بحث عن الخفافيش كامل مع التحميل,انواعها واهميتها في الطبيعة

مقدمة بحث عن الخفافيش

لطالما كان الخفاش كائن غريب ينجذب نحوه الأنظار ،لما يحمله من خصائص .فهو حيوان ثديي طائر يعد من اصغر الثديات الطائرة،عُرف عنه الكثير من الشائعات والأقاويل التي جعلته من اكثر انواع الكائنات غموضاً،قد تكون الاعمال الفنية هي سبب ذلك ،حيث اظهرت مشاهد تحول البشر الى دراكولا “مصاص دماء” بعد عضه من الخفاش،مما جعل الكثير من الناس يصدقون ذلك ويهربون منه.قد تكون طبيعة الخفافيش هي سبب نبوذها ،حيث تظهر ليلاً فقط ،وتصدر اصواتاً ترددية بعيدة المدى ،ولها شكل مخيف نوعاً ما ،لذلك كانت وما زالت تستخدم في اعمال السحر.

يعتقد الكثير ايضاً ان الخفاش يتغذى على الدماء ،لكن الحقيقة ان معظم انواع الخفافيش هي آكلة للحشرات ،وللفواكه ورحيق الازهار ،ولا يوجد سوى انواع محدودة جداً هي التي تتغذى على دماء الثدييات.وعلى الرغم من الاضرار التي تخلفها الخفافيش الا ان لها العديد من الفوائد البيئية والبشرية ،فالله لم يخلق هذه الكائنات عبثاً ،لذالك كان من الواجب علينا انشاء هذا البحث الشامل عن الخفافيش لتوضيح الكثير من الامور الهامة.

نبذة عن الخفافيش

الخفافيش جمع خفاش وهي حيوانات طائرة من الثدييات،وتعد من أصغر الحيوانات الثديية في بعض انواعها.يطلق عليه بعض الأشخاص اسم الوطواط،أو الخنفوش،ويشتهر في الثقافات والأعمال الفنية بمصاص الدماء لأنها تتغذى على الدم فقط.حيث تساعدها اسنانها البارزة في ذلك ،وكذلك ريقه الذي يمنع تجلط الدم،وليعيش الخفاش يلزمه حوالي ملعقتين كبيرتين من الدم يوميا.

معظم الخفافيش ليلية تخرج في الليل فقط،وذلك لأنها تتجنب الطيران أثناء النهار لمنع ارتفاع درجة حرارتها في الشمس ، بسبب امتصاص اغشيتها الجناحية لأشعة الشمس.ولذلك فأن اغلبها يسكن في الكهوف أو الملاجئ المهجورة،يُعتقد أن هذا السلوك للهروب من الحيوانات المفترسة ،لكن هذا غير مؤكد. تتواجد الخفافيش في جميع أنحاء العالم ، باستثناء المناطق شديدة البرودة.وتعد الخفافيش من أكثر الثدييات صوتًا وتصدر اصواتاً لجذب الأصدقاء والعثور على شركاء مقيمين وللدفاع عن مواردهم.هذه الأصوات المزعجة في الليل تسافر لمسافات طويلة جداً بسبب ترددها المنخفض ،والذي تستخدمه لتوجيها في الطيران اثناء الليل المظلم،وصيد فرائسها.

انواعها

الخفافيش هي ثاني أكبر ترتيب من الثدييات بعد القوارض .حيث تشكل حوالي 20٪ من جميع أنواع الثدييات المصنفة في جميع أنحاء العالم ، مع أكثر من 1400 نوع،ومن اشهر انواعها:

خفافيش الثعالب الطائرة: أحد أكبر أنواع الخفافيش في العالم، حيث يصل وزنه إلى 3.5 أرطال ويبلغ طول جناحيه حوالي 5 أقدام. توجد في جميع أنحاء شبه القارة الهندية وتعيش في مجموعات كبيرة في مظلات الأشجار. تتغذى على الرحيق، الأزهار، غبار الطلع، و الفاكهة بشكل رئيسي، مما يفسّر سبب اقتصارها في الوجود على المناطق المدارية والاستوائية.
طويلة الأذن: هو نوع من الخفافيش ذات آذان مميزة تقارب طول باقي أجزاء جسمه.توجد في أوروبا وآسيا،وفي البيئات القاحلة من المغرب إلى الشرق الأوسط.حيث تفضل المرتفعات العالية،ولديها شهية غير عادية بين الخفافيش ، وقد تتغذى على الفرائس الكبيرة.
خفافيش قزمة: هي خفافيش صغيرة جداً تزن حوالي 170 جرام،هذه الأنواع القزمة موطنها أفريقيا ، حيث تعيش في الغابات الاستوائية والأراضي الحرجية. بفضل نظامه الغذائي المكون من الفاكهة والرحيق ، فهو ملقح مهم للنباتات الاستوائية.
خفاش الفاكهة المصري:هو نوع كبير موجود في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط والهند. ينتمي الى عائلة مكونة من 197 خفاشًا كبيرًا آكلًا للفاكهة.يعد خفاش الفاكهة المصري من اكبر الخفافيش.حيث يبلغ طول جناحه حوالي قدمين ،وهو ماهر جداً في تحديد الموقع بصدى الصوت.
مصاص دماء كاذبة: يسمى عادة الخفاش الشبح ،بسبب تموهه في الليل .هو نوع موجود في وسط أفريقيا وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية في الغابات المطيرة الرطبة. تتغذى بشكل اساسي على الحشرات وبعض الفقاريات الصغيرة .وهناك ثلاثة أنواع فقط من ضمن هذه الخفافيش المعروفة بأكل الخفافيش الأخرى.
الخفاش الأحمر:يعد الخفاش الأحمر الشرقي أحد أكثر الأنواع شيوعًا الموجودة في شرق وغرب أمريكا الشمالية. إنه صغير الجسم ، مع فراء بني محمر ، ويستهلك نظامًا غذائيًا من الحشرات.

