معنى الفرقان في اللغة العربية
الفرقان هي كلمة من اصل عربي تأتي على وزن فعلان في اللغة العربية ،وهي مشتقة من الفعل فرق ،يفرق ،ومعناها التفرقة او ما يفرق بين الحق والباطل.وتدل على البرهان فيقال فرق بين الشيئين أي ميّز أحدها عن الآخر وفصلهما، ويقال فرَق فلان لفلان الطريق أي استبانه، وفرق له الأمر أي بيّنه وكشفه، ويقال كذلك فرق بين الخصمين أي حكم بينهما.والفرقان اسم من اسماء القرآن الكريم الذي انزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،ليفرق بين الحق والباطل ،والفرقان ايضاً سورة من سور القرأن والذي بدأت بقوله تعالى:”تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا”.كما ذكرت كلمة الفرقان بنفس المعنى في سورة آل عمران :”اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (٣) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ”.
سورة الفرقان
هي سورة نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكة ،عدد اياتها 77 آية،وتتحدث السورة عن عِظَم القرآن، وذِكْرُ مطاعن الكفار في النبوة والرد عليهم.ويقول الامام والعالم ابن عاشور “اشتملت هذه السورة على الابتداء بتمجيد الله تعالى، وإنشاء الثناء عليه، ووصفه بصفات الإلهية والوحدانية فيها. وأدمج في ذلك التنويه بالقرآن، وجلال منزله، وما فيه من الهدى، وتعريض بالامتنان على الناس بهديه، وإرشاده إلى اتقاء المهالك، والتنويه بشأن النبي صلى الله عليه وسلم”.وسُميت باسمٍ من أسماء القرآن الكريم، لتدلّ على تفريق القرآن الكريم بين الحق والباطل.
كلمة الفرقان في القران والمقصود منها
- وذكرت كلمة الفرقان في القرآن الكريم عدة مرات، مثل قوله عزل وجل: يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا، وهنا تعنى الكلمة الهدايا والنور الذي يجعله الله للمؤمنين، فيفرقون بين الحلال والحرام، والحق والباطل .ويقصد به الحق والهداية كقوله تعالى عن القرآن الكريم: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).
- كما أن الفرقان يدل على النصر المبين كذلك، والذي يتحقق بالتفريق بين الحق والباطل،حيث وُصفت غزوة بدرٍ بالفرقان لأنّها ميّزت بين الحقّ المُنتصر المتمثّل بمعسكر المسلمين، والباطل المُنهزم المتمثّل بمعسكر المشركين، وقد فصلت تلك المعركة بين مرحلتين وعهدين، بين الاستضعاف والتّمكين، والصبر وردّ العدوان، قال تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير).
- وكذلك معنى الخروج من الشبهات، بتمييز الشخص المؤمن للحق والباطن والإيمان والكفر والخير والشر.وقال الفخر الرازي بتفسيره عن المقصود بالقرقان،بإنها المعجرة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على الأنبياء تصديقًا لهم في دعواهم.وكذلك للكتب السماوية التي أنزلت عليهم، وكانت تلك المعجزات هي الفارقة بين الأنبياء والمرسلين وبين الكاذبين.حيث سمّى جلّ وعلا التوراة التي أُنزلت على موسى عليه السلام فرقاناً كذلك، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ).
ما الفرق بين القرآن و الفرقان ؟
الفرقان هو اسم سمي به القرأن (كتاب الله عز وجل الذي انزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم)،وذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل، والشر والخير والصواب والخطأ، ويدل المسلمين والمؤمنين على فعل الخيرات.لذلك ليس هناك فرق بين كلمة فرقان ،وقرآن لأن معناهم واحد.ولفرقان معانٍ متعددة في القرآن الكريم ،المعنى الأول :يقصد به مجموع القرآن الكريم ، كما في قول الله جَلَّ جَلاله:” تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا”،المعنى الثاني : المراد بالفرقان الآيات المحكمات ،و هو معنى أخص من المعنى الأول ، فقد سُئلَ الإمام جعفر بن محمد الصادق عَنِ الْقُرْآنِ وَ الْفُرْقَانِ أَ هُمَا شَيْئَانِ أَوْ شَيْءٌ وَاحِدٌ ؟.فَقَالَ: ” الْقُرْآنُ جُمْلَةُ الْكِتَابِ ، وَ الْفُرْقَانُ الْمُحْكَمُ الْوَاجِبُ الْعَمَلِ بِهِ “.فالقرآن هو كلام الله عز وجل و النص الإلهي المنَّزل بواسطة الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بلغة العرب و لهجة قريش .بينما الفرقان هي صفة القرأن في التفرقة بين الحق والباطل،والبرهان على الحقيقة ونصرها.
سبب تسمية القرآن بالفرقان
من اسباب تسمية السورة بالفرقان ،انها حملت اسم الفرقان في مواضيع عديدة .حيث تكرر ذكرها في أول ووسط وآخر السورة.كما تمحورت الآيات في غالبيتها حول إثبات مصداقية القرآن وصدق الرسالة المحمدية إلى جانب الاهتمام بكلّ ما يتعلق بالعقيدة.وسمي القرأن بها لقوله سبحانه في أول آية من هذه السورة:”تبارك الذي نزل الفرقان على عبده” ،وكلمة الفرقان اسم يعود على القرآن المُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،فسمي به القرآن؛ لفصله بين الحق والباطل.وقيل لأنه لم ينزل جملة واحدة،لنزول آياته و سوره بصورة متفرقة ، و بشكل مغاير لغيره من الكتب السماوية التي أنزلها الله عَزَّ و جَلَّ على أنبيائه عليهم السلام ، و ذلك لأن الكتب السماوية الأخرى أنزلت كل واحدة منها دفعة واحدة مكتوبة في الألواح و الأوراق ، أما القرآن الكريم فلم يُنزَل كذلك و إنما تم تنزيله خلال عشرين عاماً على قلب الرسول المصطفى صلى الله عليه و آله وحياً.
No Comment! Be the first one.