ظاهرة اطفال الشوارع
يعرف الطفل حسب اتفاقية حقوق الطفل على أنه أي فرد تحت سن الثامنة عشر ، و الذي يعتبر معيار عالمي متفق عليه لتحديد فئة الأطفال . ظاهرة أطفال الشوارع تعد من الظواهر المنتشرة عالميا ، فلا يوجد مجتمع يخلوا من هذه الظاهرة ، و لكن هذا لا يعني أن نتوقف عن حلول لتقليل المشكلة ، و ضمان حقوق هؤلاء الأطفال . صرحت الأمم المتحدة أنه يوجد أكثر من 150 مليون طفل مشرد في جميع أنحاء العالم . تعرف الأمم المتحدة أطفال الشوارع بأنهم : الأفراد دون سن الثامنة عشر الذين يتخذون من الأماكن العامة مسكننا لهم ، و يمضون أغلب يومهم متجولين في الشوارع و يكسبون قوت يومهم منه ، و يتخذون من الأماكن المهجورة أو الخرابات مسكنا لهم ، بدون وجود إشراف من قبل أولياء أمورهم البالغين .
أسباب ظاهرة اطفال الشوارع
ظاهرة أطفال الشوارع من الظواهر التي تتعدد أسبابها ، و تتعدد السبل التي أدت بهؤلاء الأطفال ليكونوا على ما هم عليه :
الأسباب العائلية
يمكن للمشاكل الأسرية أن تدفع بالأطفال إلى الهرب من المنزل و العيش في الشارع ، فلا يتمكن من العودة إلى منزله مرة أخرى بعد أن يكتشف قسوة الحياة ، و من الأسباب التي قد تدفع بالأطفال للهرب ( التفكك الأسري و الطلاق – العنف الأسري – عدم الاهتمام بالأطفال و مراعاة احتياجاتهم – التمييز بين الأبناء – و غيرها ) .
الأسباب الأجتماعية
- يمكن للظروف الاقتصادية الصعبة مع وجود الكثير من الأطفال في الأسرة أن تدفع الأهل إلى إرسال أطفالهم للعمل في الشوارع لجلب المزيد من المال ؛ ليتمكنوا من توفير الأحتياجات الأساسية للجميع من مأكل و مشرب .
- يمكن أن يكون للمدارس اليد في لجوء الأطفال للشوارع أحيانا ، حيث أن أساليب التعليم الصارمة و عنف المعلمين قد يؤدي بالأطفال إلى الهرب من المدرسة ، و الانخراط في بيئة الشارع ، و البحث عن عمل لتحقيق ذاتهم .
- من أكثر الظواهر المهددة للمجتمع هي ظاهرة أختطاف الأطفال و استغلالهم بشتى الطرق ، و من ضمنها إجبارهم على العلم لساعات طويلة في الشوارع أو المصانع .
- في المجتمعات الشرقية و المسلمة تحرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ، و يوصم أصحابهم بالعار ، و يتعرضون للنبذ الأجتماعي ، و لكن هذا لا يمنع البعض من الأستمرار في ارتكاب هذا الفعل ، و عندما ينتج عنه أطفال تلجأ الأم لترك طفلها الرضيع في الشارع أو أمام دور الأيتام .
أسباب متعلقة بشخصية الطفل
بعض الأطفال تميل شخصيتهم لحب الحرية و الاستقلالية ، مما قد يدفعم إلى البحث عن عمل في سن مبكر ، و يحفز ذلك الأوضاع الأسرية السيئة ، فيلجئون للهرب إلى تحقيق ذاتهم و توفير احتياجاتهم في الشارع .
آثار ظاهرة اطفال الشوارع على المجتمع
تتفرع عدة مشاكل من ظاهرة أطفال الشوارع ، و تنقسم هذه المشاكل إلى :
مشاكل اجتماعية
تجول الأطفال طوال حياتهم في الشوارع ، و اختلاطهم بجميع أشكال البشر السيء منهم و الجيد يؤدي إلى عدة مشاكل منها :
- انتشار الجهل ، و أعداد الأميين في المجتمع ، و الأفراد غير القادرين على العمل ، فتزداد نسب البطالة .