انواع مهددة بالإنقراض

خفافيش بيضاء:هي ستة انواع فقط من الخفافيش النادرة ذات الفرو الابيض ،اشهرها هو الخفاش الهندوراسي .وهو نوع متخصص للغاية موجود في أمريكا الوسطى ،تعتمد على آكل الفاكهة بشكل أساسي وخصوصاً على التين. هذه الأنواع مدرجة في القائمة المهددة للإنقراض من قبل IUCN.

أنف الخنزير:الخفافيش ذات الأنف الخنزير ،هي أصغر أنواع الخفافيش ،يعرف أيضًا باسم خفاش النحلة الطنانة ، وربما يكون هذا النوع الصغير هو الخفاش الوحيد الصغير بما يكفي ليتم الخلط بينه وبين حشرة.يبلغ طول جسمه بوصة واحدة فقط ويزن حوالي عشرة جرامات.يمكن العثور عليها فقط في كهوف الحجر الجيري في ميانمار وشمال تايلاند ، وتعتبر من الأنواع المهددة بسبب فقدان الموائل.

الموطن والغذاء

يعد الخفاش من اكثر انواع الثديات الطائرة انتشاراً حول العالم ،حيث يستوطن انواعه المختلفة جميع المناطق على الكرة الارضية ما عدا المناطق شديدة البرودة .العديد من الخفافيش آكلة للحشرات ، ومعظم الباقي آكلات للفاكهة أو تتغذى على رحيق الأزهار.وبعض الخفافيش تفترس الفقاريات الأخرى ، مثل الأسماك والضفادع والسحالي والطيور.بينما يتغذى عدد قليل من الأنواع على الحيوانات بما فيهم الخفافيش الأخرى .لدى الخفافيش آكلة الفقاريات أو الثدييات مخالب مكبرة بشكل خاص على أقدامهم الخلفية تساعدهم على الاستيلاء على الأسماك .كما يجب أن تستهلك الخفافيش كميات كبيرة من الطعام بالنسبة لحجمها.ولذلك يمكنهم السفر لمسافات طويلة كل ليلة بحثًا عن الطعام.

دورة حياة الخفافيش

يبلغ الحد الأقصى لعمر الخفافيش حوالي 41 عامًا،لذا يعد من اكبر الثدييات الصغيرة عمراً.وتعيش عادة بعض الخفافيش عادة حياة انفرادية ، بينما يعيش البعض الآخر في مستعمرات يزيد عدد سكانها عن مليون.

يعد فصل الخريف هو الفصل المناسب لتزاوج الخفافيش،وفيها يغني الذكور بصوته الرنان لجذب الإناث،وبعد نجاحه في جذب الانثى تحدث العلاقة بينهما كمثل اي نوع اخر من الثدييات .كما تستطيع الخفافيش الحفاظ على هذه العلاقة لمدة طويلة.

معظم أنواع الخفافيش متعددة الزوجات ، حيث يتزاوج الذكور مع عدة إناث.تتميز إناث الخفافيش بقدرتها على التحكم في توقيت الحمل وولادة الصغار ، لجعل الولادة تتزامن مع أقصى قدر من القدرة على الغذاء وعوامل بيئية أخرى. ولذلك تتأخر إناث بعض الأنواع في الإخصاب ، حيث يتم تخزين الحيوانات المنوية في الجهاز التناسلي لعدة أشهر بعد التزاوج.وعادة ما تلد الإناث في وضع رأسي أو أفقي ، وذلك باستخدام الجاذبية لتسهيل الولادة.

تلد الإناث وتربي صغارها في مستعمرات الأمومة وقد تساعد بعضها البعض في الولادة،ويتغذى الصغار بالرضاعة الطبيعية.كما قد ترضع الأنثى صغار أم أخرى معها.في معظم أنواع الخفافيش ، تحمل الإناث وتلد خفاشاً واحداً.

