مقدمة عن شهر رمضان
لقد خص الله سبحانه و تعالى الإسلام و المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك.حيث ينتظر المسلمون في كل بقاع العالم شهر رمضان بفارغ الصبر ، و يجهزون له لكي يستقبلوه و كأنه أكرم ضيف يأتي إليهم . هو شهر يصوم فيه المسلمين. يمتنعون عن الأكل، والشرب، والمفطرات من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس، فشهر رمضان يهذب النفوس العاصية ، ويبعث الراحة والطمأنينة في القلوب التي أرهقتها الذنوب و المعاصي ، و ايضا تصفد فيه الشياطين ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:” إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة، وغلِّقت أبواب النار، وصفِّدت الشياطين”.و فيه ليلة خيرا من ألف شهر و هي ليلة القدر ، و هي ليلة قد جعل الله فيها العمل خيرا من العمل ألف شهرا حيث يقول الله سبحانه و تعالى:”ليلة القدر خير من ألف شهر”، و قد خاب و خسر من جاء عليه ليلة القدر و لم يغتنمها .
التعريف بشهر رمضان
إن لشهر رمضان فضل كبير ومنزلة عظيمة عند الله ، لأنه فيه نزول القران الكريم حيث يصوم به المسلمين أي: يمتنعون عن الأكل، والشرب، والمفطرات من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس، وقد فرض الله -تعالى- هذه العبادة على المسلمين جميعا بدليل قوله:”يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم “.
إقرأ ايضاً:
حكم صوم الأم المرضعة خلال شهر رمضان
متي تم فرض صيام شهر رمضان علي المسلمين
يعتبر صيام شهر رمضان فرض من الفروض التي شرعها الله سبحانه وتعالي على المسلمين بالإجماع، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة،وإن أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله.فُرِضَ صيام شهر رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وذلك بعد تحويل القِبلة إلى الكعبة المُشرَّفة بشهرٍ تقريباً، فصام النبي تسع رمضانات إجماعاً.وكان الصيام مفروضاً على الأمم السابقة ومعروفاً عند أهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.ولكن لم يكن صيامهم في رمضان، فالالزام بصوم رمضان لم يتم تشريعه من قبل، إذ تختص أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بفرضية صوم هذا الشهر بالذات.
فضل الصيام في شهر رمضان
لقد فرض الله -تعالى- هذه العبادة على المسلمين جميعا بدليل قوله:”يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.لشهر رمضان المبارك العديد من الفضائل المنصوص عليها في الكتاب والسنة، وفيما يلي بيان بعضها:
- تفتح فيه أبواب الجنة على المسلم استغلال هذا الشهر بنيل الأجر والثواب، وذلك بأن أبواب الجنة تفتح والشياطين تسلسل ودليل ذلك ورد عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:”إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ”.
- شهر رمضان شهر العتق من النيران يعتبر شهر رمضان حصن حصين من النار، وقد ورد ذلك في قوله-صلى الله عليه وسلم-:”الصيامُ جُنةٌ من النارِ كجنةِ أحدِكم من القتالِ”.
- كفارة للذنوب ،من نعم الله على العبد أن يفكر له ما يقع عليه من ذنوب، عند قيامه بالامتثال لأمر الله والقيام ببعض العبادات ومن أبرزها الصيام ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-:”فتنة الرجل في أهله، وماله، وولده، وجاره، تكفِّرها: الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر، والقتال”.
- يشفع لصاحبه يوم القيامة لحديث عبدالله بن عمرو، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:”الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ”.
آداب ومستحبات الصيام في شهر رمضان
للصوم آداب ومستحبات كثيرة، يتقرب بها العبد لربه، ويمهد الطريق لنفسه لمرضاة خالقه، ومن أبرز هذه الآداب ما يلي:
- الحرص على السحور، وتأخيره، وتقديم الإفطار عند التحقق من غروب الشمس. لأنها من سنن رسولنا الكريم. فعن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:”لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ”،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضاً:”تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً”.