- قد تؤدي ظروف الحياة الصعبة إلى أتجاه الأطفال للسرقة ، أو العمل مع أفراد العصابات التي تهدد الأمن العام للمجتمع .
- زيادة أعداد متعاطي المخدرات ، فبسبب الجهل يقبل أطفال الشوارع على تعاطي المخدرات ، و ربما الإتجار بها .
- قد تؤول الظروف في نهاية المطاف إلى عمل هؤلاء الأطفال في بيوت الدعارة ، مما يفاقم المشكلة بسبب إلقائهم لأطفال جدد في الشوارع فور ولادتهم نتاجا لإحدى العلاقات غير الشرعية ، و هو الشيء الذي يصعب وضع نهاية لهذه الظاهرة .
مشاكل صحية
عيش الأطفال في بيئات ملوثة ، و غير نظيفة ، و تكون أحيانا غير صالحة للعيش الآدمي ، يؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض فيما بينهم ، بالإضافة إلى عدم توفر الغذاء المناسب لنموهم بصحة جيدة ، فيكون الطفل معرضا لأمراض مثل سوء التغذية – فقر الدم – أمراض العين – الأمراض المعدية بشتى أنواعها – الجرب – أمراض الصدر – نقص المناعة و التي تعرض الطفل بدورها لعدد أكبر من الفيروسات المعدية.
حلول ظاهرة أطفال الشوارع
الطريقة المثلى لتخفيف حدة هذه الظاهرة هي بتجنب الأسباب التي تؤدي إليها في المقام الأول ، فهنالك إجرائات يمكن اتخاذها قبل وقوع المشكلة ، و غيرها للتعامل مع الأطفال المتواجدين بالفعل في الشوارع منها :
- إطلاق حملات توعوية مسؤول عنها متخصصون لمساعدة الأزواج أو المقبلين على الزواج على تأسيس حياة أسرية ناجحة يتمكنون فيها من الحفاظ على زواجهم ، و توفير احتياجات أطفالهم بقدر المستطاع ؛ لتجنب تفكك الأسرة .
- إنشاء مؤسسات اجتماعية ، تهتم برصد حالات انتهاك حقوق الأطفال من عنف أسري أو استغلال سواءا من قبل أهل الطفل و أقاربه ، أو من قبل الأغراب .
- توفير بيئات صحية لأطفال الشوارع ، و منحهم المأوى في الملاجيء ، و إلحاقهم بالمدارس ؛ لمنحهم التعليم اللازم ليتمكنوا من المشاركة بدور فعال في المجتمع عند بلوغهم ، و تعيين أخصائيين نفسيين لتأهيلهم نفسيا ، و مساعدتهم على حل مشكلاتهم .
- تطوير حملات لمكافحة الفقر و إعانة الأسر الفقيرة .
- حث الأسر على تقليل الإنجاب أكثر من قدراتهم المادية التي سيعيلون أطفالهم بها .
الخلاصة
من أهم الأسس في حل أي مشكلة أجتماعية هو توعية جميع أفراد المجتمع بالمشكلة ، حتى يتمكنوا من المشاركة في حل الأزمة التطوع أو مساعدة غيرهم في تجنب المشكلة من الأصل ، و من الجدير بالذكر أن أنسب حل هو التحلي بالحكمة في أختيار شريك الحياة حتى تتمكن الأسرة من الأستمرار ، و أن يتحلى الوالدين بالرحمة ، و العطف ، و توفير الأحتياجات المادية و العاطفية لأطفالهم حتى يكون لهم المنزل بيئة صحية لنموه بشكل سليم . بالإضافة إلى أن المؤسسات المعنية عليها أن تقوم بتوعية أفراد المجتمع بأهمية تبني الأطفال من الملاجئ ، كما أن على الدولة مكافحة المجرمين الذين يقومون باختطاف الأطفال من أهاليهم و استغلالهم ، و محاولة السعي وراء إعادة الأطفال لعائلاتهم التي انتشلوا منها .
No Comment! Be the first one.