الخفافيش مصاصة دماء؟

يعتقد الكثير من الناس ان اصل الخفافيش هي انها مصاصة دماء،واستخدمو ذلك في العروض السنيمائية في كثير من الأفلام.لكن الحقيقة ان الخفافيش في الأصل هي حيوانات تتغذى على الفواكه ورحيق الأزهار ،واكل الحشرات ،بينما توجد انواع قليلة جداً منها يتغذى على دماء الثديات منها ما تقتصر فرائسها على الثديات الصغيرة ،كالفئران،والقطط،ومنها ما تفترس الثديات الكبيرة مثل المواشي.

تستهدف الخفافيش مصاصة الدماء الفريسة النائمة ويمكنها اكتشاف الأنفاس من مسافات بعيدة. حيث تساعد مستشعرات الحرارة في الأنف على اكتشاف الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد.يخترقون جلد الحيوان بأسنانهم ، ويقضمون سديلة صغيرة ،ويضربون الدم بألسنتهم ، التي تحتوي على أخاديد جانبية تتكيف مع هذا الغرض والتي تمنع الدم من التخثر .

اهمية الخفافيش في الثقافة

لطالما كانت معتقدات الناس مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحيوانات ،غالبًا ما كان يُنظر إلى الخفافيش على أنها أرواح شريرة ومصاصي دماء ونذير للموت ، بينما تربط بعض الثقافات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الخفافيش بالسمات الإيجابية والحظ السعيد.هذا الارتباط الثقابي بين الخفافيش والبشر ليس مستحدثاً،بل كان متواجداً منذ آلاف السنين وينعكس هذا الارتباط الثقافي والروحي في وجود رموز الخفافيش في المقابر المصرية منذ عام 2000 قبل الميلاد .بينما في العصور الحديثة ،ارتبطت الخفافيش بالثقافات البشرية بشكل اكبر ،فتم الرمز اليها في الفن المسرحي “دوراكولا”،كما تم استخدامها في بعض اعمال السحر ،نظراً لكونه كائن ليلي ودمائي مما يتناسب مع اعمال السحر.كما عرفت بعض الأقوال الاسطورية عند رؤية الخفاش منها:

إذا طار خفاش داخل منزلك ، فابحث عن بق الفراش.
يعني الخفاش الذي يطير في مبنى أنه سيمطر.
قتل الخفافيش يقصر حياتك.
الخفافيش في الكنيسة أثناء حفل الزفاف نذير شؤم.
الخفافيش في المنزل تعني موتًا في المنزل أو علامة على أن شاغليه سيغادرون قريبًا.
تحلق الخفافيش عموديًا لأعلى ثم تهبط مرة أخرى إلى الأرض ، مما يعني أن ساعة السحرة قد حان.
لكي يطير أي خفاش إلى منزل ويلمس شخصًا هو علامة أكيدة على أن هذا الشخص قد سُحر بعد ذلك وسيهلك قريبًا لأن قلبه أو قلبها يؤكل في الليل أثناء نومه.

تفاعل الخفاش مع البيئة

يتم استخراج روث الخفافيش من الكهوف واستخدامه كسماد ،يساعد في علاج بعض التربة.حيث يحتوي ذرق الخفافيش على العديد من العناصر التي تفيد نمو النبات مثل الكربون والنيتروجين والكبريت والفوسفور.
تستهلك الخفافيش الآفات الحشرية ، مما يقلل من الحاجة إلى مبيدات الآفات ،كما انها تساعد على التوازن البيئي بالنسبة لإنتشار الحشرات.
تُباع الخفافيش الحية في بوليفيا للاستخدامات الطبية ،حيث يُعتقد أن استهلاك دم الخفافيش يعالج الصرع .
يتم استخدام 13٪ من جميع أنواع الخفافيش كمصدر غذاء في بعض المناطق ،حيث تُستهلك لحومها على نطاق واسع في الصين وأوقيانوسيا وأستراليا وجنوب شرق آسيا وغرب ووسط إفريقيا.
تقوم الخفافيش أيضًا بمكافحة الآفات الضارة للمزارعين ، التي تأكل وتدمر محاصيلهم. ويقوم المزارعون بدورهم بحماية الخفافيش وغالبًا ما يبنو لهم منازل بالقرب من حقول محاصيلهم للمساعدة في جذب الخفافيش وإيواءها من أجل مكافحة الآفات الطبيعية.
تساعد الخفافيش التي تتغذى على الفواكه ورحيق الازهار ،على عملية التليقيح للنباتات مما يساهم في استمرارية الخضرة على الارض.
بعض الدراسات تشير الى وجود فوائد طبية للعاب الخفافيش،منها انها قد تعالج السكتات الدماغية.