- كف اللسان عن المحرمات، كالغيبة والنميمة.
- الإحسان إلى الصائمين، وتقديم الإفطار لهم.
- كثرة الصدقة والجود بالإحسان إلى الفقراء.
- الإكثار من تلاوة القرآن والدعاء وكل أنواع الذكر.
- الاعتكاف وقيام الليل، وأداء صلاة التراويح.
- استحضار الصائم نعمة الله عليه بالتوفيق للصيام.
إقرأ ايضاً:
صلاة التراويح في رمضان
في الحقيقة لم يرد ذكر صلاة التراويح في القرآن صريحًا باسم صلاة التراويح، ولكن تم ذكر قيام الليل في القرآن الكريم، وصلاة التراويح هي جزء من قيام الليل.قال الله -تعالى-:”أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.ولكن تم ذكرها في أحاديث السنة النبوية،فقد ثبت في حديث عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت:”أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”.
اجر صيام شهر رمضان
لكل عمل من الأعمال التي نقوم بها فى الدنيا قد حدد الله لها جزاء معين فى كتابه الكريم، ولكن هناك من الأعمال العظيمة لم يحدد الله لها أجرا وذلك لعظم شانها فعجل أجرها عليه وحده.حيث لم يحدد الله تعالى جزاء الصوم حيث قال صلى الله عليه وسلم إن رب العزة سبحانه وتعالى قال: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به” ،فما أعظم جزاء الصوم عن الله.ويوم القيامة سوف ينادى منادى ويقول “أين الذين أجرهم على الله” فيقبل العافون عن الناس، والصابرون والصائمون، فيومئذ يوفى كل من صام وصبر وعفا جزاءه من الله سبحانه وتعالى، وما أعظمه من جزاء، اللهم اجعلنا من الصابرين والصائمين العافين عن الناس.
إقرأ ايضاً:
فوائد الصيام بشهر رمضان
أن للصيام فوائد جمة ، حيث يجعل الإنسان ملتزما بضوابط شرعية يأمرنا بها الله عز وجل ، ويتجنب نواهيه ويستمر في تلك الأفعال لمدة ثلاثون يوما تجعله يعتاد حياة اخري ألفها من الصيام ومنها ما يظهر على شخصيته وسلوكه ومنها ما يؤثر على كافة جوانب حياته بما فيها مجتمعه، ومن هذه الفوائد ما يلي:
- العطف على المساكين وإكرامهم.
- إضعاف سلطان الاسترسال في الملذات وتخفيف الشره والثبات على المكاره وتعويد النفس الصبر.
- تدرب النفس على الصلاة ،وتنقية الروح من الذنوب وتقربها الى طاعة الله.
- غض البصر، وكفه عن الاتساع في النظر إلى الحرام أو ما يكره النظر إليه.
- كف السمع عن الإصغاء إلى المحرمات، أو كل ما يقرب إليها.
- إضعاف سلطان العادة؛ ففرض الله الصيام ليكون فيه تلطيفًا وتخفيفًا عن التمسك بالعادات.
- البعد عن الغيبة والنميمة.
الخاتمة
وفي الختام ، لا يوجد أفضل من آيات الله التي نختم بها ، حيث يقول الله سبحانه و تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ و اليوم الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} ، لا بد لنا من اتباع الرسول الكريم في كل فعل أو قول ليس فقط في رمضان و لكن في كل الأوقات .فكما عرفنا أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يغتنم أيام رمضان اغتناما عظيما ، و ذلك لأنه يدري خير هذه الأيام ،لذلك أوصانا الرسول الكريم بالاجتهاد في العبادات و التقرب إلى الله من خلال قيام الليل ،و الصدقات ، و تلاوة القران و الاعتكاف و تصفية النية إلى الله.
No Comment! Be the first one.