للبسملة اهمية كبيرة في حياة المسلمين ،لتداخلها في جميع اعمالهم اليومية ،وكذالك عباداتهم .تعرف البسملة بكونها مفتاح القرآن فلا تفتح اي سورة في المصحف إلا بها بخلاف سورة التوبة التي يجب ان تُبدأ بدونها.ولهذا يتسائل العديد من المسلمين عن كون البسملة آية مستقلة من القرآن الكريم ؟أم لا.وفي هذا السؤال اختلف العلماء على اقوال عديدة اشهرها:
1- البسملة ليست آية من القرآن الكريم مطلقًا
يرى الإمام مالك أن البسملة ليست آية من القرآن الكريم مطلقًا، إلا في سورة النمل فهي آية منها،وإنما كُتبت البسملة في أوائل السور للاستفتاح بها، والابتداء والتبرك بها والتيمن والفصل بين السور. وهذا القول تبعه قراء المدينة والبصرة والشام.وتم الإستدلال بأدلة كثيرة منها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “صليتُ خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، لا يذكُرون بسم الله الرحمن الرحيم، لا في أول قراءة، ولا في آخرها”.مما يدل على ان البسملة ليست آية من القرآن مطلقاً .احتج بعض الفقهاء على هذا القول مشيرين أن الصحابة ومن اهتدى بهديهم لم يكتبوا في المصاحف شيئًا غير كلام الله،ولو كانت البسملة كذلك لما كتبوها.
2- البسملة آية من سورة الفاتحة فقط
يرى الشافعي وتبعه قراء وفقهاء أهل مكة والكوفة،ان البسملة ليست آية إلا في سورة الفاتحة فقط ،بخلاف اتفاقهم على كونها اية في سورة النمل ايضاً.واستدلوا لهذا القول بأنها مثبتة في المصاحف مع الفاتحة كونها آية .كما استدلو بحديث أم سلمة عندما سئلت عن قراءة النبي فقالت:”كان يقطع قراءته آية آية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم”.أن الرسول قرأ البسملة مع الفاتحة،وفي هذا دليل على أنها آية منها.بينما اختلف بعض الفقهاء على هذا القول ويرون أنه لا يلزم من قراءتها مع الفاتحة أن تكون منها؛ إذ لو لزم هذا لَلَزِمَ أن تكون آيةً من كل سورة؛ لأنها تُقرأ مع كل سورة، كما هو مثبت معلوم.
3- أنها آية أو بعض آية من كل سورة سوى سورة براءة
يرى علماء المذهب الجعفري وبعض قراء مكة والكوفة،انها آية أو بعض آية من كل سورة سوى سورة براءة.و استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها: ثبوت البسملة في المصاحف مع كل سورة سوى براءة مما يدل على أنها آية أو بعد آية من كل سورة. وما رواه أنس بن مالك قال: “أغفى النبي صلى الله عليه وسلم إغفاءة ثم تبسم ضاحكًا فقال: أنزل علي سورة، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر”. ووجه استدلالهم من الحديث أن البسملة آية أنزلت مع سورة الكوثر فهي كذلك آية أو بعض آية من كل سورة تنزل معها وتعد منها.لكن خالف بعض الفقهاء هذا القةل ،حيث يقولون:صحيح أن البسملة تنزل مع كل سورة، لكن لا يلزم من نزولها مع السورة أن تكون آية منها.
4- البسملة آية مستقلة من القرآن وليست من السور
يرى طائفة كبيرة من أهل العلم منهم الإمام أحمد بن حنبل،وهو الرأي الأصح أن البسملة آية مستقلة من القرآن وليست من السور،وإنما هي آية تنزل مع كل سورة للفصل بينها وبين التي قبلها.واستدلو بهذا القول على إجماع الصحابة على إثباتها في المصحف وكتابتهم لها، فلا يجوز الخروج عن إجماعهم وذلك لأنهم جردوا المصحف من غير الآيات القرآنية كالتفسير وغيره.كما استدلوا بحديث عبد الله بن عباس قال:”كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم”. فكونها تنزل بواسطة الوحي يدل على أنها آية من القرآن، وكونها للفصل بين السور يدل على أنها ليست من السور وإنما آية مستقلة.
البسملة في سورة التوبة
اجمع العلماء على ان سورة التوبة تبدأ بدون بسملة ،وعليه اجمعت المصاحف كذالك على تركها .واذا ابتدأ القارئ قرائته بسورة التوبة فإنه يتعوذ فقط كما لو قرأ من وسطها.وتعدد اسباب تركها فيما يأتي:
- لأن قصتها شبيهة بقصة سورة الأنفال التي تسبقها ،والنبي لم يبين للصحابه من شأنها شيءًا،هل هي تابعة لسورة الانفال أم سورة مستقلة .ولذالك تركو البسملة فيها لعلها تكون من ضمن سورة الانفال.مختصر ما رواه الامام احمد بن حنبل في مسنده
- لانه من عادة العرب إذا كان بينهم وبين قوم عهد، فإذا أرادوا نقضه كتبوا كتابًا ولم يكتبوا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما نزلت سورة براءة بنقض العهد الذي كان بين الرسول وبين المشركين بعث النبي علي بن أبي طالب فقرأها عليهم في الموسم ولم يبسمل على ما جرت به عادتهم.
- لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان.
- تركت التسمية إعظامًا لبسم الله الرحمن الرحيم من خطاب المشركين.
No Comment! Be the first one.