الدين أن ق حرف من حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور ، كقوله : ( ص ، ن ، الم ، حم ، طس ) ونحو ذلك.ومن أين يفهم هذا من ذكر هذا الحرف ؟فلو كان (ق) اسم جبل كما ذكر،لكتب كاملا كما تكتب الأسماء بثلاثة أحرف هكذا : ” قاف ” ولم يكتب بحرف هجاء واحد ” ق ” .وقيل المراد منها ” قضي الأمر والله “ ، وأن قوله : ( ق ) دلت على المحذوف من بقية الكلم كقول الشاعر :”قلت لها : قفي فقالت : قاف”.((القرآن الكريم – تفسير ابن كثير – تفسير سورة ق))
والله أعلم .
No Comment! Be the first one.